الإسلام والمشكلة الجنسية ... موضوع في حلقات : : :

الملتقى العام

: : : الإسلام والمشكلة الجنسية ... موضوع في حلقات : : :

--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...


الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين


طبعا أغلبية الناس يغفلون عن أشياء كثيرة في الدين ... وهذا موضوع ان شاء الله سوف يكون في حلقات ... في كل حلقة نتكلم فيها عن ديننا الحنيف ونشرح بعض الخفايا التي يغفل عنها البعض والتي توقع فاعلها بالحرام ...


في هذه الحلقات سوف يتم طرح العناوين التالية :-

1- غريزة الجنس.

2- فوضى الغريزة.

3- مسالك للجريمة.

4- لا تقربوا الزنا

5- كعابد وثن.

6- عدوان على المجتمع.

7- ثمرات الخطيئة.

8- إجماع على التحريم.

9- ضبط الغريزة وتوجيهها.

10- الازياء الفاضحة.

11- الاختلاط والحب الزائف.

12- ضوابط الاختلاط للمرأة.

13- قضية المساوة بين الرجل والمرأة.

14- المرأة ومشكلات المجتمع.


وبالإضافة لما سبق بعض العناوين الفرعية وعناوين رئيسية أقوم بشرحها لكم من كتاب الله وسنة نبيه ... وأوضح بعض الخفايا عن معظم الناس ...

وهي كلها نظرات واقعية تستهوي روح الإسلام إلى مشكلة الغريزة وآثارها في المجتمع. تلك المشكلة التي يعاني من ويلاتها الإسلام في هذا العصر منذ أن أصبح للحضارة الغربية تأثيرها في المجتمعات الإسلامية


راجياً من الله العلي القدير إيصال المعلومة للجميع والفائدة ...


ملاحظة : المعلومات جمعت من عدة كتب الفقه والسنة وبعض الكتب الدينية


الحلقة الأولى ... غريزة الجنس : : :

--------------------------------------------------------------------------------

.




غريزة الجنس :-



تعد غريزة الجنس من أقوى وأعمق الغرائز البشرية، فهي تعمل بنشاط دائب وتُطالب باستجابة منتظمة.

إنها أصيلة في الكيان البشري لحكمة سامية وهدف يتعلق ببقاء الحياة واستمرار الأجيال كما جاء في القرآن الكريم حيث قال تعالى (( يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منها رجالا كثيراً ونساء)) الآية (1) من سورة النساء، والفطرة تقتضي الاستجابة لها وتلبية ندائها، والإ أصاب الإنسان من تجاهلها التلف والشقاء.

فالإسلام يرى من الغرائز البشرية جميعها، ومنها غريزة الجنس، أمراً طبيعياً جعله الله سبحانه في الإنسان لحكمه السامية تتصل باستمرار الحياة وبقاء الأجيال.

والقرآن الكريم يتحدث عن غريزة النوع على أنها نزوع فطري لا ذنب للإنسان في الشعور به. إذ هي عنصر من عناصر الطبيعة البشرية لابد للإنسان من وجوده.
قال الله تعالى ((زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب)) الآية 14 من سورة آل عمران.

فهذه غرائز فطرية يجد الإنسان نفسه مدفوعاً إلى الرغبة فيما يتعلق به.
غريزة النوع المتمثلة في الرغبة في النساء، وغريزة النسل التي تعتبر عن رغبة الإنسان في البقاء والامتداد، وغريزة الامتلاك المتعلقة بأنواع المنافع والثروات.

ولا يلام الإنسان على شعوره بالرغبة في شي منها أو إحساسه بالسعي لتحقيق نزوعه نحوها، مادام مرتبطاً بالقوانين التي شرعها الله سبحانه لإجابة هذه الغرائز. وليس على المرء في حرج إذا شعر بإلحاح الغريزة على نفسه، وليس اتجاهه المشروع لتلبيتها مكروهاً، بل هو فريضة في بعض الأحيان، حين تشتد وطأتها ويرتفع صوتها وفي الحالات السوية فإن الاستجابة للغريزة بالزواج المشروع سنة مؤكدة يسارع إليها المسلم مادام قادراً على أعبائها.

إن الإسلام قد أعفى الإنسان من الحرج تجاه كل ما يثور في نفسه من إحساس أو انفعال طبيعي، حتى عندما يكون ذلك الإحساس ناشئاً عن مؤثر غير مقصود، كما يعبر عنه الحديث الشريف (إن لك النظرة الأولى وليست الآخرة) رواه أبو داود والترميذي.

ذلك لأن الإنسان لا يسأل إلا عما تعمده وعزم عليه، ولا يؤاخذ بما حس به إحساساً فطرياً لا يد له فيه.

ولا يمكن في ظل هذه النظرية الإسلامية أن تنشأ عقدة الكبت في نفس الإنسان بل أن القرآن في كفاية حاجة الغريزة الفطرية بطريق سوي هو الزواج، وذلك في قوله تعالى ((ومن آياته أن خلق لكم أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها)) الآية 21 من سورة الروم.

فهي آيات من آيات الله تبارك وتعالى : أن ركب في الإنسان غريزة النوع ثم خلق له ما يستجيب لحاجة تلك الغريزة، وفي ذلك ما يدل على النظام المحكم الذي أقام عليه الحق سبحانه بناء الحياة.

وعن طريق الزواج – كما نبين فيما بعد – يتحقق العلاج الناجح لمشكلات الغريزة وترضى فطرة الإنسان كل الرضاء في هذا الإذن الإلهي المشروع المتمثل في قوله تعالى : (( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم)) الآية 223 من سورة البقرة.

والنفس البشرية تجد في هذا القول الحكيم ظلال وأرفة من الأمن والطمأنينة والنزوع المشروع الذي يقع الإنسان شرور القلق واختلال السلوك.

ومن هنا نستطيع أن نقرر بوضوح : أنه في ظل النظرة الإسلامية لطبيعة الغريزة وموقف الإسلام منها ينتفي الكبت ويختفي الصراع النفسي الرهيب وليس هناك أفسح وأروح لمشاعر الإنسان في تقرير القرآن الكريم أن هذه الغريزة طبيعة ركبت في الناس ولا أثم عليهم من الإحساس بها ولا حرج في النزوع نحو الاستجابة المشروعة لها.
: : : الحلقـــــــة الثانيــــــة ... فوضى الغريزة : : :

--------------------------------------------------------------------------------







يقصد بفوضى الغريزة إطلاق العنان لها في غير إطار النظام الطبيعي المشروع. وقد عرف الإنسان هذا النظام المشروع في صورة مطرد، لم تتغير حقيقتها على اختلاف الأزمان، وهو نظام الزواج الذي اهتدت إليه الفطرة وشرعته الأديان السماوية، وهو الذي قامت على أساسه تلك المؤسسة الاجتماعية العتيدة : الأسرة. واكتمل بناؤه واستقر تشريعه فيما جاء به الإسلام خاتمة رسالات السماء.

وفي هذا النظام سكون النفس واستقرار العواطف وتنمية الحياة والتعاون على مواجهة أعبائها والقيام على صنع الجيل الجديد الذي تتحقق به غاية الوجود الإنساني. أما الفوضى فهي إباحة العلاقات دون هدف أو التزام، ودون نظر إلى حق أو واجب، فليس هناك إلا إجابة نزوة أو تحقيق لذة وقبل أن نبين ما وراء هذا الاتجاه من بشاعة وشقاء نفس ودمار اجتماعي، نقف أمام الجدل بالباطل الذي تلغو به ألسنة من يزعمون الإصلاح والتوجيه ويتكلفون الفكر والعلم.

