نــافـذة حيـاة @nafth_hya
عضوة جديدة
الأمنية الأخيرة
_الأمنية الأخيرة_
جلجل صوت آذان زوجها الذي لتوه خرج من عندها إلى المسجد بعد نقاش حاد لم يكن الأول من نوعه . التقطت هاتفها النقال واتصلت بابنتها لكنها لم تجب , خافت كثيرا وشعرت بأن هناك شيئا ما يحدث .
" يا رب سترك , يا رب يا كريم أحفظ أمي وألطف بحالها " أطلقت هذه الدعوات وهي تعاود الاتصال بابنتها وفي هذه المرة أجيب اتصالها لكن ليس بصوت ابنتها . كانت تسمع أصوات عدة ومن بينها صوت ابنتها وهي تصرخ " جدتي , ما بكِ يا جدتي " سمعت صخب الأطباء والممرضين وأحدهم يقول : " أحضروا جهاز قياس النبض بسرعة "
كان أحدهم قد ضغط زر الاستجابة في جهاز ابنتها وتركه . بدأت عيناها تنهمر بالدموع وعلمت يقينا أن مكروها ما حدث لأمها وأنه وعلى الأرجح قد اقترب موت أمنيتها الأخيرة . أمنيتها الأخيرة التي كانت قبل دقائق تحدث بها زوجها . كانت مريم تتوسل إلى زوجها أن يتركها ترافق أمها المصابة بالسرطان منذ أشهر حتى لا تموت الأم في المستشفى إلا وابنتها الوحيدة بجانبها . كعادته زوج مريم في كل مرة يُفتح فيها النقاش يقول بأنه هو وأولاده أولى بها . كانت تردد عليه في كل مرة , أنها وحيدة أمها وأن أمها لم يبق لها سوى أياماً معدودة فقد اشتد بها المرض وأنها طلبت منها في إحدى الزيارات أن لا تتركها , ثم تراجعت لأنها تعلم أن الأمر ليس بيد ابنتها , فقالت لها : " لا يا ابنتي زوجك وأولادك أكثر حاجة لكٍ مني "
كانت مريم تحاول أن تُقنع زوجها في كل مرة بأن أم محمد زوجته الأولى قد أخبرتها بأنها مستعدة أن تنوب عنها فترة غيابها مع أمها . " أرجوك يا أبا محمد أمنيتي الأخيرة مع أمي أن أيمنها وأذكرها الشهادة " .. لكن لا جدوى من النقاش في كل مرة , لذلك فقد قررت ابنتها الكبيرة بموافقة من زوجها الطيب أن تُرافق جدتها بدلا عن أمها . وهاهي الآن تصرخ لاحتضار جدتها وأمها تستمع لكل شيء يدور من خلال الهاتف .
كان صوت أبي محمد يعلو " أشهد أن محمدا رسول الله " , والأنفاس هناك تزداد ضيقا , وصرخات الفتاة على جدتها ترتفع .
انهمرت دموع مريم , علت الأصوات وكانت كثيرة ومختلطة , سمعت " ضعوا الأكسجين " " بسرعة إلى غرفة الإنعاش " وعبارات أخرى كثيرة , ولازال صوت أبي محمد " أشهد أن محمدا رسول الله "
كان يرددها عند كل صلاة فهو مؤذن الحي , لكن يبدو أنه نسي أن من يشهد أنه رسول الله قد قال : ((خيركم خيركم لأهله , وأنا خيركم لأهلي)).
ارتفعت الأصوات أكثر , ووصلت الروح الحلقوم . أدرك جميع من في الغرفة الأمر , فبدأوا يرددون : " شهدوها , وجهوها إلى القبلة , يمنوها " وصراخ ابنتها يزداد , وصوت آذان أبي محمد يعم الفضاء ويعتلي في الآفاق .
فجأة هدأت الأصوات , لم تعد تسمع سوى " إنا لله وإنا إليه راجعون , رحمها الله , اصبري واحتسبي يا أختي " حتى ابنتها لم تعد تسمع منها سوى نحيب فقط , وسكـــت أبو محمد .
علمت مريم حينها أن أمنيتها الأخيرة مع أمها مــــــاتـــــت
بقلمي ســـــارة العبدالله
22
3K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
عزه العمري
•
استغفر الله
روح الفن
•
بسم الله الرحمن الرحيم
وكم أمنيات تموت قبل أن تتنفّس الحياة
حتى الأماني البسيطة تغتال!،
ورغم بساطتها نعقدها إلى درجة المحال
تظل كعصافير بلا أجنــحة ،!
أطلقي أخيتي قلمك و حلّقي ..
و أسجل متابعتي لسكبك العابق
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
روح الفن :بسم الله الرحمن الرحيم وكم أمنيات تموت قبل أن تتنفّس الحياة حتى الأماني البسيطة تغتال!، ورغم بساطتها نعقدها إلى درجة المحال تظل كعصافير بلا أجنــحة ،! أطلقي أخيتي قلمك و حلّقي .. و أسجل متابعتي لسكبك العابق والسلام عليكم و رحمة الله و بركاتهبسم الله الرحمن الرحيم وكم أمنيات تموت قبل أن تتنفّس الحياة حتى الأماني البسيطة تغتال!، ورغم...
حياك الله
الواحة ومن فيها ترحب بكِ أيتها القاصة الرائعة
ننتظر منك المزيد..
بارك الله فيك
الواحة ومن فيها ترحب بكِ أيتها القاصة الرائعة
ننتظر منك المزيد..
بارك الله فيك
صمت الحب** :حياك الله الواحة ومن فيها ترحب بكِ أيتها القاصة الرائعة ننتظر منك المزيد.. بارك الله فيكحياك الله الواحة ومن فيها ترحب بكِ أيتها القاصة الرائعة ننتظر منك المزيد.. بارك الله فيك
وكأن لجة عميقة نفذت إلى أعماقي
لتسكب الدمع شعور ..
دهشة مقرونة بنظرة جمال تُبارك قلمك ..
الصفحة الأخيرة