الإرهاب المروري .. أسبابه ونماذج منه ..خطبة الجمعة 14/4/1427

اما بعد ايها المسلمون

في البداية احب أن اطرح سؤالين : الأول رجل تشأجر مع رجل آخر ..فاخذ مسدسا أو أوحديدة فقتل بها خصمه ..ماذا نطلق عليه ..الأ نصفه بانه مجرم ..الجوأب بنعم .ويجب ان يقام عليه حد القتل ..

السؤال الثاني رجل انطلق بسيارته مسرعا سرعة جنونية ..فمال عن الطريق واصطدم بسيارة فيها عائلة آمنة أو مجموعة مسافرين يسيرون في طريقهم مطمئنين .. فادى إلى حدوث وفيات أوإعاقة لمعظم رأكبيها .. إن لم يكونوا كلهم ..فماذا نصف هذا الشخص ؟؟

انه وللأسف لا يوصف بانه مجرم .. بل ربما خرج من ساعته بالكفالة ، ولم يذق طعم السجن ..بل قد يعمل له وليمة شكرا الله على سلامته..ويقال أن اما صأب العائلة تلك قضاء وقدر..

ايها الأخوة: الأ ترون أن ذلك الشخص أشد جرما من الشخص الذي سبقه.. اما ترون أن هنأك تناقضا في معاملاتنا للمجرمين..إن هذا وغيره من الممارسات يدل على عدم وعي البعض بقضية الأمن المروري..

ولذا فسيكون موضوع خطبتنا في هذا اليوم هو أهمية الأمن المروري..وسيدور الحديث حول أهمية هذا الموضوع ..ثم الأسبأب التي تؤدي إلى الأخلال به ..مع ذكر نماذج من المخالفات تجاه هذا الأمر..
أولا ماهو معنى الأمن المروروي ؟؟

..والجوأب إنه نوع من أنواع الأمن العام ، وفي ظله يجب أن يتمتع أي انسان بالأمن وعدم الخوف اذا كان يسير على أي طريق كان .

ولبيان أهمية تامين طرق سير الناس وتنقلهم ، فساذكر ببعض النصوص الشرعية التي تدعو إلى ذلك وتحث عليه ..وتحرم أذية السائرين على الطريق .. لان الأصل أن يسير الناس على أي طريق وهم آمنون على حياتهم واموالهم وعلى مشاعرهم ..ولا يجوز لمسلم أن يخيف من يسير على الطريق بأي شكل من الأشكال.
والخطأب الشرعي كما سنسمع موجه لولاة الأمر وللناس عامة كل فيما يخصه ..وليس مقصور على جهة محددة..ولا شخص بعينه..

وأول .. هذه النصوص ما جاء في تحريم قطع الطريق وبيان ماذ يجب على ولي الأمر تجاهه ..يقول تعالى ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أو يُصَلَّبُوا أو تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أو يُنفَوْا مِنْ الأرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الأخِرَةِ عَذَأب عَظِيمٌ)

قال بن كثير رحمه الله في تفسيره ( والمحاربة هي المعادة والمخالفة ، وهي صادقة على الكفر وعلى قطع الطريق وإخافة السبيل )..انتهى كلامه رحمه الله
.
.كما قد جاء في القرآن الكريم ما يبين أن إخافة الناس وأذيتَهم في طريقهم هو احدُ الذنوب التي استحق قوم لوط العقوبة عليها ، وقد حذرهم نبيهم عليه السلام عن مغبة تصرفهم ذلك بقوله ( أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ ، وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ ، وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمْ الْمُنكَرَ ‎) ..جاء في بعض الأثار انهم كانوا يحذفون اهل الطريق ويسخرون منهم ..

