دليله_21

دليله_21 @dlylh_21

عضوة فعالة

الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و عظم شأنه ... رائع و مهم

ملتقى الإيمان

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين.


أخواتي لفت انتباهي آيات كثيرة في القرآن تتحدث عن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و عن عقاب تاركهما و الحق أني كنت من قبل عندما أرى شيئاً خاطئاً استنكره في نفسي و لكن أتجاهله و فقط أقول" مالي دخل " و أظن أن هناك الكثير قد فعل مثلي من قبل و لكن بعد أن تدبرت كثير من الآيات في القرآن و رأيت عقاب من ترك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بحثت و وجدت هذا الموضوع اتمنى اخواتي منكن فقط دقائق اقرءوه جداً مهم و تمعنوا في الآيات و تمعنوا كيف قدم الله سبحانه و تعالى الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر على الإيمان نعم على الإيمان و في آية أخرى قدمه الله على إقامة الصلاة و إيتاء الزكاة قدمه الله سبحانه و تعالى على أعظم ركن في الإسلام بعد شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله و هذا لا يدل إلا على عظم شأنه عند الله عز و جل .... اسأل الله أن ينفعنا جميعا بما فيه و أن يرزقنا القوه في الحق .



أهمية الأمر بالمعروف من القرآن الكريم


أوضح الله جل وعلا في كتابه العظيم منزلة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في الإسلام، وبيّن سبحانه أن منزلته عظيمة، حتى إنه سبحانه في بعض الآيات قدمه على الإيمان، الذي هو أصل الدين وأساس الإسلام، كما في قوله تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْلِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَبِاللَّهِآل عمران:110].
و هنا قدمه الله تبارك و تعالى على إقامة الصلاة و إيتاء الزكاة قال تعالى : } وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {
ولا نعلم السر في هذا التقديم، إلا عظم شأن هذا الواجب، وما يترتب عليه من المصالح العظيمة العامة، ولاسيما في هذا العصر، فإن حاجة المسلمين وضرورتهم إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شديدة؛ لظهور المعاصي، وانتشار الشرك والبدع في غالب المعمورة.


الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في الأمم السابقة


الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر موجود في الأمم السابقة، بعث الله به الرسل، وأنزل به الكتب وأصل المعروف توحيد الله، والإخلاص له وأصل المنكر الشرك بالله، وعبادة غيره.
وجميع الرسل بعثوا يدعون الناس إلى توحيد الله، الذي هو أعظم المعروف، وينهون الناس عن الشرك بالله، الذي هو أعظم المنكر.
ولما فرط بنوا إسرائيل في ذلك وأضاعوه، قال الله جل وعلا في حقهم: لُعِنَالَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِمَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَالمائدة:78].
ثم فسر هذا العصيان فقال سبحانه: كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْمُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَالمائدة:79]. سبحان الله هذه الآية فيها دلاله عظيمه على شأن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.
فجعل هذا من أكبر عصيانهم واعتدائهم، وجعله التفسير لهذه الآية ذَلِكَبِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍفَعَلُوهُالمائدة:78-79]. وما ذلك إلا لعظم الخطر في ترك هذا الواجب.
وأثنى الله جل وعلا على أمة منهم في ذلك فقال سبحانه في سورة آل عمران: مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَاللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِوَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِيالْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْيُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَآل عمران:113-115].
هذه طائفة من أهل الكتاب لم يصبها ما أصاب الذين ضيعوه، فأثنى الله عليهم سبحانه وتعالى في ذلك.


علاقة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر باستجابة الدعاء


ورد في الحديث أيضاً عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: يقول الله عزوجل: مروا بالمعروف وأنهوا عن المنكر قبل أن تدعوني فلا أستجيب لكم وقبل أن تسألونيفلا أعطيكم وقبل أن تستنصروني فلا أنصركم
وفي لفظ آخر من حديث حذيفة يقول عليه الصلاة والسلام :والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أوليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكمرواه الإمام أحمد .
فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من المهمات العظيمة كما سبق، وفي حديث ابن مسعود عند أحمد وأبي داود والترمذي يقول عليه الصلاة والسلام لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نهتهم علماؤهم فلم ينتهوافجالسوهم وآكلوهم وشاربوهم فلما رأى الله ذلك منهم ضرب قلوب بعضهم ببعض ثم لعنهمعلى لسان أنبيائهم داود وعيسى بن مريم
وفي لفظ آخر: إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيلأن الرجل كان يلقى الرجل فيقول يا هذا اتق الله ودع ما تفعل من المعاصي ثم يلقاه فيالغد فلا يمنعه ما رآه منه أن يكون أكيله وشريبه وقعيده فلما رأى الله ذلك منهم ضربقلوب بعضهم على بعض ثم لعنهم .
فعلينا أن نحذر من أن يصيبنا ما أصاب أولئك.
وقد جاء في بعض الأحاديث أن إهمال هذا الواجب وعدم العناية به - أعني واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - من أسباب رد الدعاء وعدم النصر كما تقدم.
ولا شك أن هذه مصيبة عظيمة، من عقوبات ترك هذا الواجب أن يخذل المسلمون وأن يتفرقوا وأن يسلط عليهم أعداؤهم، وأن لا يستجاب دعاؤهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.


حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر


قد يكون هذا الواجب فرض عين على بعض الناس، إذا رأى المنكر، وليس عنده من يزيلهغيره، فإنه يجب عليه أن يزيله مع القدرة، لما سبق من قوله : من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإنلم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمانخرجه مسلم في الصحيح.
أما إن كانوا جماعة فإنه يكون في حقهم فرض كفاية في البلد أو القرية أو القبيلة،فمن أزاله منهم حصل به المقصود وفاز بالأجر.. وإن تركوه جميعا أثموا كسائر فروضالكفايات.
وإذا لم يكن في البلد أو القبيلة إلا عالم واحد وجب عليه عينا أن يعلم الناس،ويدعوهم إلى الله، ويأمرهم بالمعروف، وينهاهم عن المنكر حسب طاقته، لما تقدم منالأحاديث، ولقوله سبحانه وتعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَااسْتَطَعْتُمْ التغابن:16.


الصبر والإحتساب


ومن وفقه الله للصبر والاحتساب من العلماء والدعاة، والآمرين بالمعروف والناهينعن المنكر، والإخلاص لله، نجح ووفق وهدى ونفع الله به كما قال سبحانه وتعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لايَحْتَسِبُ الطلاق:2-3.
وقال تبارك وتعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِيُسْرًا الطلاق:4.
وقال عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوااللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ محمد:7.
وقال تعالى: وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خَسِرَ إِلاالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْابِالصَّبْرِ العصر.
فالرابحون الناجون في الدنيا والآخرة هم أهل الإيمان والعمل الصالح، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر.
ومعلوم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتواصي بالحق والتواصي بالصبر منجملة التقوى، ولكن الله سبحانه خصها بالذكر لمزيد من الإيضاح والترغيب.
والمقصود أن من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ودعا إلى الله وصبر على ذلك فهو منأهل هذه الصفات العظيمة، الفائزين بالربح الكامل والسعادة الأبدية، إذا مات على ذلك.
ومما يؤكد الالتزام بهذه الصفات العظيمة قوله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِوَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ المائدة:2.


غفر الله لي و لكم و لجميع المسلمين و المسلمات و المؤمنين و المؤمنات الأحياء منهم و الأموات


ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم و تب علينا إنك انت التواب الرحيم
1
428

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

كشرى من بلدى مصر
جزاك الله خير