بسم الله الرحمن الرحيم
من الوقائع والأحداث ما يمر على المؤمن وهو في سيره إلى الله والدار الآخرة ما يجعله يقف حائرا أمامها لترد على نفسه أعداد من الإستفهامات التي قد لايجد لها أحيانا جوابا فيبقى حائرا بائسا تعصره الآلام وفي نهاية الأمر يذوب كما يذوب الملح في الماء وهذا ولا شك من الأمور التي نبهنا إليها النبي عليه الصلاة والسلام.ومن هذه الأحداث ما يظهر لنا بين الفينة والأخرى من استشراء مصافحة الرجال للنساء الغير محارم لهم وكذلك إخراج النساء كاسيات عاريات متبرجات بزينتهن في أوساط الرجال في المحافل والمناسبات وعلى صفحات الجرائد والمجلات وإيرادهن موارد الإختلاط بالرجال مما له من الفساد والضياع والإنفلات على المرأة خاصة وعلى المجتمع عامة.بل ويتعد الأمر إلى ما هو أعظم من ذلك وهو نزول العقوبات من السماء بحسب ما استشرى من الفساد وهانحن نسمع ونعاين من العقوبات والنوازل من الزلازل والغبار والأعاصير وشدة المؤنة وغلاء الأسعار وصعوبة العيش وتنوع الأمراض وغيرها مالم نسمع به من قبل وهي من النذر والمحاذير التي يقرع الله بها العباد ليتوبوا ويرجعوا إليه وهي سوابق ومقدمات لما سيكون بعدها أعظم وأشد فيما لوا لم يثوب العباد إلى رشدهم. ومن المقرر سابقا ولاحقا بل في العالم أجمع أن المرأة إذا خرجت عن أطرها وحيائها وعفتها ومهد كرامتها وحفظها وعن أوامر وشريعة ربها فإن ذلك إيذان بفساد ذلك المجتمع وتصدع بنيانه وتعرضه لعقوبات الله عز وجل وما قصة بني إسرائيل وهلكتها التي كانت بسبب فتنة النساء وخروج المرأة على أوامر الله إلا شاهد حي على سنن الله التي لا تحابي ولا تجامل أحدا من عباده. وبلا شك أن المرأة هي أضر واشد فتنة على الرجال وإذا خرجت متبرجة سافرة وبلا حجاب شرعي استشرفها الشيطان وزينا للرجال وجعل منها سهاما مسمومة يخترق بها قلوب الرجال ويفسدها ويوقعها في الفواحش والزنى والعياذ بالله.ولنرى في أمريكا وأروبا في وقتنا الحاضر أنهم ينادون برجوع المرأة إلى بيتها والإهتمام بزوجها وتربية أبنائها لأن خروجها كان سببا في ضياع الأبناء وتفلت البنات وكثرة الفساد مما كان له الأثر السلبي المباشر على المجتمع وضياع الحقوق والمصالح ينادون أيضا بفصل الطلاب عن الطالبات بداية من المراحل الإبتدائية لما للإختلاط من مردودات سيئة على التحصيل العلمي بل وعلى النفوس والأعراض.وإلى الآن لا زلنا نتعامى عن ما حصل لغيرنا ولا نأخذ من ذلك عظة وعبرة بل نوقع أنفسنا في ما وقع فيه غيرنا فنجعل لغيرنا من أنفسنا عبرة مع أن الله جعل لنا دينا نظيفا ندرك به كوامن الأمور وعواقبها يقول النبي عليه الصلاة والسلام (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)ولهذا قال أضر على الرجال وهذا متحقق في أرض الواقع فالرجل ينصرع بمجرد سماعه لصوت المرأة أو شم الطيب فيها بل ويترنح ويزوغ عقله بمجرد رؤيتها وهي بكامل حجابها ويطاردها بنظره فكيف إذا كانت لقمة ومطية مسداة أمام عينيه بتبرجها وسفورها وزينتها !!!!!!وفي نصوص القرآن أمرها بالحجاب الكامل بما فيه غطاء الوجه وأمرها أن لا تخضع بالقول وأن لا تضرب الأرض بخلخالها حتى لاتظهر زينتها ويراها الرجال وأن لا تظهر من زينتها إلا لمحارمها وأمر الرجال عند سؤالها شيئا أن يكون من وراء حجاب كل ذلك وغيره كثير من أجل الحفاظ على الأعراض وصيانة المجتمع من الفساد والإنحراف. حتى في حال المصافحة لم يحل لها الإسلام أن تصافح إلا محارمها فقط بل ولم يؤثر عن نبي الأمة عليه الصلاة والسلام أن صافح امرأة لا تحل له بل ولم يؤثر عنه فيما نعلم أنه جر نساء المسلمين إلى مواطن الرجال ومحافلها وحتى في المواعظ والتذكير بالله ما كان يناديهن في مواقع الرجال ويخلطهن بالرجال ليعظهن بل كان إذا انتهى من وعظ الرجال انقلب إلى النساء ليعظهن ولم يكن ليجلس معهن أو بينهن أو حتى قريبا منهن القرب الذي ينبىء بالإختلاط بل كان يعظهن بصوت مرتفع ويذكرهن بالله وعند مبايعته للنساء يبايعهن من بعيد دون المصافحة وقد يكتفي بمبايعة إحداهن لتكون نائبة عن بقية النساء ومما أثر عنه عليه الصلاة والسلام في ذلك قول الصاحبية الجليلة أميمة بنت رقيقة وصاحباتها لما أردن مبايعة الرسول عليه الصلاة والسلام بالمصافحة:هلم نبايعك يا رسول الله قال(إني لا أصافح النساء إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة)رواه مالك في الموطأ والترمذي والنسائي بسند صحيح.وقد جاء في بعض طرق الحديث:يا رسول الله :ألا تصافحنا قال إني لا أصافح النساء....الحديث)وقالت عائشة بنت الصديق رضي الله عنها(ولا والله ما مست يده صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط في المبايعة ما يبايعهن إلا بقوله قد بايعتك على ذلك)وقال عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما(كان(أي النبي صلى الله عليه وسلم )لا يصافح النساء في البيعة.
