الأورام الحميدة بالصدر....الوقايه ..والعلاج

هذا موضوع جاني بالايميل وحبيت اعرضه هنا عشان الكل يستفيد .لأنه مهم صراحه وكل الطبيبات يوصون فيه .
الحين نجي للموضوع :


رجل في عيادة النساء؟
أدس أنفي فيما لا يعنيني كما كانت أخواتي البنات يقلن لي وأنا صغير.. ولكن سَاقَتْني الأقدار إلى عيادة صديق لي متخصص في أورام الثدي.. طبعاً لم أدخل غرفة الكشف وهو يفحص مريضاته.. ولكن مع خروج آخر مريضة من عنده دفعني فضولي الصحفي للاستفسار عن هذا العدد المهول من المريضات، فهل استشرى لهذه الدرجة سرطان الثدي وأصيبت كل النساء بالأورام أم ماذا ؟ فكان هذا الحوار.. مع الدكتور محمد فؤاد جرَّاح الأورام، وزميل كلية الجراحين بلندن.

- هل عدد المصابات بمرض سرطان الثدي في ازدياد؟

· سرطانات الثدي تنتشر بالفعل بكثرة لكن لا توجد تحت يدي إحصائيات علمية دقيقة عن حجم المريضات، لكن هذا الموضوع جعل كل من تشتكي من وجع ولو بسيط في ثديها تهرول إلى الطبيب.

- أليس هذا شيئًا إيجابيًّا؟

· بالطبع.. فالاكتشافات المبكرة للأورام عموماً سواء الحميدة منها أم الخبيثة تساعد كثيراً في تقدم العلاج.

- عندي سؤال ملح ولا أعرف إن كان عميقاً أم ساذجاً.. هل هناك علاقة بين أورام الثدي والمبيدات التي تستعمل بكثرة هذه الأيام في الزراعة؟

· هذا سؤال مهم.. بالطبع.. وإن كنت لا أستطيع أن أجيبك إجابة علمية دقيقة أيضاً؛ لأنني لست متخصصاً في مجال الزراعة أو السموم أو ما شابه ذلك، لكن ما أؤكده أنني ألاحظ زيادة مستمرة في الأعداد لم تكن موجودة من قبل.

- هل يعود ذلك إلى زيادة الوعي الطبي وتحسن مستوى الخدمات؟

· إلى حد ما وإن كان هذا السبب لا ينفى الفرضية السابقة.

- نعود إلى أورام الثدي.. لماذا هذه المنطقة بالذات من جسد المرأة هي أكثر المناطق عرضة للإصابة؟

· هذا مدخل مهم للحديث عن طبيعة الأورام.. فالثدي مكون من أنسجة عدة، لكن أهمها على الإطلاق هي الغدد اللبنية المحاطة والمغمورة في نسيج دهني.. هذا النسيج الدهني هو الذي يحدد حجم الثدي صغيراً كان أم كبيراً.. وبالطبع يختلف حجم الثدي من امرأة إلى أخرى بحسب طبيعة بنيتها الجسدية.. يضاف إلى هذه الدهنية أنسجة أخرى ليفية تساعد على ترابط الغدد.. نعود إلى الغدد اللبنية.. هذه الغدد اللبنية تتعرض لتأثيرات هرمونية مستمرة ومتقلبة مع كل دورة شهرية.. وبالتالي تتعرض تلك الغدد لعمليات متنوعة من الإثارة والتثبيط بصورة دورية.. وتكون النتيجة أن تلك الخلايا اللبنية الغدية تكون عرضة للاحتقان الدوري الذي يبدأ في النصف الثاني من الدورة ويزول مع حلول الطمث في حالة عدم حدوث حمل.. وفي هذه الحالة تعود الغدد اللبنية إلى وضعها الطبيعي ويزول الاحتقان.

- هل تشعر كل النساء بتلك التغيرات التي تحدث داخل الثدي ويكون عرضها هذا الاحتقان الذي تتحدث عنه؟

· هناك من النساء من يشعرن ويشتكينأ وهناك أخريات لا يشعرن بشيء مما قلته.. والسبب في ذلك أن غدد الثدي عند بعض النساء كثيفة ومعقدة الملمس في بعض الأحيان، فهؤلاء هم الذين يعانون من هذا الاحتقان الذي حدثتك عنه.

- هل لك أن توضح أكثر من هذا ما المقصود تحديداً بكلمة احتقان؟

· الاحتقان الذي تشعر به بعض السيدات عبارة عن تصلب بسيط في كلا الثديين مع ألم معتدل الشدة سرعان ما يزول – كما قلت - مع الدورة، وهذا الاحتقان لا يعتبر مرضاً ولكن هؤلاء السيدات يحتجن إلى مراقبة مستمرة بصورة دورية أكثر من غيرهن بسبب كثافة وطبيعة الغدد عندهن كما أوضحت.

