الأم والتربية

الأمومة والطفل

الحمد لله وحده وأصلي وأسلم على من لا نبي بعده ...... أما بعد:
فإلى كل أم أهمس في أذنها بهذه الكلمات:
في عصر كثر فيه المربون فلم تعد الأم وحدها هي التي تمسك بكلتي يديها على وليدها تحيطه بتوجيهها ونصحها بل أصبح فئام من المجتمع يشاركها في هذه المهمة المنوطة بها أكثر منها ولعل ابنها يتأثر بأسلوب تربية غيرها أشد من أسلوبها فتبقى الأم حينها واضعة كفًا تحت خد تفكر كيف تعيد حشاشة القلب إليها وتنعم برؤية ثمرة يانعة من غراسها ترنو إليه في كل حين فترى التربية الجادة النافعة لا تربية أنصاف المستقيمين ولا تربيةً هشة طرية على شفا جرف هار يكاد يخر عليها السقف من فوقها فتصبح تلك التربية كأن لم تكن شيئا مذكورًا.
فإليك أيتها الأم الحانية خطوات ومعالم على الطريق عل الله أن ينفعك بها فتأخذي منها زادًا في هذه الرحلة الشاقة ولا شك الشائكة ولا ريب لكنها جميلة بمشقتها ورائعة بأشواكها إن كانت النتيجة بعدها(ولد صالح يدعو له..)حينها ترين الشوكة وردة والتعب راحة والخوف أمنًا.
فخذي مني هذه الكلمات بحقها ولا تقرئيها ثم تجعليها في مهب الريح ريشة لا تدرين ما الله صانع بها بل خذي منها ما قد يرد عليك ريحانة الضمير وفلذة الكبد.
أيا أمنا الغالية: لو أردنا أن نعلم الطفل درسًا علميًا فإنه لن يستوعبه كما لو كان مطبقًا أمامه فلا بد للوالدين أن يتحليا بالصفات الحميدة وأهم صفة بعد حسن العقيدة المحافظة على الصلوات وكذا الإكثار من قراءة القرآن حتى يتمكن الطفل من حفظه وعلى الوالدين وهما يسيران قُدمًا في تربية الجيل القادم أن يبتعدا كل البعد عن الخلافات أمام أبنائهم لأن ذلك يشعرهم بعدم الاستقرار النفسي واحرصي أيتها الأم خاصة لأنك أكثر مكوثًا مع أبنائك داخل أسوار منزلك أن تكوني عينًا ساهرة حانية لا سلطة فوقية مراقبة فإن التربية بالسلطة القهرية سرعان ما تذبل حين يشتد ساعد الأبناء ويقوى عودهم فيجدون لهم في الحيل مخرجًا قد لا يدركه الأبوان لكن التربية بالقناعة من داخل نفس النشء تجعله مراقبًا لله لا لوالديه فكوني على حذر من هذا المسلك الوعر. عودي أبناءك على الرجولة والخشونة، والجد والاجتهاد، وجنبيهم الكسل والبطالة والدعة فلعل نعمة تزول وراحة تذهب، فتخون الأبناء قواهم ولا يستطيعون التجانس مع تقلبات الحياة فتكوني أول النادمين ولات ساعة مندم.
احذري من تضخيم الأخطاء فلا يُعطى الخطأ أكبر من حجمه واصطناع المرونة في المسيرة التربوية أمر لا بد منه فإذا اشتد الأب لانت الأم والعكس بالعكس يكون.
احفظي جميل أبناءك عليك وذلك بشكرهم إذا أحسنوا وتذكيرهم بالإحسان حتى يندفعوا لمثله.
لا تستعجلي النتائج فالتربية تحتاج إلى صبر ودعاء بأن يثمن الله التعب وأن يجعل الأبناء قرة عين لوالديهم.
ربي بالعقوبة أحيانًا والعقوبة قد يحتاجها الأبوان بشرط ألا تكون ناتجة عن سوء فهم أو ثورة غضب واللجوء إليها في أضيق الحدود وألا تكون لخطأ المرة الأولى ولا أمام الآخرين وقد يكون العقاب نفسيًا كقطع المديح أو إشعاره بعدم الرضا عنه أو توبيخه بأدب فلا تختار أقذع الألفاظ ثم تُلقى على قلبه كالسهام فعما قليل لا يكون لها أثر.
وقبل ذا استعينا بالله على تربية الأولاد وربيا نفسيكما قبل تربيتهم فإن لم يحصل ذا فإنه لا يجنى من الشوك العنب.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


منقووول
4
449

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

rawda
rawda
جزاك الله خيرا أختي على هذه المعلومات القيمة وجعلهاالله في ميزان حسناتك
أم حسام1423هـ
أم حسام1423هـ
عزيزتي
rawda
شكراً لك على مرورك وجزاك الله خير الجزاء


:26: :26: :26:
هند 1424
هند 1424
جزاك الله خير وبارك الله فيك
أم حسام1423هـ
أم حسام1423هـ
غاليتي هنـد
أشـكـر لـك مـرورك الكــريـم وجـزاك الله خـــــيرا


:26: :26: :26: