مزاج

مزاج @mzag

محررة برونزية

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. خاص بمسابقة التوعية الإسلامية ( الجزء الرابع)

الملتقى العام





بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



فإن من أهم المهمات وأفضل القربات التناصح والتوجيه إلي الخير
والتواصي بالحق والصبر

عليه , والتحذير مما يخالفه ويغضب الله عزوجل ويباعد من رحمته .

والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منزلته عظيمة وقد عده
العلماء الركن السادس من أركان

الإسلام ,
ومن واجب المسلم أن يبث كل خير يستحسنه الشرع والعقل في
مجتمعه وأن يزيل كل شر ينفر
الشرع والعقل منه وأن يكون له عذر في ذلك فالدائب على تعاطي
المنكر وإفساد المجتمع
والساكت عن ذلك شركاء في الإثم وربما عجل هذا الإثم بسبب
السكوت والإعراض فيكون

آثاره تسلط الأشرار على الأخيار وتوليهم مقاليد الأمور فيدعوا ا
لأخيار فلا يستجاب دعاؤهم
لأنهم مسئولون أمام الله عن إصلاح مجتمعهم كما هم مسئولون عن
إصلاح أنفسهم وعلى
المسلم أن يدفع ويلات الشر عن مجتمعه ليكون المجتمع صالحا
فاضلا تسود فيه الفضيلة
ويكون هذا الدفاع بقدر الإمكان وعلى قدر الإستطاعة وعليه أن
يعمد إلي إزالة المنكر
بيده فإن عجز فبلسانه فإن عجز فإنكاره بقلبه بأن يكره المنكر
ويسخط على مقترفه
وذلك أدنى مراتب الإيمان وأضعفها والمسلم الصادق هو من يقوم
بالحراسة على بناء
مجتمعه ومثله العليا مقاوما لعوامل الهدم والفساد .

وقدمه الله عزوجل على الإيمان كما في قوله تعالى


كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ

الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ

وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110)

وقدمه الله عزوجل في سورة التوبة إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة فقال تعالى

وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ

وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ

وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ

سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ

عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71)

وفي هذا التقديم إيضاح لعظم شأن هذا الواجب وبيان لأهميته في
حياة الأفراد والمجتمعات والشعوب
وبتحقيقه والقيام به تصلح الأمة ويكثر فيها الخير وضمحل الشر ويقل المنكر
وبإضاعته تكون
العواقب الوخيمة والكوارث العظيمة والشرور الكثيرة وتتفرق
الأمة وتقسوا القلوب أو تموت
وتظهر الرذائل وتنتشر ويظهر صوت الباطل ويفشو المنكر
ومن فضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
مايلي
أولا: أنه من مهام وأعمال الرسل عليهم السلام , قال الله تعالى



وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ

فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ

وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ

كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (

36) النحل

ثانيا: أنه من صفات المؤمنين كما قال تعالى :


التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ

الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ

وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (112) التوبة

على عكس أهل الشر والفساد قال تعالى :


الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ

عَنِ الْمَعْرُوفِ

وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ ۚ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ۗ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (67) التوبة



ثالثا: أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خصال
الصالحين قال تعالى :

لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113)

يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ

الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي

الْخَيْرَاتِ وَأُولَٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114)

رابعا: من خيرية هذه ألأمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

قال تعالى


كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ

الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ

وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ

الْفَاسِقُونَ (110) ال عمران

خامسا : التمكن في الأرض قال تعالى

الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا

بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ

الْمُنْكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41) الحج


سادسا : أنه من أسباب النصر قال تعالى :

الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا

دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ

بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا

اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ

وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الحج

سابعا : عظم فضل القيام به كما قال تعالى :

۞ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ

إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ

وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (114) النساء


(وقوله صلى الله عليه وسلم , من دعا إلي هدى كان له من الأجر

مثل أجور من تبعه

لاينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلي ضلالة كان عليه من

الإثم مثل آثام من

تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا ) رواه مسلم

ثامنا : أنه من أسباب تكفير الذنوب كما قال صلى الله عليه وسلم :

( فتنة الرجل في أهله وماله
ونفسه وولده وجاره يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر) ( (رواه أحمد)

تاسعا : في القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حفظ

للضرورات الخمس في الدين والنفس والعقل والنسل والمال وفي

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الفضائل غير ما ذكرنا

وإذا ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعطلت رايته ظهر

الفساد في البر والبحر على تركه أمور عظيمة منها :



أولا : وقوع الهلاك والعذاب قال تعالى :

وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25) الأنفال

(وعن حذيفة رضي الله عنه مرفوعا والذي نفسي بيده لتأمرون
بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم
عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم )
( متفق عليه)

