
وبسؤال د. أشرف يونس استشاري النساء والتوليد بمراكز د. سمير عباس الطبية عن أسباب وطرق علاج الإجهاض التلقائي المتكرر أجاب: أولاً دعونا نبدأ بتعريف الإجهاض التلقائي المتكرر، فهو حدوث الإجهاض التلقائي بدون أي تدخل من المريضة أو الطبيب لأكثر من مرتين متتاليتين. وأسباب هذا الإسقاط تتلخص في التالي:
أولاً: وجود بعض الأسباب التشريحية مثل وجود بعض العيوب الخلقية في الرحم كالحاجز الرحمي أو الرحم ذي القرنين أو وجود أورام ليفية بالرحم.
ثانياً: الأسباب المناعية: وهي تنقسم إلى قسمين .. أسباب مناعية ذاتية مثل
(Lupusanticoagulant @ anticardiolipin antibodies) أو أجسام مضادة للغدة الدرقية، أو أسباب مناعية نتيجة وجود أجسام مضادة للحيوانات المنوية للزوج.
ثالثاً: الأسباب الهرمونية: نتيجة نقص في هرمون الحمل (البروجيسترون) في الأسابيع الأولى من الحمل، نتيجة نقص في كفاءة عمل الجسم الأصفر بالمبيض المختص بإفراز هذا الهرمون في الأسابيع الأولى من الحمل.
رابعاً: الأسباب الكروموسومية والجينية: وتكون نتيجة وجود مشاكل في الكروموسومات أو الجينات الخاصة بالأجنة والتي قد تكون نتيجة وجود بعض المشاكل الكروموسومية أو الجينية في الوالدين أو في الأسرة عموماً.
خامساً: الأسباب الناتجة عن بعض أنواع العدوى: مثل عدوى داء القطط (Toxoplasmosis) أو الحصبة الألماني (Rubela) أو (Cytomegalonirus) أو (Cytomegalo virus).
و يضيف د. أشرف يونس أنه لاكتشاف أي من هذه الأسباب وهل هو العامل المؤدي لحدوث الإسقاط المتكرر أم لا، ينبغي استكمال العديد من التحاليل والأشعات وهي على سبيل المثال:
أولاً: بالنسبة للأسباب التشريحية: ينبغي عمل أشعة موجات فوق صوتية عن طريق المهبل، وكذا أشعة بالصبغة على الرحم والأنابيب.
وبالنسبة للأسباب المناعية: يتم إجراء تحاليل للأجسام المضادة مثل (A.C.A - L.A. - ANA - thyroglobulin antibodies...etc).
أما بالنسبة للأسباب الهرمونية: فيتم تحليل نسبة هرمون الحمل (البروجيسترون) في أول الحمل، ومتابعة هذه النسبة بالذات في الأسابيع الأولى من الحمل.
و بالنسبة للأسباب الكروموسومية والجينية: يتم إجراء تحليل كروموسومات لكلا الزوجين وأيضاً إجراء مسح وراثي للأسرة لمعرفة وجود أي أمراض وراثية أو مشاكل جينية بالأسرة.
وأخيراً لاكتشاف الأسباب الناتجة عن بعض أنواع العدوى يتم عمل بعض التحاليل بالدم مثل (toxoplasma IgG, IgM - C.M.V IgG, IgM - Rubella IgG, IgM)
وأخيراً يتحدد العلاج طبقاً للمسبب، فمثلاً في حالة وجود أسباب تشريحية كوجود حاجز رحمي يمكن إزالته عن طريق المنظار الرحمي، وكذا الأورام الليفية في حالة وجودها داخل تجويف الرحم يمكن إزالتها بالمنظار الرحمي، أو عن طريق عملية جراحية في حالة وجودها خارج التجويف الرحمي.
أما بالنسبة للأسباب المناعية، فيتم علاجها بطرق عدّة منها جرعات مخفضة من أسبرين الأطفال أو جرعات مخفضة من الهيبارين أو كليهما معاً، أو بجرعات من الكورتيزون تتحدد طبقاً لقرار الطبيب المعالج.
ومن العلاجات الجديدة في علاج الأسباب المناعية، إعطاء أجسام مضادة عن طريق الوريد في جلسات يحدد عددها وكميات الدواء الطبيب المعالج. وفي حالة عدم كفاءة الجسم الأصفر في إفراز هرمون الحمل في الأسابيع الأولى يتم إعطاء جرعات مكملة من هرمون البروجيسترون سواء في صورة تحاميل أو في صورة حبوب أو إبر.
وبالنسبة لبعض أنواع العدوى يتم فيها إعطاء العلاج طبقاً لنوع العدوى ومن الأفضل أن يكون هذا قبل حدوث الحمل. أما بالنسبة للأسباب الكروموسومية والجينية، فالأمل يكون في فحص الأجنة كروموسومياً أو جينياً قبل إرجاعها إلى الرحم، وذلك عن طريق عمل تلقيح مجهري.
وأخيراً فإنّ هذه المشكلة على الرغم من تعقيدها في الظاهر، إلاّ أنه بإجراء التحاليل والفحوصات والأشعات اللازمة، يسهل اكتشاف أسبابها، وبالتالي تحديد العلاج المناسب بمشيئة الله.