فإن منهم من يقول : لماذا تفرقون في علاقات الغريزة، فتسمون الزواج نظاماً وحلالاً، وتسمى الفوضى فاحشة وحراماً، وكلاهما علاقة غريزة، وصلات ويزعم أن المهر في الزواج إن هو إلا ثمن متعة وأجر منفعة، ويرى أنه لا يمتاز عن بقية الأنواع.

لكن النظر إلى العلاقتين يفرق بينهما فرقاً جوهرياً، فإن في نظام الزواج من العواطف والمشاعر والغايات ما يجعله ارتفاعاً بالنفس الإنسانية إلى ذروة الإيثار والتضحية والتعاطف، إنه بناء للحياة الإنسانية على أساس صادق قويم.

أما الفوضى فلا غاية لها ولا هدف، بل هي هدم للنظام الاجتماعي وإشاعة للفساد الخلقي، يخرج بها الإنسان عن حد الإنسانية وينقلب حيواناً لا ينظر إلى ما وراء لذته.

وإلا .. فما الذي يجعل الإنسان يرغب عن العلاقة الطبيعية التي تدوم وتثمر، إلى نزوة عابرة لا دوام معها ولا استقرار.

إنه الهرب من الأعباء التي تنشأ عن تلك العلاقة والرغبة في إسقاط التكاليف والأثرة في النظر إلى حظ النفس، دون رعاية لمصالح المجتمع.

ومادمنا متفقين على أن الغريزة بحاجة إلى الإجابة، فلابد من إقرار نظام مطرد الصلاحية مأمون العواقب، ولا يعقل أن يترك الإنسان إلى النهب والاختلاس والشرود .. إنها غريزة متجددة الحاجة، لا بد لها من علاج منظم، أما النزوات فإنها تزيدها وبالاً على وبال .. إن الفرق بين الحلال والحرام في إجابة الغريزة كالفرق بين الرزق الحلال من عمل مشروع وبين السرقة والانتهاب.

ولا فرق بين إباحة الأعراض وإباحة الأموال .. فالنظام الاجتماعي هو الذي يجعل الزواج طريقاً لا ثاني له في إجابة الغريزة، وهو الذي يحكم بأن فوضى العلاقات شقاء للفرد والجماعة.

والإنسان في أعماقه يشعرر بالفرق بين هذين الاتجاهين .. ففي نظام الزواج يجد الاطمئنان والأمن والشعور بالرضا والاستقرار، مع الاستعداد لتحمل التكاليف والأعباء. أما في فوضى العلاقة فهناك القلق والاضطراب والشعور بالمخالسة والانتهاب والإحساس بالإثم واحتقار النفس.

ومن هنا فإن طبيعة النظام هي البناء والإعلاء وطبيعة الفوضى التدمير والهدم لاتصل بالفرد إلى خير، ولا بالمجتمع إلى استقرار أو سلام. ولا يمكن لعاقل أن يجدد مبرراً لفوضى الغريزة أو سند مقبولاً تقوم عليه. أما الإسلام فإن حين الفوضى في الاستجابة للغريزة دعا إلى نظام، بل أوجبه، والله سبحانه لم يحرم على عباده شيئاً إلا أبدلهم منه سعة من الحلال تضمن لهم الطمأنينة والفلاح، وتلك قاعدة مطردة في كل ما نهى الله عنه، كما قال سبحانه : ((وأحل الله البيع وحرم الربا)) وكذلك أحل النكاح وحرم السفاح والبيع في عالم الاقتصاد مجال فسيح يعود بالخير على الكافة.

أما الربا فهو استغلال تشقى به الجماهير ولا يسعد به إلا القليل من أصحاب الثروات الذين يمتصون دماء الكادحين. ولا يختلف أمر السفاح عن الربا.

فالذين يدعون إليه ويغرون به قلة من الناس، يريدون إشاعة الفاحشة وهدم بناء الأخلاق، لتتيسر لهم المتع والشهوات، ولتغمر الفوضى المجتمع ثم يتوهون في الغمار. أو ليجمعوا الثروات من وراء استغلال ضعف الأخلاق وتكالب الدهماء على إجابة دواعي السقوط والانحلال.

أما أن يكون هناك داع في فطرة الإنسان للعلاقة الخاطئة فذلك ما يعجز دعاة الفوضى عن إثباته في حقيقة الحياة.

وإن المجتمع ليشقى أشد الشقاء حين تنبت فيه بذور الفوضى والخطيئة

: : : الحلقة الثالثة ... مسالك الجريمة : : :

--------------------------------------------------------------------------------

مسالك للجريمة :


إن أي شخص يحلل لنفسه أعراض الناس ... هذا طريق البداية للجريمة والفساد ... ومن جهة ثانية يوجد علاقة بين هذه الإباحية والتحليل في الأعراض والحرمات بالأموال والغش في التعامل مع الآخرين ...

الصلة شرحها في التالي ..

المال ممكن الواحد يتخذه سلاح للإيقاع بالغير ... وطبعا لولا المال لما استطاع الشخص من القيام بالنزوات الدائمة والعلاقات المحرمة ...

وطبعا اللي ما عنده النقود للقيام بهذه الأشياء ... أكيد إنه بيدور على طريق لكسب المال حتى لو بالحرام ... كالرشوة والخيانة والاختلاس والجريمة ...

وهذا الشي أيضا له صلة بالخداع والكذب والإكراه والغصب ... وهذا الشي طبعا اللي يصير في مجتمعات لا تلتزم بالأخلاق ... وأكثر شي نشوفه في مجتمعات ارتقت في الحضارة المادية ... وبعيدة عن الحضارات الأخلاقية والدينية ...

وفي بعض الأحيان ممكن إنه استحلال الأعراض يلبس ثوب العاطفة كذباً ... ما عندها ذرة من ذرات العاطفة ... يعني نشوف المرأة تخرج من جنة البيت ومملكتة الظليلة، وفي ظل بعض الظروف تلجأ لعرض أنوثتها حتى تكسب المال وتفتح أمامها الطرق ...

فنشوف في أيامنا هذه بعض أعمال المرأة تكون مقاتلة للعفاف والحياء والخلق ...

وهذه بعض آثار فوضى الغريزة التي تخرب قاعدة أخلاق المجتمع وتبدأ مرحلة الجريمة وأنواع الوهن والذل ...


الخلاصة ...

بعض الناس ... من اللي يقولون إنه الواحد ما يقدر يسيطر على نفسه ونشوفه يلجأ لأي شي مثل إنه هذا الشخص يدفع المال لقضاء حاجته (من الجنسين) ... وطبعا إذا خلص المال يلجأ لأي طريق آخر مثل السرقة والكذب والخداع ... والبعض نشوفهم يلبسوا ثوب الحب والعاطفة ... يعني يبدأ يقنع الطرف الآخر بإنه يحبه ويلعب بعواطفه ليكسب الثقة وبعدها يقضي حاجته ويختفي من أمامه




أتمنى إني أكون وفقت في الشرح هذه المرة وإلى اللقاء في حلقات قادمة ...

ملاحظة هامة ... لا تهمني الردود بقدر ما يهمني عدد القراء لهذا الموضوع بالذات ... والأهم إني ما في قصدي أي شي والعياذ بالله ... إنما للفائدة
: : : لا تقـربــوا الـزنـــا : : :

--------------------------------------------------------------------------------

.


من الحلقات الماضية نجد منها أنه ..

كان التنفير من فوضى الغريزة والتحذير من شرورها مقصداً من مقاصد الإسلام يحفظ للإنسانية كرامتها ويوفر لها أمنها ويرتقى بها إلى أسمى الآفاق.
يقول سبحانه : ((ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً)) الآية (32) من سورة الإسراء.

وهذه الآية تتضمن معاني زاخرة يستخرجها النظر ويستجليها الفكر ... على طريقة القرآن المعجزة التي تجمع المعاني الكثيرة في اللفظ الوجيز...