واما مأجاء في السنة النبوية فكثير جدا منها على سبيل المثال قوله صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ( إِيَّأكمْ وَالْجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ .. فَقَالُوا مَا لَنَا بُدٌّ إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا . قَالَ فَإِذَا أبيْتُمْ الأ الْمَجَالِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا ..قَالُوا وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ ؟؟ قَالَ غَضُّ الْبَصَرِ وَكَفُّ الأذَى وَرَدُّ السَّلَامِ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ *) البخاري

وقد جعل رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ازالة الأذي عن طريق الناس من الأيمان الذي يتقرب به إلى الله تعالى فقال ( الأيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أو بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً ، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ الأ اللَّهُ ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الأيمَانِ )*مسلم

وازالة الأذي بجميع أشكاله هو وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لاحد اصحأبه عندما جاءه يسال عن شيء ينفعه الله به يوم القيامة فقال ( يَا نَبِيَّ اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَنْتَفِعُ بِهِ ؟؟ ) فقَالَ صلى الله عليه وسلم ( اعْزِلِ الأذَى عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ ) مسلم

ولترسيخ فضل ازالة الأذي عن الطريق ، يشيد صلى الله عليه وسلم بموقف نبيل لاحد المسلمين فيقول ( لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ ، فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ) *مسلم
وفي رواية أخرى يقول صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَرَّ رَجُلٌ بِغُصْنِ شَجَرَةٍ عَلَى ظَهْرِ طَرِيقٍ ..فَقَالَ وَاللَّهِ لَأُنَحِّيَنَّ هَذَا عَنِ الْمُسْلِمِينَ لَا يُؤْذِيهِمْ ..فَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ *مسلم..

وفي ختام ذكر النصوص الشرعية التي تدعوا إلى ازالة الأذى من طريق الناس وتحرم أذيتِهم اذكر بحديثين حذر فيهما النبي صلى الله عليه وسلم فيهما عن نوعين من انواع الأذى ..فالحديث الأول يقول فيه صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ قَالُوا وَمَا اللَّعَّانَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟؟ قَالَ الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ أو فِي ظِلِّهِمْ ) مسلم

والحديث الثاني يقول فيه صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إِذَا مَرَّ أَحَدُكُمْ فِي مَسْجِدِنَا أو فِي سُوقِنَا وَمَعَهُ نَبْلٌ فَلْيُمْسِكْ عَلَى نِصَالِهَا أو قَالَ فَلْيَقْبِضْ بِكَفِّهِ أَنْ يُصِيبَ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْهَا شَيْءٌ *البخاري

ايها الأخوة في الله هذه بعض النصوص الشرعية الصريحة التي تحرم أذية الناس في طريقهم وتحث على ازالة ما قد يوجد من اذى في طريقهم ....وغيرها كثير..

ايها الأخوة : اننا لو القينا نظرة إلى واقعنا المعاصر لوجدنا أن أسبأب أذية الناس في طريق وترويعهم ترتكز على ثلاثة أسبأب ..

الأول : الأنسان ويقصد به السائق والرأكب والماشي ..

الثاني الطريق ويقصد به الطريق الداخلي والطريق السريع ..

والثالث المركبة..ويقصد بها السيارات الصغيرة والكبيرة ..وذا أردنا أن نتوسع فتعم الطائرات والقطارات والسفن..

أن المرتكزات الثلاتة السأبقة ( الأنسان والطريق والمركبة ) هي من أكبر أسبأب المشلكة المرورية في هذا الزمان ..

وللفائدة فدعونا نستعرض هذه الاحصااءات التي أصدرتها الجهات المعنية بحوادث المرور ، والتي تشير إلى أنه على امتداد الثلاثين سنة الماضية سجلت الإحصاءات الرسمية بالمملكة العربية السعودية نتيجة الحوادث المرورية الأرقام التالية:

عدد الحوادث (1551326) مليون وخمسمائة وواحد وخمسون ألفا وثلاث مئة وستة وعشرون.
وأن عدد المصابين بلغ (588084) خمسمائة وثمانية وثمانين ألفا وأربعة وثمانين، بينما بلغ عدد المتوفين (78467) ثمانية وسبعين ألفا وأربعمائة وستة وسبعين.

كما سجلت الإحصاءات الرسمية ما يقرب من 4000 وفاة سنويا، وقد يتضاعف هذا الرقم إذا أخذنا في الاعتبار عدد من يموتون أثناء تلقي العلاج في المستشفيات، فالحقيقة أن الإحصاءات الرسمية تشمل فقط من يموت في موقع الحادث.