ولما قالت أم المؤمنين زينب رصي الله عنها أنهلك وفينا
الصالحون ؟ قال لها الرسول صلى الله عليه وسلم ( نعم إذا كثر
الخبث
( رواه البخاري)

ثانيا : عدم إجابة الدعاء وقد وردت أحاديث في ذلك منها حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعا
( مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوا فلا يستجاب لكم )
( رواه أحمد)

ثالثا : انتقاء خير الأمة قال صلى الله عليه وسلم : (والله لتأمرون بالمعروف ولتنهون
عن المنكر ولتأخذون على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا ولتقصرنه على الحق قصرا أو ليضربن الله
بقلوب بعضكم علة بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم ) ( رواه أبو داود)


رابعا : تسلط الفساق والفجار والكفار وتزيين المعاصي وشيوع المنكر واستمراؤه
خامسا : ظهور الجهل واندثار العلم وتخبط الأمة في ظلمة حالكة لا فجر لها ويكفي عذاب الله
عزوجل لمن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتسلط الأعداء والمنافقين عليه وضعف
شوكته وقله هيبته
فلو قُدر أن رجلاً يصوم النهار ويقوم الليل ويزهد في الدنيا كلها وهو مع هذا لا يغضب لله
ولا يتمعر وجهه ولا يحمر فلا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر فهذا الرجل من أبغض
الناس عند الله ،
خطوات الإنكار والأمر
فإن الجاهل يقوم على الشيء لا يظنه منكرا فيجب إيضاحه له ويؤمر بالمعروف ويبين له عظم
أجره وجزيل ثواب من قام به ويكون ذلك بحسن أدب ولين ورفق
2 – الوعظ وذلك بالتخويف من عذاب الله عوجل وعقابه وذكر آثار الذنوب والمعاصي ويكون
ذلك بشفقة ورحمة له
3 التكرار وعدم اليأس فإن الأنبياء والمرسلين أمروا بالمعروف وأعظمه التوحيد وحذروا من
المنكر وأعظمه الشرك , والأمر بالمعروف والنهي عن النكر يستوجب من الشخص الرفق
والحلم وسعة الصدر والصبر وعدم الانتصار للنفس ورحمة الناس والإشفاق عليهم
وكل
ذلك مدعاة إلي الحرص وبذل النفس , ودرجات تغيير المنكر ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله

( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) ( رواه مسلم)

قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله , ومن لم يكن في قلبه بعض ما يبغضه الله ورسوله
من المنكر الذي حرمه من الكفر والفسوق والعصيان لم يكن في قلبه الإيمان الذي أوجبه الله
عليه فإن لم يكن مبغضا لشيء من المحرمات أضلا لم يكن معه إيمان أصلا ,


عليه فإن لم يكن مبغضا لشيء من المحرمات أصلا لم يكن معه إيمان أصلا ,
أختي المسلمة
شاع في بعض أوساط الناس الغفلة عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واعتبروا ذلك
تدخلا في شئون الغير وهذا من قلة الفهم ونقص الإيمان فعن أبي بكر رضي الله عنه قال
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ ۖ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ
جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105) المائدة

وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
( إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه )( رواه أبوداود)

ونتأمل في سفينة المجتمع كما صورها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله ,

( مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم أعلاها
وبعضهم أسفلها وكان الذي في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا
خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على
أيديهم نجوا جميعا )
رواه البخاري)

ومع الأسف الشديد ظهرت في بعض المجتمعات ظاهرة خطيرة وهي الاستهزاء بالآمرين
بالمعروف والناهين عن المنكر ولمزهم وغمزهم , والله عزوجل قد توعد الذين يؤذون المؤمنين
والمؤمنات بعذاب أليم .
خاتمة
اللهم اجلنا من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر المقيمين
لحدودك , ربنا لا تزغ قلوبنا
بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب اللهم اغفر
لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين والمسلمات , وصلى الله على نبينا
محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:















13
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

MoOn LiGhT
MoOn LiGhT
وعليكم االسلام
جزاك الله خير طرح مهم في هذا الزمن
مزاج
مزاج
السلام عليكم

بارك الله فيكي شرفتي والله
بنت شيوخ وكلي طموح
جزاك الله بالجنة
*هبة
*هبة
جزاك الله خيرا
وجعله الله فى ميزان حسناتك
موضوع رائع
مزاج
مزاج
السلام عليكم

هلا بك بنت الشيوخ

الله يوفقك ويعافيكي ويجزيكي خير

هلا بك اختي هبة بارك الله فيكي ووفقك الله لما يحبه ويرضى


شرفتوني كلكم بارك الله فيكم