الأمن ....نعمة لا يعلمها إلا من فقدها

الأدب النبطي والفصيح

الأمن ....نعمة لا يعلمها إلا من فقدهاكانت أولى خطواتي خارج حيي -أثناء الحرب - إلى رياض الجنان ،وذلك حين احتجت لمرجع يخص بحث تخرجي، لا أملك نسخته في حاسوبي.
ذهبت إليها مهرولة.....
لأقبلها حجراً حجراً ،وزاوية زاوية.
فتحت بابها العتيق ،فعانقتها عناقا حارا مريرا ...
فرحاً وحزنا ،فرحاً أن التقيتها بعد فراق شهر و20يوما،وحزنا لفتن تأكل الأخضر واليابس.
دخلتها بخطوات ثابتة وقد أحاطني الصمت المطبق من كل ناحية.
إذ بركام الأتربة تستقبلي بحفاوة ،شعرت بالإختناق، ولم أستطع التنفس،لكنني تناسيت كل هذا فخررت ساجدة لله شكراً ،أن مكنني من دخول هذا المكان الطاهر .
ذهبت لأشرب ماء مخزنا في براد طلقته الكهرباء طلاقا رجعيا ولم تنقض العدة بعد، ولكن.....!!!!!!!.
عدت إلى مجلسي المفضل، من أحبني وأحببته .......
فتحت بابها ،ونفس الأتربة تعانق رئتي المتعبتين _من طريق مملؤة بالمخاطر ،اجتزتها وأنا أحمل كفني بيدي .
جلست على كرسيي ناظرة إلى كتب المكتبة التي اعتلاها الغبار،بعد أن كانت معينا لاينضب، للطالبات والمعلمات على حد سواء.
شد انتباهي كراسة وضعت على الطاولة كانت عبارة عن دروس ملخصة للعقيدة ....
هنا رفعت يدي ودعوت على الرافضة الذين كانوا سببا في قطع هذا الخير عنا.
تأملت في كل زاوية في هذه الرياض وكاني خلقت من جديد ،متنقلة من ناحية إلى أخرى ،ومن غرفة إلى ثانية؛لا أصوات للأطفال لا ضجيج لدارسات الأمية،لا ترتيل للقرآن ،ولا أجدأ حدا من معلماتي أمامي لأسالها في مسألة أشكل علي فهمها!
طفت الحلقات وكابوس الصمت يحاصرني ،ويكاد يخنق أنفاسي،أنفض الغبار الذي اعتلى المصاحف التي هجرت عنوة،طفت كل مكان ،إلا أحب الأماكن بالنسبة لي في هذه الروضة،إنة سطح المركز ،فالصعود إليه مستحيل،فجميع المواقع الرافضية شاخطة أبصارها إليه .
عدت أدراجي محزونة لحبسي عن الصعود إليه.
كانت رحلة رائعة ومرعبة ،خرجت ولم أجد في طريقي أحد ،مت في الطريق الف موتة ،كلما سمعت عيار ناري يطلق أتفقد جسدي هل لازال بخير......
كانت رحلة من أروع الرحلات في حياتي ذكرتني بنعم الله عز وجل علينا.
عدت قافلة أدراجي وأنا لا أريد العودة ،-فالطريق هادئة أطفال يلعبون ،يسرحون ويمرحون ،حمدت الله ،فالدنيا بخير الأن - هكذا أريد أن أقنع نفسي......
قرعت باب منزلنا ،وعلي خيلاء الشجاعة :لقد ذهبت وعدت بأمان ،قلت هذا محاولة إقناع من حولي ،لكن خطبتي التي بدأتها للتو مزقت أوراقها قذائف الدبابات التي تستهدف إحدى المواقع الآهلة بالسكان والمقاومة ، لتستمر المعركة ساعة كاملة !!!!!
هنا أغلقت ملف الخروج نهائياً ثم وضعته في صندوق أسود إلى يوم الفتح......
طييييييييف
14
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

حصّة H
حصّة H
الله يفرجها عليكم وينصركم على اعداء الدين
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
صحيح ياطيف
الأمن نعمة عظيمة !
فبها تتخذ الحياة مسارها الطبيعي
وبها تطمئن النفوس ، ويرتاح البال
وبها تنال الآمال ،وترتقي الحياة ، وتعمر البلاد ،
وينام المرء ليله بعيداً عن القلق
آمناً على نفسه وأهله ..
ونهاره منتجاً عاملاً في مجاله ..
الأمن يعني استمرارية الحياة الطبيعية
وانعدام الأمان معاناة وخوف وقلق ونقص في كل موارد الحياة
إنه حالة بين عالمي الموت والحياة ..
غاليتي :
أشاركك الشعور. وإن كنت لاأصل إلى المدى الذي يعيشه واقعكم المؤلم
ولكني من خلال سطورك البليغة في التصوير رحلت معك إلى ديار الخطر
ومسيرة الخوف حتى العودة السالمة
تصويرك شريط حي يُرينا الفصول من خلال الحروف ..
أجدت وأحسنت فشكراً لعميق تجربتك وروعة وأصالة حرفك
بارك الله بك
وفرج عنكم ..
وإن شاء الله يوم النصر وزوال الغمة قريب
حسبنا الله ونعم الوكيل .
المحامية نون
المحامية نون
كلمات بليغة وتصوير قريب للقلب
أجدت في توصيل مشاعرك بكل جدارة ..
سلم مداد قلمك ياطيـــف ❤
أمي جنتي55
أمي جنتي55
اللهم لك الحمد ع نعمك العظيمة
أمي جنتي55
أمي جنتي55
اسال الله أن يكشف الغمة عن الأمة ويعيد اليها مجدها..