فهي تبدأ بالنهي الجازم الذي يحذر من مجرد الاقتراب فضلاً عن الوقوع .. (ولا تقربوا) إشارة إلى ما في هذا الجرم من هلاك محقق وفساد كبير...

وبعد النهي تأتي الأسباب المقنعة .. (إنه كان فاحشة) والفاحشة هي الأمر القبيح الذي يجاوز في شناعته كل الحدود ... وهي كذلك التي اشتهرت بشاعتها عند الكافة، فهي موضع اتفاق على قبحها واستنكارها...

(وساء سبيلاً) يرضاه لنفسه إنسان، أو يسلكه عاقل إنه ينتهي بسالكه إلى ضياع مقومات إنسانيته فيتبدد أمنه وينفرط نظام حياته ويشقى من حيث ظن السعادة ويتألم من حيث أراد اللذة...

وساء سبيلاً يقره مجتمع أو ترضاه أمة تبتغي مكاناً كريماً في الحياة، إذ يجرد المجتمع من العاطفة النبيلة والأخلاق الضرورية لتقدم الحياة ونمائها...

وفي هذا المعنى يأتي الحديث الشريف عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ((اتقوا الزنا فإن فيه ست خصال : ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة... فأما التي في الدنيا فيذهب البهاء ويورث الفقر وينقص العمر، وأما التي في الآخرة : فيوجب السخطة وسوء الحساب والخلود في النار)) أخرجه البيهقي...

وهو : إشارة إلى المفاسد الشنيعة التي تنبتها الخطيئة في نفس صاحبها، وآثارها المنكرة في نواحي النشاط والسلوك...

أما أنه (يذهب البهاء) فتلك حقيقة ملموسة، وهي أن الخطيئة تحرم صاحبها في صفاء النفس وجمال الروح وتحوله إلى حيوان كدر الإحساس مظلم البصيرة وأما أنه (يورث الفقر) فذلك لما يضيعه الاشتغال باللذات المحرمة على الفرد وعلى المجتمع من مواهب وطاقات، إذ يصرف الناس عن الجد في العمل وعن الإخلاص في السعي. إلى جانب ما ينفق في هذا السبيل المردي من أموال وما يصاحبه من مفاسد...

وأما نقصان العمر بسبب الإقبال على الخطيئة فهي إشارة إلى ضياع الصحة وإنهاك البدن متى أقبل الإنسان على هذا المورد الآسن...

فهي مفاسد خلقية واقتصادية وصحية ملموسة في كل مجتمع تشيع فيه الخطيئة.
والحديث يشير كذلك إلى سوء العاقبة في الآخرة، وهو وازع ينشئه الإسلام في النفوس، لأن المؤمنين يخافون يوم الحساب، ومن هنا فلا بد لهم من أن يجتنبوا الخطايا لهول عقابها يوم الدين وهو الخلود في النار...

قال الله تعالى ((ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً. يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً. إلا من تاب)) الآية 68-70 من سورة الفرقان...

وهو جزء حق ... لأن الذين يسلكون سبيل الخطيئة إنما يتحدون النظام الذي شرعه الله لعباده، يتعدون حدود الله التي جعلها فاصلا بين النجاة والهلكة، مع أن الله سبحانه قد أبدلهم بالحرام الحلال، وقد أباح لهم الطيبات وحرم عليهم الخبائث...

لذلك وردت الأحاديث التي تمتلئ بأساليب التحذير والوعيد. يقول النبي صلى الله عليه وسلم ((إن الزناة تشتغل وجوههم ناراً)) أخرجه الطبراني.


وإلى اللقاء في حلقة قادمة ان شاء الله
2
531

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

همس الليل 2009
همس الليل 2009
: : كعابد وثن ... عدوان على المجتمع ... ثمرات الخطيئة : : :

--------------------------------------------------------------------------------

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اليوم ولقصر بعض الحلقات ولأني ما قدرت أجمع المعلومات الكبيرة فجمعت لكم أكثر من حلقة سوى


كعابد وثن :

إن سلوك سبيل الخطيئة يجلب على صاحبه شقاء الدنيا ونكال الآخرة، وما يزال بصاحبه حتى يخرجه من حظيرة الإيمان ويجرده من خصائص الفطرة ومميزات الإنسانية، فالأمر مرتبط بحقيقة الإيمان، فإما الاقتناع والتصديق وإما الاستخفاف والإنكار.

ولذلك ينزع الرسول (صلى الله عليه وسلم) الإيمان عن المسلم الذي يصر على سلوك مسالك الخطيئة ولا يقلع عنها، وذلك في قوله : (المقيم على الزنا كعابد وثن) أخرجه الخرائطي وغيره.

وقوله : (إذا زنا الرجل خرج منه الإيمان فكان عليه كالظلة، فإذا أقلع رجع إليه الإيمان) أخرجه أبوداود والترمذي والبيقي والحاكم واللفظ لأبي داود وذلك الإيمان ليس الإفرار بوجود الله سبحانه فحسب، بل التصديق بالمنهج الذي أقامه الله سبحانه للحياة، في جوانبها الفردية والاجتماعية. وإن الذي لا يؤمن بالنظام الخلقي الذي شرعه الله لعباده وميز به مجتمع المؤمنين، فإنه ينتهي إلى الكفر بعقائد الإسلام لا محالة.




عدوان على المجتمع :

هذا إلى أن فوضى الغريزة عدوان على أمن المجتمع وتهديد لسلامه .. إنها تساعد على هدم كل قيمة فاضلة وتبدد كل طاقة نافعة.

فليس مع انطلاق الغرائز استقامة ولا أمن ولا اطمئنان.

وعلى كل أمة تقدر حق الإنسانية أن تقاوم تلك الفوضى وتقتلع جذورها من المجتمع، وحتى لا تهون وتفنى .. وهذا معنى تكليف جماعة المؤمنين بسلوك مسالك الاستقامة والعفاف في قوله سبحانه وتعالى (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم) وقوله : (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فرجهن) الآية 30-31 من سورة النور.

وقد ميز الله أهل الإيمان بضبط الغريزة وتوجيهها الوجهة الفطرية الصالحة، وأشار القرآن الكريم إلى أن مسلك الفوضى عدوان خطير يدمر المجتمع ويبث الوهن في أنحائه .. وذلك في قوله تعالى : ((والذين هم لفروجهم حافظون . إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين . فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون)) الآية 5-7 من سورة المؤمنون.




ثمرات الخطيئة :

ولذلك يبين النبي (صلى الله عليه وسلم) أن سلامة المجتمع المسلم وقوته وتماسكه بابتعاده عن الفاحشة ونجاته من أوبئتها فيقول :
((لا تزال أمتي بخير متماسك أمرها ما لم يظهر فيهم ولد زنا)) وفي رواية : (لا تزال أمتي بخير ما لم يفش فيهم ولد زنا، فإذا فشا فيهم ولد الزنا فأوشك أن يعمهم الله بعذاب). أخرجه أبو علي وأخرجه الإمام أحمد.

من هنا نتبين أن فوضى الغريزة داء اجتماعي وبيل، لا يبقى معه شيء من الأمن ولا الإيمان .. ولذا بين القرآن نكرها وكشف طريقها الوبيل، وحذر من مجرد الاقتراب منه .. فضلاً عن سلوكه. لأن فيه دمار الفرد والمجتمع .. وما أوجز وما أحكم ما قاله القرآن في هذا التحذير :
(ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً) الإسراء الآية 32. والفاحشة كلمة معبرة عن الشناعة والسوء أبلغ تعبير .. وتلك حقيقة في النظر الإنساني الأصيل، لا تتبدل على اختلاف الأجيال.


: : : إجمـــــــاع على التحريــــــم : : :

--------------------------------------------------------------------------------

.