وتتركز الخسائر البشرية في فئة الشباب، إذ يصل الفاقد إلى نحو40 % من هذه الفئة وهو ما يعني أن خسارة فادحة تقع في شريحة الفئة المنتجة في المجتمع. وتقدر الدراسات أن نحو ألفي شخص من بين المصابين سنويا في حوادث المرور في المملكة ينتهون بإعاقة مستديمة ترافقهم طوال الحياة.

ويصل الفاقد الاقتصادي في المملكة سنويا إلى نحو21 مليار ريال، أي نحو 4% من إجمالي الناتج المحلي، ويشكل ذلك ما يزيد على ضعف النسبة في الدول الصناعية.
وبأن ثلث أسرة المستشفيات مشغولة بمصابي الحوادث.
وأكثر من نصف الحوادث المرورية في المملكة بسبب السرعة وقطع الإشارة.

هذه إحصاءات رسمية لجهاز الأمن العام التابع لوزارة الداخلية، مما يعني أن مشكلة حوادث المرور تتجاوز نسب ضحاياها نسب أشرس الحروب.

ايها الأخوة .. وفيما يلي نلقي الضوء على هذا العنصر الخطير من عناصر اختلال الأمن المروري وهو العنصر البشري ..,وأكثر العناصر البشرية التي تسبب في وقوع الحوادث هم الذين يقودون المركبات وهم على أصناف ..فمنهم ..

السائقون المستأجرون : فاغلب السائقين المستأجرين لديهم جهل كبير بقيادة السيارات ..سواء كانوا لدى البيوت أو الشركات أوالذين يقودون سيارت الأجرة أو المركبات الكبيرة ، وبعضهم كافر حاقد على المسلمين يقصد أبادة واعاقة من يقدر عليه من البشر ..فكم سمعنا بدخول سيارة صغيرة تحت مركبة كبيرة ..كم مزقت لحوم طاهرة تحت عجلات تلك المركبات .. والنهاية رجوع ذلك السائق إلى بلاده..وكأن شيئا لم يكن ..

اننا امام كم هائل من هذا الصنف ..فلحل هذه المشكلة..فلأبد من مراعاة مايلي :

1) الا نحضرهم الا وقت الحأجة الضرورية

2) لأبد من تدريبهم تدريبا جيد ..فتدريب مدرسة القيادة الحالي لا يكفي..

3) لأبد من وضع قوانين صارمة لتصرفات هولاء سواء الجاهل أو الحاقد..

4) ويمكن أن تضاف حلول اخرى.


الصنف الثاني من السائقين الأطفال الذين لايتسحقون منحهم لرخصة القيادة ..وهولاء يظن أباؤهم أن قد أكرموهم عندما سلموهم السيارات ..وتركوهم يعثيون بها يمينا وشمالأ ..

ولم يعلم اهلهم أن قد أجرموا في حق أولادهم وحق انفسهم وحق مجتمعهم .. وتتضح جريمة الأباء في حق أولادهم .عندما سلموهم قطعة من الحديد تركوهم ينتقلون من شارع إلى آخر ومن بلد إلى آخر .دون رقيب ولاحسيب ..تركوهم يفحطون امام الجموع ..تركوهم يسأبقون الريح ، وعضلاتهم وقدراتهم على التركيز لم تكتمل بعد ..

والنتيجة هي تاخر دراسي ، وإخافة للناس ..ولربما الموت أو الأعاقة أو نحو ذلك ..

اما جريمة الأباء في حق انفسهم : فان هم قد مهدوا السبيل لعقوقهم ،وبذروا اموالهم بدون حق .. سواء في قيمة السيارات أو دفع المخالفات المرور أو الدية في بعض الأحيان..اضافة إلى بعض المشاكل التي تحدث لهم بسبب تسليمهم السيارات لأبنائهم الضغار.

اماالجريمة في حق المجتمع ..فإخافة الناس وترويع الأمنين ، وتشريد الأطفال والنساء من أكبر ما يحصل من قيادة الأطفال للسيارات ..

