
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,
تقول الواعظة الدمشقية مؤمنة بنت بهلول رحمها الله تعالى:
"ما النعيم إلا في الأنس بالله تعالى, والموافقة لتدبيره"
"ما طابت الدنيا والآخرة إلا بـــــــــه, ومـعـــــــه"
"الـغـافــل يــــنــام ولا يـــقـــوم,
ولا تطيب ساعة لا يكون فيها ذكـر الله عز وجل"
أخـتـــــــــاه..
من عرف الله تعالى بأسمائه وصفاته,أحبـه,وأحـب طاعـتـه.
ومن عرف الله تعالى بحكمته وقدرته, رضى بحكمه,وسلم بقدره.
فهل عرفت الله تعالى حتى تأنسين بذكره؟
فالأمر كما قالت مؤمنة:
"ما طابت الدنيا والآخرة إلا بـــــــــه, ومـعـــــــه"
نـعـم صدقت الواعظة,فما قيمة دنياك وأنتِ عن ذكر مولاك غافلة؟
ورحم الله أبا عبد الله ابن القيم,وهو يقول:
"لو صحت محبتك لا ستوحشـت ممن لا يذكرك بالحبيب,واعـجـبـا لمن يدعي
المحبة,ويحتاج إلى من يذكره بمحبوبه,فلا يذكره إلا بمذكر.
أقـل ما في المحبة أنها لا تنسيـك تذكر المحبوب"
-الفوائد لابن القيم-
فمحبة الله,والشوق إليه,والأنس به هي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون,وإليها شخص
العاملون,وإلى علمها شمر السابقون,وعليها وبروحها تروح العابدون.
فهي قـوت القـلوب,وغـذاء الأرواح,وقـرة العيـون.
وهي الحياة التي من حُـرمها فهو من جملة الأموات,والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات,
والشفاء الذي من عدمه حلّـت بقلبه الأسقام,واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله
هـمـوم وألام.
"مدارج السالكين لابن القيم"
أخـتــــــــــــاه...
هكـذا لا تطيب الدنيا ولا الآخرة إلا بـــــــالله تعالى, ومـعـــــــه.
ولكن انظري إلى أحوالك,وتدبري في أمورك تجدين عجبا.
فمن أعجب الأشياء أن تعرفيه,ثم لا تحبيـه,وأن تسمعي داعيه,ثم تتأخري عن الإجابة,
وأن تعرفي قدر الربـح في معاملته,ثم تعاملين غيره.
"المصدركتيب أختاه لمثل هذا فأعدي لمجدي فتحي السيد"
اللهم لا تحرمنا الأنـس بطاعـتـــــــــك...آمين
بارك الله فيك وجـــــزاك الرحمن عنا خير الجزاء