الإشارة إلى وظائف الإمارة:
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ.
إلى أئمة المسلمين وأمراء المؤمنين إلى ولاة الأقاليم ومدراء الأمصار إلى قادة الجهاد ونقباء الجيوش إلى كل من ابتلاه الله بالإمارة وولاية أمر الناس.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فإني إحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو.
أما بعد:
قال الله جل جلاله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}
وأخرج ابن أبي شيبة في مصنفه من طريق وَكِيعٌ، قَالَ حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ، يَقُولُ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: كَلِمَاتٌ أَصَابَ فِيهِنَّ: حَقٌّ عَلَى الْإِمَامِ أَنْ يَحْكُمَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ , وَأَنْ يُؤَدِّيَ الْأَمَانَةَ , فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ حَقًّا عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَسْمَعُوا وَيُطِيعُوا وَيُجِيبُوا إِذَا دُعُوا. وأخرجه أيضا أبو جعفر الطبري في التفسير.
عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَرِيكٍ الْعَامِرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ مَرْوَانَ، يَقُولُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ حَدِّثْنِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَيُوشِكَنَّ رَجُلٌ يَتَمَنَّى أَنَّهُ خَرَّ مِنْ عِنْدِ الثُّرَيَّا، وَأَنَّهُ لَمْ يَلِ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا» رواه أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وحسنه الألباني.
ثم أما بعد:
فهده إشارة سريعة إلى مهام ووظائف أمراء الإسلام وولاة الأمصار جمعتها من بطون الكتبواستخرجتها من نصوص الكتاب والسنة الآثار الصحيحة الثابتة عن سلف اللأمة.
وأسأل الله العلي العظيم الحي القيوم أن يجعلهاخالصة لوجهه الكريم وأن ينفع بها وبقصدها إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ.
وظائف الأمير.
1. حماية الدين وحِيَاطَةُ الشَّرِيعَةِ وإظهار الشرائع والشعائر وإحياء السنن..
2. إقامة الصلاة في الرعية وحفظها في أوقاتها وإمامة المصلين بنفسه أو من يستنيبه.
3. النظر في أمر الصيام والفطر ومواسم الحج والعمرة وتسيير الحجيج.
4. سياسة الرعية وحفظ حقوقهم وتفقد أحوالهم وحسن التعهد بهم.
5. المحافظة على وحدة المسلمين ولمّ شملهم وجمع كلمتهم تحت كلمة التوحيد.
6.تعليم الناس شَّرَائِعَ دينهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم.
7.القيام بحق الرعية والجَهد في ذلك وبذل النصح لهم ومراعاة شؤونهم وإصلاح أمورهم.
8.المبادرة إلى قضاء حوائج المسلمين وخَلَّتِهِمْ وسد فقرهم وجوعتهم.
9.الرفق بالرعية والشفقة عليهم والإحسان إليهم والسعي في مصالحهم الدينية والدنيوية.
10.القضاء بين الناس في الدماء والأموال والأعراض وفض نزاعاتهم طبقا لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
11. إقامة الحدود والأحكام وتنفيذها بالعدل في نفسه وأهله وفيمن استرعاه الله عليهم.
.12.إعداد أذوات الجهاد وآلات الحرب من السلاح والكراع والمعدات وتطويرها والإزدياد منها.
13.إقامة فرض الجهاد بنفسه وحث المسلمين علىه وبعث الجيوش وسد الثغور وتدبير الجنود.
14.النظر في الحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير.
15.التفقد في الأسوق ومتابعة الكيل والميزان ومنع العش والإحتكار.
16.التشديد على أهل البدع والأهواء وكبتهم وقمع أهل البغي والفساد وحسم شرهم.
17.جباية الفيء والجزية والخراج والصدقات والأوقاف وتفويضه إلى الثقات.
18.قسمة الفيئ والغنيمة والصدقات بالقسط وتقديرالعطاء من غير سرف ولا تقتير.
19.مشاورة العلماء وأمراء الأمصار وقادة الأجناد ووجوه الناس فيما يتعلق بالحرب ومصالح البلاد والعباد
20.تنزيل الناس منازلهم ومراعات مقاديرهم ومعاملتهم بما يليق أحوالهم بالحكمة
21.أن يعرف لأهل السبق والبلاء حقهم ويحفظ لهم حرمتهم ويقدمهم على غيرهم في المشورة والعطاء
22.كفالة أرزاق المجاهدين وأيتام المسلمين والفقراء والأرامل والمساكين.
