الإجـــــــــــــــازه .................................................

سلمني أخي ( ناصح أمين ) هذا النداء لأنشره له فقال فيه :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، فإن الناس في الإجازات الصيفية ينقسمون إلى أقسام عديدة ، فمنهم من عرف حقيقة وجوده في هذه الدنيا ، فاستغل إجازته في طاعة الله والازدياد من الخيرات وفعل الطاعات وقام بعمل برنامج خاص في هذه الإجازة من حفظ ما تيسر من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وزيارة المسجد الحرام والمسجد النبوي ، فمثل هذا قد استفاد حقا من إجازته ويرجى أن تكون في ميزان حسناته يوم القيامة ، ومن الناس من أساء في إجازته إساءة بالغة وظن أن الإجازة ليست فقط من العمل و الدراسة وإنما اعتبرها أيضاً إجازة من الأوامر الشرعية ، ومن هذه الطائفة من قضى إجازته أو جزءاً منها في الخارج ،أ قصد بذلك في بلاد الشرك بحجة النزهة والفسحة ، ولا شك ما في السفر إلى تلك البلاد من المحاذير العظيمة والعواقب الوخيمة وقد أفتى علماؤنا بتحريم السفر إلى تلك الدول الكافرة بغير مسوغ شرعي ، وبالطبع ليس في الفسحة مسوغ شرعي للسفر إلى تلك الدول وقد تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين ، ومن الناس أيضاً من يقضي إجازته في حضور المهرجانات الغنائية التي تقام في الشاليهات والمنتزهات ولا حول ولا قوة إلا بالله ، تلك المهرجانات التي تتخللها محاذير عظيمة مثل الغناء والاختلاط إلى أوقات متأخرة من الليل بل إلى وقت الثلث الأخير من الليل حين ينزل الرب جل وعلا إلى السماء الدنيا نزولاً يليق بعظمته وجلاله.

وتبرئة للذمة أمام الله جل وعلا فإني أسوق بعض الأدلة من الكتاب والسنة التي تتضمن تحريم الغناء وتحريم الاستماع اليه فمن ذلك قوله تعالى من سورة لقمان ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولـئك لهم عذاب مهين)
وقد أقسم الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود أن لهو الحديث المقصود في الآية هو الغناء ، وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه البخاري ( ليكونن من أمتي أقوماً يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ) أي أن ذلك سوف يقع لأناس من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهو أنهم سوف يستحلون هذه الأشياء المحرمة فيجعلونها حلالا ومن هذه الأشياء المعازف وهي الآت اللهو ، وفي الحديث الذي رواه البزار والحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إنما نهيت عن النوح ، عن صوتين أحمقين فاجرين صوت عند نعمة ، لهو ولعب ومزامير الشيطان ، وصوت عند مصيبة ، خمش وجوه وشق جيوب ورنة شيطان ) ، قال شيخ الإسلام بن تيميه رحمه الله هذا الحديث من أجود ما يحتج به على تحريم الغناء ، وعن عمران بن حصين رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف ) فقال رجل من المسلمين يا رسول الله ومتى ذلك قال ( إذا ظهرت القيان والمعازف وشربت الخمور ) والحديث رواه الترمذي ، وفي هذا الحديث إخبار من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيقع في هذه الأمة مثل ما وقع لبعض الأمم السابقة من خسف ومسخ وقذف وذلك إذا ظهرت المغنيات والمعازف وشربت الخمور .

ولا ريب أن المتأمل المتجرد يدرك بعد سماعه لهذه الأدلة تحريم حضور هذه المهرجانات الغنائية والمساهمة فيها والدعاية لها وبذل المال لإقامتها لما فيها من المحاذير التي تقدم ذكرها ، وهذه نداءات عاجلة أوجهها إلى بعض فئات المجتمع وهي على الوجه التالي :

النداء الأول :-
ـــــــــــــــــــ
إلى العلماء والقضاة ، فأقول يجب عليكم أن تقوموا بما أمركم الله به من تبيان الحق والتحذير من الباطل والشر بل وتقوموا بمناصحة من بيده الأمر بعدم إقامة هذه المهرجانات والتي نخشى والله أن يعمنا الله بسببها بعقوبة من عنده أو على الأقل إصدار فتوى بشأن هذه المهرجانات لا تقل في قوتها عن الفتوى التي صدرت من قبل والتي تتعلق بالمجلات 0
النداء الثاني :-
ـــــــــــــــــــــ
إلى طلبة العلم وأئمة المساجد والدعاة فأقول لهم أتقوا الله وحذروا المصلين لديكم وأقربائكم وجيرانكم من حضور هذه المهرجانات لعل الله يبارك لكم فيما تقومون به من دعوة وتوعية وإرشاد.

النداء الثالث :-
ـــــــــــــــــــــ
إلى من يحضر إلى هذه المهرجانات فأقول لهم أحذروا غضب الله وأسباب مقته وعذابه ، واجتنبوا حضور هذه الأماكن التي يبغضها الله وانتبهوا فوالله ما خلقتم لهذا العبث وإنما خلقتم لعبادته ، أحذروا عذاب الله واجعلوا هاتين الأيتين نصب أعينكم ( أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون ، أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون ) واعلموا أن من ترك شئ لله عوضه الله خيراً منه .

النداء الرابع:-
ــــــــــــــــــــ
والأخير إلى أصحاب هذه المهرجانات فأقول لهم أتقوا الله وأعلموا أنكم غداً بين يدى الله موقوفون وعن أعمالكم محاسبون فبأي لسان تجيبون حينما يسألكم الله عن سبب قيامكم بنشر هذا الفساد وبأي قدم تقفون به بين يدي الجبار حينما يسألكم عن تلك الأموال الخبيثة التي حصلتم عليها من هذه المهرجانات .
يا أصحاب المنتزهات والشاليهات ياأيها المغنون أتقوا الله وانقذوا انفسكم من عذاب الله وتوبوا إليه ( استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله )( واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله )

ألا هل بلغت اللهم فشهد ، ألا هل بلغت اللهم فشهد ، ألا هل بلغت اللهم فشهد ، أسأل الله جل وعلا أن يهدي ضال المسلمين وأن يعيد لهذه الأمة عزها ونصرها وقوتها وأن يبرم لها أمراً رشيداً يعز فيه أهل طاعته ويذل فيه أهل معصيته ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر وآخر دعوانا إن الحمد الله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم .

ناصح أمين