- كل ما سبق لا يعتبر مرضاً.. أين المرض إذن ؟

· أمراض الثدي يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام.. التهابات.. وأورام حميدة .. وأخرى خبيثة.. بالنسبة للالتهابات فعدد من يشتكين من هذا النوع من الأعراض قليل.. وفي العادة تظهر تلك الالتهابات على هيئة احمرار صغير في موضع معين من الثدي أو سخونة وألم في مكان ما يظهر حينما تضع السيدة أو الطبيب إصبعه عليه.. والسبب في ذلك في الغالب يرجع إلى انسداد جزئي أو كلي في إحدى القنوات الموصلة للحليب.. وتزداد تلك الحالة عند الأمهات اللائى يفضل أطفالهن ثدياً على الآخر في الرضاعة.. فيحدث "تسليك" في قنوات أحد الثديين وانسداد في الآخر بسبب ركود الحليب الذي يعتبر وسطاً جيداً لنمو الجراثيم.. وفي الغالب تشخص هذه الحالة على أنها خراج ويتم استئصاله إما بالمضادات الحيوية أو بإدخال إبرة وشفط ما فيه بمساعدة التصوير بالـ ULTRASOUND (الأمواج فوق الصوتية)

- وماذا عن الأورام الحميدة؟

· هذا هو المرض الشائع عند الكثير من النساء.. وتبدأ السيدة في التعرف عليه حينما تشعر بوجود ورم صغير في حجم الزيتونة.. تكتسب شكل الكيس وتحتوى على سائل أو تكون صلبة مكونة من ألياف غددية أو الشكلين معاً ليفية/ كيسية

- هل يمكن أن يكبر حجم الورم بعد ذلك؟

· نعم.. ربما يكبر بمرور الوقت وربما يبقى كما هو ولا يزيد..

- في حالة ما إذا كبر الورم الحميد هل يمكن أن يتحول إلى خبيث؟

· إذا ثبت من البداية أنه حميد فلا يتحول إلى خبيث بفضل الله عز وجل.. ولكن إذا كبر فإنه يسبب ألماً شديداً للمرأة لا تستطيع أحياناً أن تتحمله؛ لذا يضطر الجراح إلى استئصاله.

- هل هذه الأورام الصغيرة ثابتة أم متحركة؟

· في الغالب تكون متحركة ولكن نطاق الحركة بسيط.

- كيف يتأكد الطبيب من كون هذا الورم حميد أو خبيث؟

· أولاً بالفحص السريري.. من الملمس.. فالورم الخبيث ملمسه غير أملس.. وثانياً من الحركة.. فالورم الخبيث غير متحرك تحت الجلد.. وفي الأغلب يصاحبه تغيرات في لون الجلد.. فتظهر على السطح بعض التجويفات والنقاط التي تكون أشبه بقشرة البرتقالة

- نعود إلى الأورام الحميدة.. هل التشخيص السريري فقط هو المعتمد في تلك الحالات؟

· لو صبرت عليَّ لأكملت لك.. فالطبيب يطلب من السيدة أن تجري Mammography

(تصوير إشعاعي) أو تصوير الثدي بالـ Ultrasound (موجات فوق الصوتية) أو كليهما معاً، والموضوع يحتاج إلى طبيب أشعة ذي خبرة طويلة في هذا المجال.. لأنه قد تكون في أحد حواف الكيس الذي حدثتك عنه خلية ورمية خبيثة أو عندها قابلية للتحول إلى الخبيث؛ لذا فأشعة الـ Ultrasound تثبت نوع الإصابة في الخلايا فنتثبت منها ونضعها تحت المراقبة إذا ثبت أنها حميدة أو نفكر تفكيراً آخر إذا ثبت أنها لا قدر الله خبيثة.

- ماذا عن الوقاية؟

· الوقاية تتلخص في ضرورة فحص السيدة نفسها بصورة دورية أمام المرآة، وليكن مرة كل شهر لملاحظة أية أورام مهما كانت صغيرة الحجم، وملاحظة حلمتي الثدي.. وما ينزل منهما من إفرازات وبالأخص تلك التي تكتسب اللون الوردي أو الدموي.. وبالنسبة للنساء اللائي تجاوزن الأربعين من العمر يجب عليهن مراجعة طبيب أمراض نساء كل ستة أشهر بصورة دورية.. وتجرى تصوير إشعاعي للثدي كل سنتين أو ثلاث تفادياً للمفاجئات غير السارة.. وأعود وأطمئن النساء أنه ليس كل ورم سرطاناً.. وليس كل سرطان كارثة.. لكن الوعي والتثقيف الصحي في تلك القضايا مسألة في غاية الأهمية.

اتمنى تستفيدون من الموضوع .