23.نصر الْمَظْلُوم وَالْأَخْذ على يَد الظَّالِم والإصلاح بين الناس
24.أن يتألف بالعطاء أشراف القبائل وساذات العشائر المطاعين في أقوامهم
25.ضبط الأمن وتأمين السبل وقمع السراق والفساق وقطاع الطرق
26.نصب الولاة والقضاة وتعيين السعاة وتولية الصلحاء واستكفاء الأمناء
27.مراسلة الملوك وعظماء الأقوام ودعوتهم إلى الإسلام
.28. الوفاء بالعهود والمواثيق وأداء الأمانات على وجهها
29.الإهتمام بأعراب المسلمين وأن يأخذ من حواشي أموالهم ويرد على فقرائهم
30.إصلاح الطرق والكباري والجسور وتنظيف الشوراع وإماظة الأذى عن الطريق.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ عَلِيًّا فَقَالَ: «عَلِّمْهُمُ الشَّرَائِعَ وَاقْضِ بَيْنَهُمْ»
قَالَ: لَا عِلْمَ لِي بِالْقَضَاءِ فَدَفَعَ فِي صَدْرِهِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اهْدِهِ لِلْقضَاءِ» أخرجه الحاكم وقال هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ. ووافقه الذهبي.
عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا أَرَادَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ يَسْتَخْلِفَ عُمَرَ بَعَثَ إِلَيْهِ فَدَعَاهُ فَأَتَاهُ، فَقَالَ: «إِنِّي أَدْعُوكَ إِلَى أَمْرٍ مُتْعِبٍ لِمَنْ وَلِيَهُ، فَاتَّقِ اللهَ يَا عُمَرُ بِطَاعَتِهِ، وَأَطِعْهُ بِتَقْوَاهُ، فَإِنَّ الْمُتَّقِيَ آمِنٌ مَحْفُوظٌ،
ثُمَّ إِنَّ الْأَمْرَ مَعْرُوضٌ لَا يَسْتَوْجِبُهُ إِلَّا مَنْ عَمِلَ بِهِ فَمَنْ أَمَرَ بِالْحَقِّ وَعَمِلَ بِالْبَاطِلِ، وَأَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ، وَعَمِلَ بِالْمُنْكِرِ يُوشِكُ أَنَّ تَنْقَطِعَ أُمْنِيَّتُهُ، وَأَنْ يَحْبَطَ عَمَلُهُ،
فَإِنْ أَنْتَ وُلِّيتَ عَلَيْهِمْ أَمْرَهُمْ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَجِفَّ يَدُكَ مِنْ دِمَائِهِمْ وَأَنْ تَضْمُرَ بَطْنُكَ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، وَأَنْ يَجِفَّ لِسَانُكَ عَنْ أَعْرَاضِهِمْ فَافْعَلْ، وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ» رواه الطبراني في المعجم الكبير. قال الهيثمي في المجمع وَالْأَغَرُّ لَمْ يُدْرِكْ أَبَا بَكْرٍ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ.