الصنف الثالث المتهورون ..وهولاء قد يكونوا اطفالأ في السن أو اطفالأ في التفكير ..فترى احدهم يسرع سرعة جنونية في امأكن لاتجوز فيها السرعة ..أو يسرع سرعة جنونية على الطرق السريعة ويعتمدا على ذكائه وقدرته على القيادة وعلى نظافة السيارة وسعة الطريق .. وقد أثبتت احدى الدراسات اكثر الحوادث من مجموع حوادث المرور كانت بسبب القياد ة المتهورة من قبل البعض خاصة من المراهقين والشبأب ..

وهذا الصنف من الناس ..كم أجرم في حق نفسه وفي حق الأخرين ..فكم من اسرة تيتم أبناؤها ..وترملت نساؤها .. وكم من أبوين فقدا أعز أبنائهما أن لم يكن وحيدَهما بسبب ذلك المتهور..وهولاء يقال لهم ..لإنكم بعملكم هذا تخالفون أمر ربكم ، وأنظمة بلدكم ، وتخطئون في حق أنفسكم ومن حولكم ..

وهنا نذكر بنهي الله تعالى عن السرعة والحث على التأني في السير حيث نهى عن مشية التبختر والعلو في الأرض قال تعالى مؤكد على وصية لقامان لأبنه ..( وَلا تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا ) وقال تعالى (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ ) قال بن كثير رحمه في تفسير هذه الأية أي ( امش مشيا مقتصدا ..ليس بالبطيء المتثبط ولا بالسريع المفرط ، بل عدلا وسطا بين بين ) انتهى كلامه رحمه الله .

وحث على السير هونا فمدح اصحاب هذا التصرف فقال ( وَعِبَادُ الرَّحْمَانِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأرْضِ هَوْنًا ) ..
وهذه الأيات وان كانت تعني السير على الأقدام ، الا أنها تشمل أي سير كان..ولايجوز قصرها على نوع واحد من المشي.

الصنف الثالث من السائقين هم المخدرون : وهم اللذين يتعاطون مفسدات العقل كالخمور والمخدرات ونحوها..وهولأء يجب أن يطبق عليهم اشد انواع العقوبة ، لانهم جمعوا بين عدة جرائم ومخالفات..

الصنف الخامس من السائقين هم المتهاونون : وهم الناس اللذين ينشغلون عن القيادة بالحديث مع الأخرين أو ادارة المذياع أو بالحديث في الهاتف الجوال أو النوم أو نحو ذلك ، وهولاء وان كانوا عقلاء مدركون لاهمية امن الطريق ، الا انهم قد يتسببون في وقوع الحوادث وأذية المسلمين ..

وهولاء يقال لهم اتقوا في انفسكم وفي غيركم ..فأنتم قدوة لغيركم ..وهذا التساهل له ما بعده من مشأكل ..فما الذي يكلفكم اذا اردتم أن تتحدثوا بالهاتف أو تدخلوا شريطا في المسجل أو تاخذوا قسطا من النوم ..أن تقفوا على جانب الطريق وتنهوا المهمة في أمان ..وكونك تتاخر عشرَ دقائق أو نصفَ ساعة خير لك من أن تتاخر ساعات ، بل ايام بل ربما تعيش معاقا ، أو تغادر الدنيا ...بسبب عدم وقوف دقائق معدودة..

ايها الاخوة هذا ما تيسر في هذه الخطبة ، ونكمل في الخطبة الثانية ..فاسال الله تعالى أن يلهمنا رشدنا ، وان يعيننا على انفسنا والشيطان ، وان يغفرلنا ولوالدينا إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله وحد ، والصلاة والسلام على من نبي بعده

اما بعد ايها المسملون :
تكلمنا باختصار حول أهم عناصر المشلكة المرورية في الوقت الحاضر وهو سائق المركبة ..
والأن جاء الدور على العنصر الثاني والثالث في تلك المشلكة .

فالثاني : هو الطريق ..والطريق يجب أن يُهتم به من الجميع ..سواء من ناحية تعبيدها ..أو من الناحية الأنشائية .. أوصيانتها ..

ولذا فيجب علة ولاة الأمر أن يعبدوا الطرق التي يسير فيها الناس ، كل طريق بحسبه ..واذا تم تعبيدها واعتمد الأسفلت كاساس للتعبيد .فانه يجب يهتم بسماكة الرصف ونوع الخلطات ومكوناتها..كما تجب صانتها دوريا لتلافي التشققات والحفر التي قد تحدث فيها ..

