احذروا الأوراق النقدية

قد لا يخطر على بال الكثير منا مدى مخاطر الأوراق النقدية على صحتنا
فبالرغم من أهميتها في حياتنا، إلا أن الأبحاث الطبية تؤكد أنها وسط ممتاز
لنقل الجراثيم والميكروبات .
والآن اسأل نفسك:
كم من الأوراق النقدية لمستها يداك هذا اليوم؟ كم عدد الأيدي التي تناولت
هذه الأوراق وتبادلتها فيما بينها؟ هل كانت الأيدي كلها نظيفة؟ ما هي الرائحة
الغريبة المتغيرة للنقود؟ هل هناك خطورة حقيقية على صحة الإنسان بفعل
تداول العملة بين الأيدي الملوثة؟ ومن هو ذلك الحبيب المتّيم الذي خط بعض
كلمات حبه على ورقة نقوده، لكن الأيام أرغمته على خيانتها فأنفقتها بلا تردد؟
والآن هناك سؤال أود أن أقدمه لك: في الوقت الذي توفر النقود كل احتياجاتك
ومطالبك، هل يمكن أن تتحول من نعمة إلى نقمة؟
إليك الحقيقة:
رغم أن الناس لا يأكلون النقود، إلا أن العملات الورقية تشكل خطورة كبيرة
على صحة الإنسان، وأنها -بسبب سوء استعمالها- تصبح وسيلة فاعلة لنقل
الأمراض الخطيرة.
إن ما يؤكد ذلك هو تقرير طبي نشرته مجلة "ساذرن ميديكال" الأميركية
المتخصصة ذكرت فيه "أن النقود يمكن أن تكون ناقلا لأكثر الأنواع من
الأمراض الخطيرة، وتبين للباحثين إثر جمع أوراق نقدية وف***ا أن 94 في
المائة منها تحمل فيروسات لالتهابات خطيرة تصيب الجهاز التنفسي، وتسبب
أنواعا مختلفة من الحساسية، ولقد اعتبر مثل ذلك الاكتشاف أساسا لاقتراح
باعتماد "العملة الذكية" عبر مجموعة من الإضافات تجعل الأوراق النقدية أكثر
مقاومة للميكروبات.
ليس بالأمر الخفي، أن كثيرا من الباعة يتركون النقود في أدراج خشبية متسخة،
أو أكياس ورقية فيها أتربة، ومنهم من يضعها في أوانٍ معدنية تتجمع عليها الحشرات
خاصة لدى تجار الخضروات والفواكه واللحوم والأسماك. وتعد
بعض فئات الجماهير أكثر تلويثاً للأموال، مثل العاملين في محطات الوقود
والتشحيم، والعمال في المصانع, وورش صيانة وإصلاح السيارات وغيرها
من الأنشطة. ولو التقطنا حالة واحدة من هذه الحالات
لأدركنا على الفور ما تتعرض له العملات من ملوثات،
وكيفية انتقال العدوى إلى الإنسان بسهولة.
ربما هناك أمر آخر ساهم في جعل النقود وسيلة فاعلة في نقل عدوى الأمراض،
وهو سطحها الخشن، بحسب استشاري الباطنية والأمراض المعدية، الدكتور محمد عامر
والذي يقول: "نظراً لتداول العملات الورقية بين فئات متعددة عن طريق
الأيدي، ونظراً لخشونة سطح بعض العملات الورقية، فإن التصاق الميكروبات
والطفيليات بها يكون أسهل، ومن ثم نقل الأمراض بأسرع وأسهل الطرق
للبشر، وأخطرها الأمراض الجلدية والأمراض الوبائية مثل الالتهاب الكبدي
الوبائي وميكروبات الحمى التيفودية".
مخاطر قاتلة:
إلا أن سلسلة الأمراض التي تنقلها العملات الورقية طويلة تحددها أخصائية علم
الميكروبات والأمراض المعدية الدكتورة هناء عبد الفتاح في نوعين من
الأمراض: أولهما الأمراض البكتريولوجية، وتمثلها الميكروبات التي تعيش في
فم الإنسان المصاب وحلقه. وتنتقل عن طريق وضع العملات في فم الإنسان
المصاب، كوضعه العملات الورقية بين شفتيه، فتنقل هذه العملات الأمراض
البكتريولوجية المعدية، ومنها فيروس الالتهاب الكبدي، وميكروب الحمى
التيفودية، وميكروب النزلات المعوية الحادة مثل السالمونيولا، والدوستناريا
الباسيلية، والميكروبات السبحية والميكروبات العنقودية.
أما النوع الثاني فهو الأمراض الطفيلية، كبويضات الدودة الدبوسية
"اكسيورس" وبويضات الدودة الشريطية القزمة والأكياس الجيارديا والأكياس
الأميبية المسببة للدوسنتاريا المعوية والنزلات المعوية وبويضات الإسكارس،
وتسبب العملات إلى جانب هذين النوعين من الأمراض بعض الأمراض
الفطرية التي تصيب الجلد والأصابع مثل "التينيا" والجرب.
حلول مؤقتة:
يؤرق من يعي خطورة الموقف، لذا كان من الضروري البحث في سبل
التخفيف من حدة هذه الخطورة، فأسباب التلوث والعدوى هي مشكلة البشر، لذا
لابد من حلها والقضاء عليها حتى إذا كان التحكم فيها صعباً فلابد من توقيع
الكشف الطبي الدوري على العاملين في الأماكن الجماهيرية، مع التركيز على
الباعة المتجولين والعاملين في محطات البنزين والأسواق على اختلافها.
وبالنسبة إلى العملات يفضل أن تكون مادة تكوينها بلاستيكية خفيفة تمنع
تشربها للمياه وبالتالي تقل فرص التصاق الميكروبات بها، كما هو جار في
بعض الدول المتقدمة وهو ما جعل التعامل بالفيزا كارد أمرًا شائعًا الآن. وعلى
الرغم من ذلك، تظل أصبع الاتهام موجهة إلى الناس أنفسهم باعتبارهم الملوث
الرئيس للعملات.
.
عاد احنى الحريم نحطها عند صدورنا صندوق توفير سريع ههههههههههههههه