koketa

koketa @koketa

كبيرة محررات

الإسلام ليس عائقا أمام تلقي المرأة العلم والمعرفة

ملتقى الإيمان

أكدت الدكتورة منال ركابي الباحثة في المركز القومي للبحوث أنه على خلاف ما تتوهمه وتروج له الدوائر المعادية للإسلام في الغرب من أن ستر الرأس اهانة للمرأة ولكرامتها الإنسانية وعائق يمنعها من مشاركة الرجل في نهضته الفكرية والثقافية والاجتماعية، فإن الإسلام وما يتصل به من أحكام شرعية لم يكن أبدا عائقا للمرأة من تلقي العلم وتعليمه، بل مشجعا وحافزا لها على ذلك، لذا فإن المرأة المسلمة لم تكن أبدا خاملة أو بمنأى عن الحركة العلمية والفكرية والاقتصادية على مر العصور، فقد شاركت النساء في اقتباس العلم بهداية الإسلام وكانت منهن راويات الأحاديث النبوية والآثار، يرويها عنهن الرجال، والأديبات الشاعرات والمصنفات في العلوم والفنون المختلفة.

وأكدت الدكتورة ركابي أنه بقدر ما تكون الظروف المجتمعية والفكرية سائدة في المجتمع موافقة لما جاء به الإسلام تحصل المرأة على كامل حقوقها ويرتفع شأنها، وبقدر ما تخالف تلك الظروف تعاليم الإسلام تنتقص حقوق المرأة ويخبو دورها ومنزلتها في المجتمع.

وقالت في دراسة لها حول حقوق المرأة المسلمة ودورها في الحركة العلمية: أن كل مطلع على التاريخ يعلم أن تاريخنا الإسلامي مليء بالنساء المسلمات اللواتي جمعن بين الإسلام أدبا واحتشاما وسترا، وعلما وثقافة وفكرا، وذلك بدءا من عصر الصحابة فما دون ذلك الى عصرنا الذي نعيش فيه.

وقد ساقت الأسانيد الشرعية من الكتاب والسنة وقدمت الحجج والبراهين العلمية والعلمية على أن عزوف المسلمات فيما مضى وحتى أوائل القرن العشرين عن تحصيل العلوم التجريبية كالطب والهندسة وغيرهما من علوم العصر وانشغالها عنها بتحصيل العلوم الشرعية لم يكن لعجز منها عن استيعاب مفردات هذه العلوم والإجادة فيها والتفوق والنبوغ والابتكار وارتقاء أعلى الدرجات والاجازات في كل ميادينها ولا لعدم تقديرها لأهمية تلك العلوم للمجتمع الإسلامي ولا لما هو شائع عن صعوبة العلوم قياسا على العلوم الشرعية، وإنما لتلمسها متنفسا للمساهمة العلمية والفكرية في ظل ظروف مجتمعية وفكرية وثقافية وحضارية غير مواتية في كثير من الأحيان، والتي أدى تغيرها في العصر الحديث على نحو كبير لفتح المجال على مصراعيه للمرأة المسلمة لارتياد أصعب مجالات البحث العلمي والتفوق والنبوغ فيها والمساهمة فيها بجدية وندية واقتدار.

واستشهدت بتفوق كثير من الفتيات الجامعيات المتحجبات بحجاب الإسلام، المستمسكات بحكم الله عز وجل، واللاتي قدمن البراهين العملية على أنهن أسبق الى النهضة العلمية والثقافية والنشاط الفكري والاجتماعي من سائر نظيراتهن الغربيات المتحررات على أن المرأة في المجتمعات الغربية ليست أحسن حالا من نظيرتها المسلمة إن لم تكن اسوأ رغم ادعاء الغربيين في أوروبا وأميركا حصول المرأة لديهم على كامل حقوقها ومساوتها التامة بالرجل ورغم التفوق العلمي الهائل للمجتمعات الغربية.

وذكرت جريدة القبس أن الدكتورة منال قد طالبت بضرورة حل المشكلات التي تعترض حصول المرأة العربية والمسلمة على التكنولوجيا واستخدامها ، ومشاركتها في إنتاجها، وتعميق الوعي المجتمعي بالدور الذي يجب أن تضطلع به في مجال البحوث العلمية، النظرية والتطبيقية، الهادفة الى مواجهة مشكلات أمتها.

كما أكدت على ضرورة احتلال المرأة المسلمة موقعا ملائما لقدرتها في اقتصاد المعرفة، وتسخير مخرجات العلوم التطبيقية في العمل على تجاوز معوقات مشاركة المرأة المسلمة في العلوم والتكنولوجيا والتي يأتي في مقدمتها الأمية والفقر وإنتاج تكنولوجيات ملائمة لاحتياجات المرأة المسلمة.


وقد دعت الدكتورة منال ركابي المجتمع المدني لتبني قضايا البحث العلمي ونشر ثقافته لدى الفتيات ودعم مشاركة المرأة بالمؤسسات البحثية وتمويل ابحاثها التطبيقية ، والاسراع بإنشاء الشبكة الاسلامية للمرأة في العلوم والتكنولوجيا وإنشاء موقع لها على شبكة المعلومات الدولية بما يُمكن العالمات المسلمات من التواصل بينهن وتشجيع البحوث المشتركة بين الباحثات في كل أنحاء العالم الاسلامي.

كما طالبت بتخصيص جائزة سنوية لأفضل عالمة مسلمة تقدم بحثا تطبيقيا يساهم في توطين وانتاج التكنولوجيا، وإذكاء روح البحث العلمي لدى الطالبات بالمراحل الدراسية قبل الجامعية، وتشجيعهن على الانخراط في التخصصات العلمية، وسد الفجوة النوعية في الجامعات والمعاهد العليا بما يهيئ تحقيق المساواة والفرص المتكافئة بين الذكور والاناث بالكليات العملية المختلفة، وإنشاء مراكز لتدريب المرأة على استخدامات التكنولوجيا الملائمة لاحتياجاتها المتعددة وإنشاء حاضانات الأعمال لتدريب المرأة على انتاج وتطوير التكنولوجيا ، وحث وسائل الاعلام على ضرورة العمل على تغيير الاتجاهات المجتمعية نحو مشاركة المرأة في المجالات العلمية والتكنولوجية ونشر ثقافة التفكير العلمي.
0
705

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️