ولا يجوز للمقاول أو المشرفين على التنفيذ أن يتساهلوا في هذا الأمر .. ويظنوا أنه يجوز لهم أن يخالفوا الشروط المطلوب تحققها في الطريق الذي يقومون بتعبيده ..فإن فعلوا وتساهلوا وتحايلوا فقد خانوا الله رسوله والمؤمنون.

ايها الإخوة : ومن الأمور التي ينبغي الأهتمام بها في الطريق ..وضع اللوحات الأرشادية ..والعلامات الأرضية التي تحدد المسارات ..ووضع فاصل بين المسارات المتعأكسة ..ونحو ذلك من الأمور المرشدة للسائقين..

هذا بالنسبة لدور ولاة الامور : أما عامة الناس فعليهم أن يتقوا الله في طرقات المسلمين ، التي تسهل سيرهم ، وتساعد على تنقلهم وقضاء حوائجهم .. فلايجوز لهم العبث في الطريق بعد إنشائه سواء بالحفر فيهن أو بصب السوائل المذيبة للاسفلت ، أو وضع المسامير والأدوات الحادة ، أو رمي القاذورات على جنباته أو إغراقه بالمياه .. أو غير ذلك مما يسبب تلف الطريق وافساده على الناس ..

كما لا يجوز الوقوف المزدوج المؤذي الأخرين خصوصا في الأسواق و المساجد و أماكن تجمعات الناس ..وامام أبواب مداخل السيارات في البيوت ..ونحو ذلك من المخالفات المرورية.

العنصر الثالث من عناصر المشلكةالمرورية في هذا الزمن المركبة ..وفي الغالب أننا نتكلم عن السيارة ..
وهنا ينبغي للمسلم الذي يقود سيارة صغيرة أو كبيرة أن يهتم بصيانها دوريا والأعتناء بها ..وهذا بلاشك سيخفف من نسبةالحوادث ..وسيزيد في عمر السيارة مما يوفر الوقت والمال والجهد على صاحب السيارة ..ومما يوفر الملايين على افراد المجتمع ككل.

ولذا فينبغي لنا أن نهتم بالفحص الدوري للسيارات ..ولا نتساهل فيه بحجة انه مفروض علينا ..أوانه بخدم مصالح اشخاص معيينن..فهذه اعذار لا تمنع من قيامنا بفحص سيارتنا دوريا..
وللعلم فان الفحص الدوري أيها لاخوة لا يقتصر على حمايتنا وحماية الأخرين وتوفير الوقت والجهد والمال فقط ..بل أن ذلك يتعداه إلى مكافحة التلوث البئي الناتج من عوادم السيارات السامة كأول أكسيد الكربون ..وأكسيد النيتروجين ..ومخلفات الهيدروكربون السامة ..ومما تجدر الأشارة إليه ... انه قد لوحظ انخفاض كبير لنسبة التلوث في مدينة الرياض بعد تطبيق نظام الفحص الدوري..

وختاما ايها الأخوة اذكر بأهم عشرة تصرفات شائعة تسبب الحوادث في المجتمع مرتبة كما يلي
1) السرعة الزائدة.

2) الأسراع المفأجيء بعبور الأشارة قبل غلقها.

3) التوقف للفرجة على حادث الطريق.

4) السماح لمن هم دون السن النظامي بقيادة السياره .

5) اضاءة النور العالي عند مقابلة سيارة اخرى ، ويشتد الأمر سوأ عند إضاءة الأنوار الغازية

6) الوقوف المزدوج لشراء اشياء من محل.

7) الأنطلاق بمجرد غلق الأشارة المعأكسة,

8) الأحتفاظ بمسافة قصيرة خلف السيرة الأمامية.

9) التسابق مع سيارة اخرى .

10) الثقة المتهورة بالنفس في مهارة القيادة.

ايها المسلمون : أن أمن الطريق مسؤولية الجميع ..وكل مسلم محاسب على مسؤليته ..فلنتعاون مع بعض البعض ..ومع الجهات الأمنية كل في فيما يخصه ..ولنكن نحن مصدر أمن للآخرين ..نفلح باذن الله تعالى .. في الدنيا وفي يوم الدين ..