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ قَالَ: أَتَيْتُ نُعَيْمَ بْنَ أَبِي هِنْدٍ فَأَخْرَجَ إِلَيَّ صَحِيفَةً، فَإِذَا فِيهَا: مِنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: سَلَامٌ عَلَيْكَ أَمَّا بَعْدُ , فَإِنَّا عَهِدْنَاكَ وَأَمْرُ نَفْسِكَ لَكَ مُهِمٌّ
وَأَصْبَحْتُ قَدْ وُلِّيتُ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَحْمَرِهَا وَأَسْوَدِهَا , يَجْلِسُ بَيْنَ يَدَيْكَ الشَّرِيفُ وَالْوَضِيعُ وَالْعَدُوُّ وَالصَّدِيقُ , وَلِكُلٍّ حِصَّتُهُ مِنَ الْعَدْلِ فَانْظُرْ كَيْفَ أَنْتَ عِنْدَ ذَلِكَ يَا عُمَرُ ,
فَإِنَّا نُحَذِّرُكَ يَوْمًا تَعْنُو فِيهِ الْوُجُوهُ , وَتَحِفُّ فِيهِ الْقُلُوبُ , وَتُقْطَعُ فِيهِ الْحُجَجُ يَمْلِكُ قَهْرَهُمْ بِجَبَرُوتِهِ وَالْخَلْقُ دَاخِرُونَ لَهُ , يَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عِقَابَهُ ,
وَإِنَّا كُنَّا نُحَدِّثُ أَنَّ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ سَيَرْجِعُ إِلَى آخِرِ زَمَانِهَا: أَنْ يَكُونَ إِخْوَانُ الْعَلَانِيَةِ أَعْدَاءَ السَّرِيرَةِ , وَأَنْ نَعُوذَ بِاللَّهِ أَنْ يَنْزِلَ كِتَابُنَا إِلَيْكَ سِوَى الْمَنْزِلِ الَّذِي نَزَلَ مِنْ قُلُوبِنَا , فَإِنَّا كَتَبْنَا بِهِ نَصِيحَةً لَكَ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ ,
فَكَتَبَ إِلَيْهِمَا: مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: سَلَامٌ عَلَيْكُمَا أَمَّا بَعْدُ " فَإِنَّكُمَا كَتَبْتُمَا إِلَيَّ تَذْكُرَانِ أَنَّكُمَا عَهِدْتُمَانِي وَأَمْرُ نَفْسِي لِي مُهِمٌّ وَأَنِّي قَدْ أَصْبَحْتُ قَدْ وُلِّيتُ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَحْمَرِهَا وَأَسْوَدِهَا , يَجْلِسُ بَيْنَ يَدِي الشَّرِيفُ وَالْوَضِيعُ وَالْعَدُوُّ وَالصَّدِيقُ , وَلِكُلٍّ حِصَّةٌ مِنْ ذَلِكَ ,
وَكَتَبْتُمَا فَانْظُرْ كَيْفَ أَنْتَ عِنْدَ ذَلِكَ يَا عُمَرُ , وَأَنَّهُ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ عِنْدَ ذَلِكَ لِعُمَرَ إِلَّا بِاللَّهِ , وَكَتَبْتُمَا تُحَذِّرَانِي مَا حُذِّرَتْ بِهِ الْأُمَمُ قَبْلَنَا , وَقَدِيمًا كَانَ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ بِآجَالِ النَّاسِ يُقَرِّبَانِ كُلَّ بَعِيدٍ وَيُبْلِيَانِ كُلَّ جَدِيدٍ وَيَأْتِيَانِ بِكُلِّ مَوْعُودٍ حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى مَنَازِلِهِمْ مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ,
كَتَبْتُمَا تَذْكُرَانِ أَنَّكُمَا كُنْتُمَا تُحَدِّثَانِ أَنَّ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ سَيَرْجِعُ فِي آخِرِ زَمَانِهَا: أَنْ يَكُونَ إِخْوَانُ الْعَلَانِيَةِ أَعْدَاءَ السَّرِيرَةِ , وَلَسْتُمْ بِأُولَئِكَ , لَيْسَ هَذَا بِزَمَانِ ذَلِكَ , وَأَنَّ ذَلِكَ زَمَانٌ تَظْهَرُ فِيهِ الرَّغْبَةُ وَالرَّهْبَةُ , تَكُونُ رَغْبَةُ بَعْضِ النَّاسِ إِلَى بَعْضٍ لِصَلَاحِ دُنْيَاهُمْ , وَرَهْبَةُ بَعْضِ النَّاسِ مِنْ بَعْضٍ ,
كَتَبْتُمَا بِهِ نَصِيحَةً تَعِظَانِي بِاللَّهِ أَنْ أُنْزِلَ كِتَابَكُمَا سِوَى الْمَنْزِلِ الَّذِي نَزَلَ مِنْ قُلُوبِكُمَا , وَأَنَّكُمَا كَتَبْتُمَا بِهِ وَقَدْ صَدَقْتُمَا فَلَا تَدَعَا الْكِتَابَ إِلَيَّ فَإِنَّهُ لَا غِنَى بِي عَنْكُمَا وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمَا" رواه ابن أبي شيبة في المصنف والطبراني في المعجم وأبو نعيم في الحلية قال الهيثمي في المجمع وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلَى هَذِهِ الصَّحِيفَةِ.
