
المداولة .. ماهي ؟
هي سنة عظيمة من سنن الله لاتتخلف ..
وحركة في الأيام .. لاتتوقف !
اليوم فرح .. وغداً ترح ..
اليوم عَبره .. وغداً حَبرة ..
سنة ربانية تجري على الأفراد والجماعات والدول ..
( وتلك الأيام نداولها بين الناس )
والسؤال يأتي :
ماالحكمة من المداولة بين المؤمنين والكافرين، والمصلحين والمفسدين ؟
لماذا لاتكون العاقبة دائماً لأهل الحق من المؤمنين ؟
في كلام بليغ وتفصيل حكيم بديع
يفسر ( اسماعيل حقي) فيقول :
ليس المراد من المداولة أن الله تارة ينصر المؤمنين ، وأخرى ينصر الكافرين !
لأن نصره تعالى منصب شريف فلا يليق بالكافر،
بل المراد أنه تعالى تارة يشدد المحنة
على الكفار ، وأخرى على المؤمنين ..
ولو شدد المحنة على الكفار في جميع الأوقات لحصل العلم الضروري والاضطراري
بأن الإيمان حق وما سواه باطل،
وعندها يبطل التكليف والثواب والعقاب ..
فلهذا المعنى يسلط الله المحنة على أهل الإيمان، وأخرى على أهل الكفر لتكون الشبهات باقية ، والمكلف يدفع هذه الشبهات
بواسطة النظر في الدلائل الدالة على صحة الإسلام ، فيعظم ثوابه عند الله،
ولأن المؤمن قد يقدم على بعض المعاصي ..
فيكون في تشديد المحنة عليه أدباًله في الدنيا وتكفيراً عن ذنوبه في الآخرة .
أما تشديد المحنة على الكافر فإنه يكون غضباً من الله .
فلا تضيقن ذرعاً من سوء الحال وغموض المآل ..
فدوام الحال من المحال ..
الأيام دول ..
والدهر قُلّب..
والغيب مستور ..
والليالي حبالى ..
والله جلت حكمته (كل يومٍ هو في شأن)
هي تقاديره وتدابيره التي قدرها في الأزل
وقضاها ..
لايزال تعالى يمضيها وينفذها في أوقاتها
التي اقتضته حكمته.
وبارك الله فيك🌺🤗