وقال صلى الله عليه وسلم( لأن يطعن في رأس رجل بمخيط من حديد خير من أن يمس امرأة لا تحل له)رواه الطبراني والبيهقي بسند صحيح.وفي الصفحة التاسعة والأربيعين بعد المائة من مجلة الجامعة الإسلامية شوال 1390 هـ سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن انتشار ظاهرة تقبيل النساء للرجال ومصافحتهم عند القدوم من سفر أو في الأعياد هل هذا مباح؟ فأجاب رحمه الله بقوله:قد علم بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة أن المرأة ليس لها أن تصافح أو تقبل غير محارمها من الرجال سواء كان ذلك في الأعياد أو عند القدوم من السفر أو لغير ذلك من الأسباب لأن المرأة عورة وفتنة فليس لها أن تمس الرجل الذي ليس محرما لها ولا نعلم بين أهل العلم رحمهم الله خلافا في تحريم هذا الأمر وإنكاره لكونه من أسباب الفتن ومن وسائل ما حرم الله من الفواحش والعادات المخالفة للشرع.انتهى كلامه رحمه الله.وما نراه اليوم من جمع بين الطلاب والطالبات عند التخرج وتزيين الطالبات بأنواع من الألبسة الجالبة للأنظار واصدار بعض الحركات والإبتسامات من قبل الطالبات أمام الملأ وفي وسائل الإعلام وذلك الإختلاط الواضح لهو أمر مستغرب في هذه البلاد الطاهرة ومخالف لنصوص الشرع ومنذر لما يأتي بعده من ظواهر الإختلاط في التعليم والأعمال ومن المعلوم من الدين بالضرورة أن الكل من ذكر وأنثى مسئول أمام الله عز وجل وتخصيص أولياء أمور النساء بالمسئولية قال عز وجل(يأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون)هذا أمر محله الوجوب بأن يقي المرء نفسه ومن تحت يده من أبناء وزوجات وخدم نارا تذوب من حرها الجبال الراسيات وكون المرء يجد أخصامه يم القيامة من عامة الناس فهذا أمر عادي لكن أن يجد أخصامه من ذواته ومن نفسه ولحمه ودمه فتلك والله هي الكارثة.وقال عليه الصلاة والسلام (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته والرجل راع في بيته ومسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته وكلكم راع ومسئول عن رعيته)وإذا كان الرجل والمرأة والخادم مسئولون وفي نطاق محدود فكيف إذا كانت الأمانة والمسئولية أشمل وأوسع.وقال عليه الصلاة والسلام (إن الله سائل كل راع عما استرعاه عليه أحفظ أم ضيع)وقوله عليه الصلاة والسلام(ما من عبد يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة)فالمسئولية عظيمة والخطب جسيم والوقوف بين يدي الله عصيب فلينظر كل مسلم إلى ما ينجيه بين يدي الله وليرى عظم الأمانة التي حملها بين كتفية أحفظها أم ضيعها.ولتعلم المرأة أن متع الدنيا كلها لن تغني أمام غمسة في نار جهنم في يوم يتمنى المرء فيه أن أمه ما ولدته ولا خرج للدنيا.فلتتق الله كل امرأة في حجابها وعفافها ولتبتعد عن مواطن الإختلاط والفساد ولا تطع أهل الأهواء الذين لا يريدون لها خيرا أبدا والله تعالى من وراء القصد والهادي إلى سواء السبيل.
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

قمة انكساري شموخ
•


الصفحة الأخيرة