ولذا كان إجماع الأديان السماوية جميعاً على تحريم الخطيئة. عقوبة زاجرة :
من هنا كانت العقوبة التي حددها الإسلام للخطيئة كاشفة عن استقباحه لها على كل حال .. سواء تعلق بها حق من حقوق الغير أم لم يتعلق ..

ولكنه يفرق في تلك العقوبة بين حالة الإحصان وهو أن يكون سبق الزواج الصحيح لمرتكب الفاحشة وعدم الإحصان، فيجعل العقوبة لغير المحصن : أن يجلد مائة جلدة موجعة وسط جمع من المؤمنين، ثم ينفى عن البلد الذي ارتكب فيه خطيئته، فيغرب سنة، إبعاداً له عن الجو الذي استولت عليه فيه وساوس الشيطان .. فربما استرد عفافه وعاد إلى الاستقامة والرشاد.

يقول الله سبحانه وتعالى : ((الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة، ولا تأخذكم بهمار أفة في دين الله، إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر . وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين)) الآية 2 من سورة النور.

ونلمس في هذه الآية استثارة شعور الاستقذار والاستنكار لتلك الجريمة الشنيعة، في ربط تنفيذ هذه العقوبة بالإيمان بالله واليوم الآخر ((إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر)).

فالإيمان بالله واليوم الآخر يقتضي استقامة على المنهج الخلقي والاجتماعي عن الذي ارتضاه الله سبحانه للحياة ? والذي جعله كفيلاً بتحقيق الحياة الطيبة التي هي جزاء المؤمنين في الدنيا .

أما اشتراط شهود طائفة من المؤمنين لهذا العذاب الذي ينزل بالخاطئين : فليكون ذلك قراراً من المجتمع بأن هذه عقوبة من يغش ما حرم الله .. وانه لا استنكار لهذا العذاب ولا رحمة بالخاطئين تحميهم من العقوبة .. بل لا رأفة ولا عذر ..

فقد كانت أمامهم سبل الحلال الطيب لو أرادوا . ولهذا قال سبحانه وتعالى .. ( ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله ) لأن تطبيق هذه العقوبة .. رحمة بالمجتمع كله وأمان من تلوثه كله بأوباء الخطايا وما تشيعه من دمار .

أما عقوبة التغريب لغير المحصن فقد وردت في السنة الصحيحة ... في قوله ( صلى الله عليه وسلم ) ( البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام ) رواه الخمسة .

بل إن الإسلام ليرى عزل من تدنسوا بالخطيئة من الرجال والنساء عن غيرهم من الأعفاء الطاهرين ? فلا يبيح للرجل العفيف أن يتزوج امرأة هوت إلى حمأة الخطيئة .. لأن في ذلك التحريم حماية له من فساد الأعراض .. فقد كان بالمدينة بغايا مشركات وكانت لهن أموال ? فرغب بعض الفقراء من المهاجرين في نكاحهن ? فاستأذنوا ؤسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فلم يأذن لهم وذلك حين نزل قوله تعالى : ( الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة * والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين ) الآية 3 من سورة النور .

وقال الله تعالى أيضاً في الآية 68 – 70 من سورة الفرقان ( ولايزنون ** ومن يفعل ذلك يلق أثماً ** يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً ** إلا من تاب وأمن وعمل عملاً صالحاً )

: : : ضبـــط الغريـــزة وتوجيـــهها : : :


إن الإسلام يؤكد للإنسان حقه في تلبية الغريزة ... وما يفرض عليه كبتها أو إخفائها ... ولا يوحي الإسلام للإنسان استقذارها والترفع عنها ... لأن للغريزة مكانها في نظام الحياة وفي طبيعة الانسان ...

ولكن هناك طريقاً واحداً للاستجابة للغريزة ... في نظر الإسلام هو الزواج في صورته التي ارتضاها الإسلام...

والسبب لأن في الزواج على وجه الإجمال : بناء أسرة ... وتنظيم علاقة تنمي الحياة وترقى بمشاعر الإنسان وتهذيب من طباعه ...

ولأنه الوسيلة الأروع اللي تلاقي فيه الغريزة ما تنشده (أو اللي ادور عليه) من استجابة متوازنة ... ما تخل بطمأنينة المجتمع ... ولا تزعزع بناء الأخلاق فيه...

ولأنه بعد الحرث اللي تنمو فيه عواطف الخير ومشاعر الإيثار والتضحية ... في رعاية الجيل الجديد...

والإسلام يشوف أن الفطرة اللي فطر الله الناس عليها توجب وتلزم أن يكون لكل رجل أقل شي زوجة (الشرع محلل للرجل أربع) يسكن إليها وتشاركه أعباء حياته ...

يقول الله تعالى : ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ** إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) الآية 21 من سورة الروم

ليش ما نكون نحن من المتفكرين ... ؟؟؟


ومن هاي النقطة نشوف إنه المجتمع الاسلامي كله يتحمل هالمسئولية ...

فعليه أن يهيىء نظمه بحيث يسهل سبيل لكل رجل يريد بناء أسرة على قواعد الإسلام الفاضلة ...

ولشي هذا يتجه الخطاب في القرآن الكريم الى جماعة المؤمنين ... في قوله سبحانه : ( وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله ) الآية 32 من سورة النور ...

وقال الله تعالى في الآية 72 من سورة النحل ( والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات أفبالباطل يؤمنون وبنعمت الله هم يكفرون ) .

ويقول الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) في قوله :
( ثلاثة حق على الله أن يعينهم ... وذكر منهم الناكح الذي يريد العفاف ) أخرجه الترمذي والنسائي والحاكم...

وشو ما كان الأمر في اللي يبتغي العفاف بالزواج ... فإن النظر الإسلامي المستقيم يجعل على بيت مال المسلمين ... وعلى المؤسسات الاجتماعية أنها تقدم له العون وأن تيسر له سبيل العمل والكسب ... لأنه اللي تقدمه له اليوم بتلاقاه غداً ... في أسرة صالحة وأفراد مخلصين ...

وفي دول كثيرة فطنت إلى هالحقيقة في عصرنا هذا ... وبعطيكم مثال عن دولة الامارات العربية المتحدة ... (دار الخير دار زايد)

أدركت أن قيام الأسرة عبء ... لازم إنه ما يتحمله الفرد بوحده ... ولكن على الدولة أنها تعينه على عبء الزواج ...

فجعلت إعانة سنوية تقدمها لكل أسرة تزداد بزيادة أفرادها ... وهذا هو النظر البصير ... اللي تلمح فيه الحقيقة الاجتماعية من كل جوانبها ... وما يخلي الأفراد يشقون في سلوكهم ... ويشقون المجتمع معهم ...

إن الإسلام يشوف في الزواج ضرورة للفرد السوي ... كما هو ضرورة للمجتمع كله ... لأنه يؤدي إلى بناء الأسرة واستمرار الأجيال ... وللشيء هذا يشجع الإسلام كل قادر على الزواج ... ويسهل أمامه السبيل ... حتى يسكر السبل أمام دعوات الشذوذ والانحراف ...

وشو بقى بعد أن يذكر القرآن الكريم أن الزواج هو السلوك الأمثل ... وليس الرهبانية ومقاومة توازع الفطرة ... وإنه سلوك الأنبياء والمرسلين ... وهم المثل الأعلى للإنسانية ... فلا مكان بعد ذلك لمن يحاولون التأبي على طبيعة الإنسان ...

يقول الله تعالى ( وقد أرسلنا من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية ) الآية 38 من سورة الرعد ...


ومن أولى بالنزوع إلى الكمال وابتغاء الرشاد ... من صفوة خلق الله وأكرم عباده ... وحين ظن بعض الصحابة أن الأولى بهم الانقطاع إلى العبادة والعزوف عن حياة الأسرة والتخفف من أعباء الزواج ...

