الجانب الآخر للإنسان: تقبّلٌ يفتح آفاقًا ..
🌸غالبا ما نميل إلى تصوّر الإنسان والإنسانية في أبهى صورها؛ نُبرز الفضائل، ونحتفي بالإنجازات، ونركز على الجوانب المشرقة. لكن، للإنسان والإنسانية جانب آخر، أقل بريقًا وربما أكثر إزعاجًا، وهو لا يقل أصالة أو واقعية عن الجانب المضيء. يتمثل هذا الجانب في عيوبنا الفردية كالبخل، الحسد، الغضب، والأنانية، وفي قصورنا الجمعية مثل الظلم، التمييز، الصراعات، والقدرة على التدمير. هذه ليست مجرد استثناءات، بل هي جزء لا يتجزأ من النسيج البشري المعقّد، تعكس صراعاتنا الداخلية والخارجية.
🌸 إن تجاهل هذا الجانب أو إنكاره لا يؤدي إلا إلى صدمات متكررة، خيبات أمل، ونظرة ساذجة للحياة. التقبل الحقيقي يبدأ بالاعتراف بأننا كبشر، أفرادًا ومجتمعات، نحمل في دواخلنا القدرة على الخير والشر معًا. يبدأ هذا التقبل بـالوعي الذاتي، أي أن نُدرك ونُقرّ بعيوبنا ونقاط ضعفنا دون جلد الذات المفرط. ثم يتسع ليشمل الآخرين من خلال التعاطف؛ أن نفهم أن تصرفاتهم السلبية غالبًا ما تكون نتاجًا لمخاوف، تجارب مؤلمة، أو نقص في الوعي، وأنهم يشاركوننا ذات التركيبة البشرية المعقدة. هذا يعني أيضًا احتضان التعقيد؛ فلا وجود للخير المطلق أو الشر المطلق في معظم البشر أو الظروف.
إن قبول هذا الجانب الآخر ليس دعوة للاستسلام أو تبريرًا للأخطاء، بل هو خطوة أساسية نحو النمو والنضج. عندما نرى الصورة الكاملة للإنسان، بظلالها وأنوارها، نصبح أكثر واقعية في توقعاتنا، وأكثر مرونة في تعاملاتنا، وأكثر قدرة على المغفرة (لأنفسنا وللآخرين). هذا التقبل يحررنا من وهم الكمال، ويفتح لنا الباب نحو فهم أعمق للذات والآخر، مما يمكننا من العمل بفاعلية أكبر نحو تحسين ما يمكن تحسينه، والتعايش بسلام مع ما لا يمكن تغييره، ضمن إطار إنسانية شاملة ومتبصرة.

👑Üm Mïđö🧿 @cacaobuttera
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️