لم يرض لهم ذلك الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) وأرشدهم إلى أن مسلك الترهب لا يقربهم إلى الله سبحانه .. ولا يرفع درجاتهم عنده .. وضرب لهم المثل بنفسه ( صلى الله عليه وسلم ) فهو من شدة خشيته لله وكمال إخلاصه في عبادته وقربه منه لم يعزف عن الزواج ... ولم يحرم الطيبات على نفسه ... لأن الإسلام دين لا يصادم الحياة ولا يقف في وجه الفطرة ...

بل يستجيب لها ويوائم حاجاتها في سهولة ويسر . وذلك هو السلوك الأمثل الذي ينبغي للمسلم أن يحرص عليه...

فقد روى البخاري أن ثلاثة من أصحاب النبي ( صلى الله عليه وسلم ) اجتمعوا فذكروا لأمر العبادة ... فذهبوا يسألون أزواج النبي ( صلى الله عليه وسلم ) عن عبادته فلما أخبرو بها فكأنهم تقألوها – أي راوها مقتصدة – فقالوا : وأين نحن من النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .
فقال أحدهم : أما أنا فإني أصلي الليل أبدا ..
وقال آخر : أنا أصوم الدهر ولا افطر ..
وقال الآخر : أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً ..

فجاء رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : ( أنتم الذين قلتم كذا وكذا .. أما والله إني لأنخشاكم لله وأتقاكم له .. لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد .. وأتزوج النساء .. فمن رغب عن سنتي فليس مني ) أخرجه البخاري .

هذا هو الحق .. لا رهبانية ولا مقاومة للفطرة في الإسلام .

وقال الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) الزوجة الصالحة خير متاع الدنيا .. وذلك في قوله : ( الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة ) رواه مسلم .

وقال الله تعالى ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أني شئتم ) الآية ( 223 ) من سورة البقرة .

عن جابر بن عبد الله أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : ( إذا خطب أحدكم امرأة فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل ) .
قال جابر : ( فخطبت امرأة من بني سلمة .. فكنت أختبىء لها .. حتى رأيت منها مادعاني إليها ) أخرجه أبو داود .

بل كان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لا يرضى عن الزواج الذي يهمل فيه التحري والتعرف على خصائص الزوجة وسماتها .. لأن مصير هذا الزواج الغامض غالباً : الفشل في تحقيق الأهداف النفسية والاجتماعية المقصودة منه .

فقد خطب المغيرة بن شعبة امرأة فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ( أنظرت اليها ) قال : لا ? قال : ( انظر إليها ? فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ) أي : تثبت علاقة الزواج وتستقر على أساس متين .

كما خطب رجل امرأة من الأنصار فقال له الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ( أنظرت إليها ) قال : لا . قال : ( فاذهب فانظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئاً ) وليس تشريع الخطبة والنظر إلا لحرص الإسلام على أن يقوم الزواج على أساس متين يحمل عناصر الاستقرار ، ويستجيب للرغائب النفسية والمادية ، فلا يدع مجالاً لفساداً لغرائز وانحراف السلوك .

فإذا قام بناء الأسرة بين الزوجين .. فإن من فرائض الإسلام على الزوجة أن تلبي رغائب الفطرة في نفس زوجها .. وهي في ذلك تطيع ربها وتبتغي رضاع .
فما أبعد الفرق بين نزوات الفوضى .. وبين طيب الحلال .. الذي يصل إلى درجة العبادة .. ويحاط بالرضا والتكريم .

وهكذا يريد الإسلام للإنسان أن يبتغي في ظلاله الفطرية المشروعة . فإن تعدي إلى الفسوق والطغيان .. فلا كرامة له ولا أمان

: : ضبـــط الغريـــزة وتوجيـــهها : : :

--------------------------------------------------------------------------------

ولكن إذا ابتعدت الزوجة ولم تستجب لزوجها .. في هي في هذه الحالة تخل بغاية الحياة الزوجية، وتفتح على الأسرة باب الشقاء والوهن ... وهي تعتبر في هاي الحالة مريضة ... وتريد العلاج ... فإن تبين أن هالشي سببه نفور منها أو كراهة ... فلا معنى لبقاء العلاقة الزوجية ... والأحسن في هالحالة كل واحد منهم يروح في طريق ثاني ... قال تعالى ( وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته ) وتفصيل الأحكام في هذا الموقف في مواضعها من كتب الفقه ...


إن من توجيهات الإسلام للزوجة أنها تشوف أن واجبها الأول في حياتها الزوجية أنها تهيىء لزواجها الرضا والأمن النفسي ... وإنها ما تشعره بالحرمان مما أباح الله له ...

حتى العبادة النافلة .. ينبغي ألا تكون حائلاً بينها وبين تحقيق ذلك له .. ومن هاي النقطة نشوف إنه ... الإسلامما أباح للزوجة أن تصوم صيام تطوع وزوجها مقيم معها إلا بإذنه .. حتى تعلم الزوجة أن إسعادها لزوجها وإعانته على سلك سبيل الاستقامة والرشاد عبادة وطاعة ..

ويكفي الزوجة أنها تشوف هالصورة المثالية اللي رسمها الحديث الشريف للزوجة الصالحة وفيها يقول الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ( وإن نظر إليها سرته ) أخرجه ابن ماجه..

في هاي الصورة تتلاءم الصفات النفسية مع الصفات الجسدية لتلقى ظلال الرضا والقناعة والاطمئنان ....


وإن من الأشياء الصغيرة والدقيقة اللي هدى لها الإسلام في توجيهه للأسرة ... أن الإسلام كره للرجل أن يطرق أهله ليلاً إذا كان في سفر ... أو أنه يفاجئهم نهاراً دون إعلام ....

والسبب والعلة في هالشي ... مثل ما جاء في الحديث الصحيح ( كي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة ) ... يعني إنه الزوجة تقدر ترتب عمرها وتتهيأ للقاء زوجها ... والزوج ما يشوف من الزوجة ما يكره نظره أو اللي يخليه يكرها . أخرجه الخمسة ...

وهالشي يوضح حرص الإسلام على أن الرجل يقدر يلقى في رحاب الزواج اللي يبغيه ويسعده ويكف بصره عن التطلع إلى ما حرم الله عليه ...

وما يزال الإسلام يهتف بالمرأة أن واجبها الأول هو إسعاد الزوج وإتاحة الطمأنينة والاستقرار النفسي له حتى يجد في البيت جنة وارفة الظلال ...

ولهذا جاء في الحديث الشريف ذلك الوعيد للمرأة الناشزة التي لا تمنح زوجها عاطفتها الحياتية ... ولا تهيىء له أسباب السعادة في بيته ...

يقول الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) ( ثلاثة لا ترفع صلاتهم فوق رؤسهم ) أي لا يتقبلها الله منهم – منهم : ( امرأة باتت وزوجها عليها غضبان ) أخرجه ابن ماجه عن ابن عباس ...

والشي المراد فيه الزوج الصالح المستقيم اللي لا يتعدى حدود الله ... فإغضابه ما يكون إلا بظلمه والعدوان على حقوقه ... ولكن إن كان الزوج فاسقاً ... فما في قيمة لغضبه إذا كان خارجاً عن حدود الشريعة ...

ومن الجانب الآخر يبشر الإسلام المرأة الحانية العطوف التي تمنح زوجها أسباب الرضا والسعادة .. فذلك سبيلها إلى نيل رضوان الله والفوز بثوابه .
وفي ذلك يقول النبي ( صلى الله عليه وسلم ) :
( ايما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة )

وقال أيضاً ( ملعون من خيب امرأة على زوجها ) أي أفسد ما بينهما من مودة ...

وفي موضع الاختيار فلقد قرر الإسلام حق الزوجة في اختيار زوجها . وجعل مرجع الأمر الى رضاها .. فلا تكره ولا تجبر على الزواج ممن تكره . ..

وهالشي واضح في قول النبي ( صلى الله عليه وسلم ) .
( لا تنكح الآيم حتى تستأمر .. ولا البكر حتى تستأذن ) رواه الخمسة ...

وهاي رعاية للتوافق النفسي بين الزوجين ... واقتناع كل منهما بأن حياته مع الثاني تحقق له السكن والطمأنينة ...

ولكن إذا صار الزواج باكراه الزوجة وإجبارها على القبول ... هذا الشي مب صحيح شرعاً ولا يرضى عنه الإسلام لأنه مثل البناية اللي تنبنى بدون أساس ... فنشوفه بسرعه ينهار ويطلقون ...

وبأمكان الزوجة المكرهة أو المجبرة أن ترفع الأمر الى القاضي فتنفسخ تلك العلاقة ... وذلك اقتداء بفعل النبي ( صلى الله عليه وسلم ) إذ جاءته امرأة تشكو اليه أباها زوجها وهي كارهة هالزواج ففسخ عقد زواجها وترك لها الأمر لتختار ...

وحتى لو إنها رجعت واختارت الزوج الذي أكرهها عليه ابوها ... إلا انها أرادات بفعلتها هاي أن يعلم الآباء أنه ما لهم حق في اجبار بناتهم على الزواج ممن يكرهن وبهذا اخذ الامام ابو حنيفة ...

وفي ذلك تكريم للمرأة وتقدير لاستقلال شخصيتها ... حماية للأسرة أن تؤسس على وهن فيوشك أن ينهار ...

فإذن عقد الزواج فإن الإسلام يوجب على الزوج أن يرعى حقوق زوجته ... وأن يعلم أنها مثله .. تحمل خصائص النفس البشرية ونوازعها وغرائزها المتوارثة ومن هنا قال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في الحديث الصحيح ( وإن لأهلك عليك حقاً ) ....

وما يحق للزوج أنه يهجر فراش زوجته إلا عند نشوزها ... وهني يكون الهجر من أساليب التأديب ...

مثل ما جاء في قوله تعالى : ( واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن ? فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً ) الآية 34 من سورة النساء ...

قال الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) ( كل ما يلهو به الرجل المسلم باطل ... إلا رمية بقوسه .. وتأديبه فرسه .. وملاعبته أهله .. فإنهن من الحق ) أخرجه أبو داود والترمذي ...

ففي الحديث أن جابر بن عبد الله رضي الله عنه تزوج امرأة ثيباً .. فقال له النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ( هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك ) أخرجه الخمسة ...

وصدق قول الجليل الحكيم ( هن لباس لكم وانتم لباس لهن ) الآية 187 من سورة البقرة ...

وقال الله تعالى أيضاً ( والذي هم لفرجهم حافظون .. إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فغنهم غير ملومين .. فمن ابتغى وراء ذلك فاولئك هم العادون ) الآية 5 – 7 من سورة المؤمنون ...

: : : نــكـــــــــاح المتعـــــــــة : : :

--------------------------------------------------------------------------------

فليس هناك من نظر فقهي أو اجتماعي الى القول بإباحة نكاح المتعة بحجة أن في إباحته تيسراً على الشباب وإنقاذاً لهم من عقدة الشعور بالذنب ومقارنة الخطيئة ..

لقد قالها الفقهاء المعتد بهم من قبل .. ورويت في الأحاديث الصحيحة .. أن نكاح المتعة حرام .. وأن مرتكبه بعد التحريم يستحق الحد .. وأنه أبيح فترة ثم حرم .. والذي أراه أن إباحته لم تكن بتشريع من الإسلام .. أي أنه لم يستحدثه وإنما كان معروفاً عند العرب في الجاهلية .. فتركه الإسلام على إباحته فترة ثم حرمه .. على نحو تحريم الإسلام للربا والخمر وغير ذلك .. فهو من مفاسد الجاهلية .. وليس من شرائع الإسلام ..

والذين يدعون الى إباحة نكاح المتعة اليوم .. سواء كانوا من العلماء المتطرفين المسارعين الى الغباحة .. في كل شيء .. أو كانوا من أتباع الحضارة الغربية .. الذين يريدون اسماً إسلامياً تستتر وراءه المفاسد .. هؤلاء جميعاً يعلمون أن إباحة نكاح المتعة على هذا النحو العجيب .. الذي يبيح للرجل أن يتزوج امرأة ساعة .. أو يوماً أو ليلة تؤدي الى تسمية الخطيئة بغير اسمها .. أو إعطاء الحرام عنواناً من الحلال ..

وإلا .. فلن يعجز مرتكب الفاحشة أن يقول : إنه تزوج زواج المتعة . فليتق الله أولئك الظرفاء .. أو المتطرفون .. في دينهم وأمتهم .. وليعلموا أن مجاراة الأهواء وتملق الغرائز .. مزلق مهلك ينبغي الأ يزل في هاويته عالم .. ولا مؤمن .. والآية التي يجادل حولها المجادلون بالباطل في إباحة نكاح المتعة صريحة لا تحتاج إلى جهد في إدراك مغزاها ..

وهي قوله سبحانه وتعالى : ( وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين فما استمتعتم به منهن فىتوهن أجورهن فريضة .. ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة إن الله كان عليماً حكيماً ) الآية 24 من سورة النساء .

وقال الله تعالى ( وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً فكلوه هنيئاً مريئاً ) الآية 4 من سورة النساء .

وقال الله تعالى أيضاً ( ومن لم يستطع منكم طولاً أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات .. والله بإيمانكم بعضكم من بعض .. فانكحوهن بإذن أهلهن وإتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخذان .. فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ذلك لمن خشى العنت منكم وأن تصبر واخير لكم والله غفور رحيم ) الىية 25 من سورة النساء .

وقال الله تعالى في آيات أخرى ( يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم . والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً ) الآية 26 - 27 من سورة النساء .

فهذا هو الجو الإسلامي الصحيح .. بطهارته ونقائه وارتفاعه بالنفس الإنسانية .. لا يتدنى مع الغرائز الملتوية - ولا يساير الأهواء الجامحة ..

الأزيـــــــــاء الفـاضحــــــة : : :



كانت للملابس عند الناس زمان ... وظيفة لا تتعداها هي ستر الجسم ووقايته ... مما يتهدده من أخطار الظواهر الطبيعية ...

ولما ارتقت بالإنسان الحضارة (الأيام هاي) وطلع شي يديد اسمه موضة ... ضاف لذلك عرضاً آخر ... فعرف الناس التجميل والتزيين ... والأناقة في اللبس اللي يختلف من مجتمع لآخر ...

وهاذيلا الفرضان مشروعان ... ويبين هالشي القرآن الكريم في الحديث عن آدم وزوجته ...

قال الله تعالى ( يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم .. وريشاً ولباس التقوى ذلك خير .. ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون ) الآية 76 من سورة الأعرف ...

ولكن المجتمع المادي اللي عايشين فيه نحن هالأيام ما يقتنع بالشي هذا ... طلع لـ لبس المرأة وجهة سيئة ... فصار سلاح فتاك ... يضرب فالأخلاق ... ويثير الفتنة ... وينثر في المجتمع ألواناً من العبث والانحراف ... ومافي أحد ينكر الأثر الخطير للأزياء والملابس اللي تجعل من المرأة وسيلة هدم لقيم المجتمع ومشكلة تشغل عن العمل وتبعد عن الإجادة والإخلاص في العمل ...

إن هذا اللون من الأزياء أول باب يثير انحراف الغريزة ... لأنه يوحي بالإثم ويوجه إلى الفسق ويبعد عن المجتمع ظل العفاف والاستقامة ...

فاللبس هذا يلفت نظر الرجل ويتطلع إليه ... وما يقدر يملك نفسه من إعادة النظر أكثر من مرة ... لين ما يشعر بأنه حصل حظه ونصيبه من الزينة المعروضة والجمال المباح ...

والشباب هم أكثر الناس تعب بهذه الفتنة ... فما يملك الشاب أنه يشعر بشيء من الاستقرار جدام هذا التيار الشديد ... (بنت من هالصوب وبنت من هناك وحرمة هني ... الخ،،، السموووحة من البنات) ... الشاب ما يقدر يلاحق مواكب الفاتنات الكاشفات أمامه عن الجسد ... بنظره وبس ... ولكن تطالبه به الغريزة مما وراء ذلك ...



فماذا يفعل الشباب جدام هذا التيار العنيف ... ؟؟؟؟


إن الشي هذا يرهق الأعصاب ويتعب النفس ويبعد عن الجد والفلاح ...

الحق أنه لو المجتمع تطهر من هاللون من الإغراء ... بتنخفض فيه موجة الجريمة ويخف تيار الانحراف ...

ولكن المجتمع وسلامة اتجاهه ... هالشي مب في حساب اللي يعملون على انتشار هذه الموجة من التقليد المدمر ... وعلى اقتفاء آثار الشذوذ في كل مجتمع ...

من اللي يخترع هذه الأزياء ...؟؟؟

إنهم حفنة من التجار ... أكثرهم من اليهود ... هم اللي يريدون إنه تعم الفوضى كل الأنحاء ... وأن يشلّوا أصول الأخلاق من المجتمعات ... لتنحل وتتبدد قواها ويسهل امتلاك الأرض بعد حين ...

وهاي الأزياء أحقر من أن يثار حولها حديث أو يشغل بها العقل ... هيه كلها ملابس تجارة ... غرضها بس الفتنة والربح عن طريقها ... سواء كان ربح مال أو ربح إعجاب واهتمام ...

وليس للعفاف والفضيلة إلا زي (لبس) واحد ... تعرفه كل مسلمة ... تبعد نفسها من عرض الجسد أو إثارة الاهتمام عن طريقه ... وهذا اللبس هو اللي لا يظهر اللي ماله ضرورة من الزينة ... وكل ما هو سبب في الإغراء ...

واللي ما يهدف إلى إشغال الفتنة وإثارة الغريزة ... هو اللي أمر الله به حين قال في كتابه العزيز ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن .. ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بجمرهن على جيبهن ) الآية 31 من سورة النور ...

والخمر جمع خمار وهو ما تستر به المرأة رأسها ونحرها (رقبتها) ...


ويقول الله تعالى في الآية 36 من سورة الأحزاب ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخير من أمرهم ) ...

وقال الله أيضاً في الآية 33 في سورة الأحزاب ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) ...

يشبه الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) المرأة المتبرجة (المتمكيجة) بالظلمة اللي ما فيها نور في قوله : ( مثل الرافلة في الزينة في غير أهلها ... كمثل ظلمة يوم القيامة لا نور لها ) رواه الترمذي ...

ولنا عودة بعد قليل مع حلقة جديدة ..
همس الليل 2009
همس الليل 2009
: : : الاختلاط والحب الزائف : : :

--------------------------------------------------------------------------------


هذا باب واسع لفرض الأخلاق ... يكثر على مرور الأيام ضحاياه ... ومع هذا مازال هناك من يقاومه من الناس .. ويردون عنه هجمات الناصحين والمحذرين ..

في بعض الناس في هالعصر ينخدعون في فهم حقيقة الاختلاط والحب ... وما يقدرون يدبرون وصايا الإسلام اللي توقف هذا المنفذ الخطير... هم يفهمون إن هناك رأيين في هالموضوع ...

رأي الإسلام اللي يشوف حبس المرأة وراء أسوار حصينة ... ويباعد بينها وبين الحياة ... ورأى الحضارة المعاصرة اللي أعطت المرأة الحرية ووهبتها الإحساس بالحياة والمشاركة فيها ...

وهالشي خطأ كبير ... فلا الإسلام يشوف هذا الرأي ... ولا الغرب يعلوا بالمرأة أو يبغي سعادتها وأمنها ويفتح لها مجالات الملاقاة ... ويجذبها إلى مباهج الحياة ويفتن في افتعال جوانب اللهو والطيش اللي تغري المرأة ويحببها إليها ...

إن الإسلام وضع قواعد الاختلاط المشروع اللي تقضيه الحياة الفاضلة ... وتستدعيه المصالح الجادة ...

إن حبس المرأة خلف أسوار حصينة وإلا في حجرة مافيها دريشة ولا شي مب من خطة الإسلام لأنه ما يحل المشكلة ... ولا يتفق مع مطالب الحياة وحاجاتها ... والشي الأهم إنه كل الضغط يولد الانفجار ...

ونحن نشوف القرآن الكريم ... ما ذكر حبس المرأة في البيت إلا عندما تحيط بها الريبة ... وتنغمس في الفاحشة ... وتصبح خطراً على سلامة المجتمع وعفافه ...

قال الله تعالى ( واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم ... فإن شهدوا فامسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلاً ) الآية 15 من سورة النساء ...

وقد كانت هذه عقوبة الفاحشة للمرأة في صدر الإسلام قبل فرض حد الجلد أو الرجم ...

فهل يتصور أي حد فينا إنه الإسلام اللي كان يجعل إمساك المرأة في البيت عقوبة لها على غلطها ... أن يرى إمساك كل النساء في المجتمع وراء الجدران ...

لقد حدد الإسلام للمرأة رسالة وكفلها كالرجل ... وحلل لها الطلعة والخروج من البيت ضمن القواعد الشرعية إلى المجتمعات في المواضع التي تستلزمها حاجة التكليف وضرورة الحياة ...

فالمرأة المسلمة كانت تصلي في المسجد خلف رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وأمامها صفوف الرجال ... وبعدها لين يومنا هذا

وكانت تحضر مجلس الرسول صلوات الله عليه ... لتسال عن أمر دينها أو لتستكفي مما يهمها في دنياها ...

وكانت تحضر المعارك وتطلع مع الجيش لتؤدي رسالة وتقوم بواجب ... وكانت تخرج إلى الأسواق لحاجة البيع والشراء ...

ومجلس القضاء للنزاع أو الشهادة ...

وما في يوم سمعنا ... إن الإسلام قد فرق بين نسائه وبين الحياة ... أو أغلق عليهن منافذ الضياء والسناء


: : : ضوابط الاختلاط للمرأة : : :


إن دين الإسلام على يسره وتقديره لضرورات الحياة قد حسم وحدد أمر الاختلاط المريب وأغلق المنافذ وشدد النكير عليه...

فهو يحرم خلو الرجل بالمرأة الغريبة عنه .. لأنه يشوف أن هذا طريق غير آمن يؤدي غالباً إلى المنكر وخطايا كبيرة ...

وأن الغريزة تستيقظ دائماً في الخلوة ...

ولهذا قال الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) .. ( لا يخلون رجل بامرأة ) رواه البخاري ...

ويرتب الإسلام على هذا منع مظاهر هذه الخلوة ومظانها حتى في أماكن العبادة وأغراض الحياة المهمة ...

قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) :
( لا يخلون رجل بامرأة .. ولا تسافر امرأة إلا ومعها محرم ) .. فقام رجل فقال : يا رسول الله ( اكتتبت في غزوة كذا وكذا .. وخرجت امرأتي حاجة .. فقال : اذهب فحج مع امرأتك ) رواه البخاري ...

ويحرم الإسلام اختلاط النساء المتبرجات (المتمكيجات) بالرجال .. وحتى لو ما كان خلوة .. فهو ممكن يكون سبب مظنة لخبث العلاقة وسوء النيّة...

وفي هالشي يقول الله سبحانه ( ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن) – يعني أزواجهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولى الإربة من الرجال أو الطفل الذي لم يظهروا على عورات النساء ) الآية 31 من سورة النور .


مكانة المرأة في المجتمع

قال الله تعالى في الآية (1) من سورة النساء :

بسم الله الرحمن الرحيم

( يا أيها الناس أتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها .. وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً .. واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً ) صدق الله العظيم ..

كلما قرأت هذه الآية الكريمة وفكرت بمعانيها .. بتفكر كثير في تاريخ المرأة على اختلاف العصور ...

إن أجيال كثيرة قد انحرفت بالمرأة .. وعطلت كفايتها .. وأخلت برسالتها وجعلتها في الحياة من أسفل المتاع ... والتفكير السيء

وفي بعض المجتمعات في أجيال مختلفة .. نظرت إلى المرأة نظرة كثر فيها الظلم والجهل .. وعجزت عن إدراك المكانة اللي ينبغي أن تبلغها المرأة ..

وينتهي بي الفكر إلى الأسى على ما لحق بالمرأة من هوان .. ومن اللي صابها من القهر في كل مجتمع كثر فيه الطغيان وسادته الجهالة ...

وبعد هذا شوف أوضاع النساء المسلمات في بعض المجتمعات ومطالبهن في العصر الحديث .. عصر ( العدالة والنور ) بتشوف العجب ...

إن المرأة المفتري عليها ... صارت ظالمة مفترية ... بعض النساء من تفتري على الإسلام الذي أخرجها من الظلمات إلى النور .. تتظلم من أحكامه .. وتشتكي من شرائعه .. وتبعد عن توجيهه وهدايته .. وتنحرف إلى توجيه أعدائه وتمشي في طريقهم ... وهم يخرجونها من النور إلى الظلمات .. ويذهبون على المضلات والمتاهات


: : : ظلمها الجاحدون : : :


إن المرأة ظلمت منذ فجر التاريخ في مختلف الأزمنة والأمكنة فذلك واقع في التاريخ الإنساني يؤسف له ...

ولكن المراة ما ظلمت إلا في ظلال الجحود والكفران والإلحاد والإباحة في كل مجتمع خلو من الإيمان وافتقر إلى العدالة ... فما وئدت إلا في ظلال الشرك والوثنية ...

قال الله تعالى في الآية 58 - 59 من سورة النحل ...

( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم .. يتوارى من القوم من سوء ما بشر به .. أيمسكه على هون أم يدسه في التراب .. ألا ساء ما يحكمون ) ...

وما انتصف لها إلا التوحيد والإيمان ...

وما سلبت حقها إلا حين شملت الجاهلية الروحية والعقلية والخلفية بعض مجتمعات الشرق والغرب مما سجله التاريخ ...

فالإلحاد والفجور هو الجو الذي اعتدى فيه على حقوق المرأة .. وهيض (كسر وأحبط) جناحها وأحاطت بها الظلمات والأكدار ...

والغيمان واليقين والاستقامة هو الجو الذي صلح به أمر المرأة وأصبح لها بجانب الرجل مكان النصفة والعدل والإحسان ...

والآية التي صدرنا بها هذا الفصل تصور المجتمعات البشرية ... هذا التصوير العادل الواضح المستقيم .. نفس واحدة ... هي نفس آدم ... خلق الله من طبيعتها وخصائصها نفساً أخرى هي زوجته حواء .. ومن هذا الأصل تفرعت الأجيال واختلفت الشعوب ...

رجالاً ونساء يؤدي كل دوره ويقوم بواجبه الذي رشحته له فطرته واقتضته خصائصه ... بلا تظالم ولا تناكر ولا جحود ...

للرجل واجب يحسن القيام به وللمرأة مجال تصلح له ... وما عدا ذلك فهناك أمور عامة يشترك فيها الجنسان أصالة ... ويتقدم فيها أصحاب الكفاءة والسبق منهما ... وهذا مجمل نظرة الاسلام لوضع المرأة في المجتمع ... فاللمرأة البيت والأمومة .. وللرجل الكدح والصراع ...

انظروا الى قول الله تعالى في القرآن الكريم ( والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة .. وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف) الآية 33 من سورة البقرة ...

وفيما وراء ذلك .. فالدين تكليف للرجال والنساء على قدم المساواة ...

حيث قال رب العزة والجلال في القرآن الكريم : ( ان المسلمين والمسلمات .. والمؤمنين والمؤمنات .. والقانتين والقانتات .. والصادقين والصادقات .. والصابرين والصابرات .. والخاشعين والخاشعات .. والمتصدقين والمتصدقات .. والصائمين والصائمات .. والحافظين فروجهم والحافظات .. والذاكرين الله كثيراً والذاكرات .. أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً ) الآية 35 من سورة الأحزاب ...

وقد نزلت هذه الآية .. حين سألت إحدى النساء رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ما بال الرجال يذكرون في القرآن ولا نذكر ...

والعمل الصالح والخلق النبيل والجهاد في سبيل العقيدة .. ميدان مفتوح للرجال والنساء جميعاً :
حيث قال الله تعالى :

( فاستجاب لهم ربهم أنب لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى .. بعضكم من بعض .. فالذين هاجروا واخرجوا من ديارهم واوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا .. لاكفرن عنهم سيئاتهم ولادخلنهم جنات تجري من تحتها الانهار ثواباً من عند الله والله عنده حسن الثواب ) الآية 195 من سورة آل عمران .
والمسئولية الاجتماعية في المجتمع المسلم ملقاة على عاتق الرجال والنساء .. يلزم الجميع رعايتها وحسن القيام بها :

حيث قال الله تعالى في محكم آياته : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض .. يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر .. ويقيمون الصلاة ويتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله .. أولئك سيرحمهم الله .. إن الله عزيز حكيم ) الآية 71 من سورة التوبة ...

وللمرأة أهليتها والتزاماتها المادية كما للرجل ...

حيث قال الله تعالى : ( للرجال نصيب مما اكتسبوا .. وللنساء نصيب مما اكتسبن ) الآية 32 من سورة النساء ...

وقد شاركت المرأة المسلمة الرجل في تحمل أعباء المجتمع المسلم والقيام بواجباته ..

فقد هاجرت في سبيل الله كما هاجر ... وجاهدت وفق قدرتها كما جاهد ... وفي التعليم ... وكان لها جهادها في حل المشكلات والأزمات ...

فليس الإسلام هو الذي يرى إقصاء المرأة عن الحياة .. أو عزلها في اضيق نطاق .. أو سلبها خصائص الانسانية والاهلية لتحمل الاعباء .. بل ( النساء شقائق الرجال ) كما يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم ) رواه ابو داود والترمذي وليس قصر واجب المرأة على البيت والامومة ظلماً لها ، أو تعطيلاً لمواهبها . فالحياة تخصص ولابد من تقسيم اعباء الحياة بين الرجال والنساء بما يحسنه كل منهما ...

وقد خلقت المرأة لتقوم بدور خطير في المجتمع .. وهو أن تكون شريكة الرجل في حفظ امانة الحياة .. ورعاية الاجيال .. ومجالها الحق هو الاسرة .. حيث تمثل قلبها النابض وروحها الموجهة ..

انها هناك في أقدس غاية واكرم عمل .. حيث تصنع الطفوة وتتعهد الرجولة وتشيع في بيتها الحب والحنان ..

إن منطلق الفطر الصادق هو الذي يحدد واجب كل من المرأة والرجل على نحو ما يرى الاسلام ...