وأخرج مسلم في صحيحه أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال"اللهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ عَلَى أُمَرَاءِ الْأَمْصَارِ، وَإِنِّي إِنَّمَا بَعَثْتُهُمْ عَلَيْهِمْ لِيَعْدِلُوا عَلَيْهِمْ، وَلِيُعَلِّمُوا النَّاسَ دِينَهُمْ، وَسُنَّةَ نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَقْسِمُوا فِيهِمْ فَيْئَهُمْ، وَيَرْفَعُوا إِلَيَّ مَا أَشْكَلَ عَلَيْهِمْ مِنْ أَمْرِهِمْ"
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ جَيْشًا مِنَ الْأَنْصَارِ كَانُوا بِأَرْضِ فَارِسَ مَعَ أَمِيرِهِمْ، وَكَانَ عُمَرُ يُعْقِبُ الْجُيُوشَ فِي كُلِّ عَامٍ، فَشُغِلَ عَنْهُمْ عُمَرُ، فَلَمَّا مَرَّ الْأَجَلُ قَفَلَ أَهْلُ ذَلِكَ الثَّغْرِ، فَاشْتَدَّ عَلَيْهِمْ وَتَوَاعَدَهُمْ وَهُمْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَقَالُوا: يَا عُمَرُ، إِنَّكَ غَفَلْتَ عَنَّا، وَتَرَكْتَ فِينَا الَّذِي «أَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِعْقَابِ بَعْضِ الْغَزِيَّةِ بَعْضًا» رواه أبو داود وصححه الألباني.
عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: جَاءَ بِلَالٌ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ بِالشَّامِ، وَحَوْلَهُ أُمَرَاءُ الْأَجْنَادِ جُلُوسٌ، فَقَالَ: «يَا عُمَرُ» هَا أَنَا عُمَرُ، فَقَالَ بِلَالٌ: «إِنَّكَ بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ هَؤُلَاءِ، وَلَيْسَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللهِ أَحَدٌ، فَانْظُرْ عَنْ يَمِينِكَ، وَعَنْ شِمَالِكَ، وَبَيْنَ يَدَيْكَ، وَمِنْ خَلْفِكَ، إِنَّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ حَوْلَكَ إِنْ يَأْكُلُونَ إِلَّا لُحُومَ الطَّيْرِ» فَقَالَ: صَدَقْتَ، وَاللهِ لَا أَقُومُ مِنْ مَجْلِسِي هَذَا حَتَّى تُكَلِّفُونَ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ طَعَامَهُ، وَحَظَّهُ مِنَ الزَّيْتِ وَالْخَلِّ،
فَقَالُوا: هَذَا إِلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَدْ أَوْسَعَ اللهُ عَلَيْنَا فِي الرِّزْقِ، وَأَكْثَرَ مِنَ الْخَيْرِ" أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف وابن زنجويه في الأموال والطبرني في المعجم الكبير.قال الهيثمي: وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ خَلَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ، وَهُوَ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.
وروى البخاري في صحيحه أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قيل له عند ما حضرته الوفات :أَوْصِ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ اسْتَخْلِفْ، قَالَ: مَا أَجِدُ أَحَدًا أَحَقَّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنْ هَؤُلاَءِ النَّفَرِ، أَوِ الرَّهْطِ، الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ، فَسَمَّى عَلِيًّا، وَعُثْمَانَ، وَالزُّبَيْرَ، وَطَلْحَةَ، وَسَعْدًا، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَقَالَ: يَشْهَدُكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَلَيْسَ لَهُ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ - كَهَيْئَةِ التَّعْزِيَةِ لَهُ -
فَإِنْ أَصَابَتِ الإِمْرَةُ سَعْدًا فَهُوَ ذَاكَ، وَإِلَّا فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ أَيُّكُمْ مَا أُمِّرَ، فَإِنِّي لَمْ أَعْزِلْهُ عَنْ عَجْزٍ، وَلاَ خِيَانَةٍ،
وَقَالَ: أُوصِي الخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي، بِالْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ، أَنْ يَعْرِفَ لَهُمْ حَقَّهُمْ، وَيَحْفَظَ لَهُمْ حُرْمَتَهُمْ،
وَأُوصِيهِ بِالأَنْصَارِ خَيْرًا، {الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ}، أَنْ يُقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَأَنْ يُعْفَى عَنْ مُسِيئِهِمْ،
وَأُوصِيهِ بِأَهْلِ الأَمْصَارِ خَيْرًا، فَإِنَّهُمْ رِدْءُ الإِسْلاَمِ، وَجُبَاةُ المَالِ، وَغَيْظُ العَدُوِّ، وَأَنْ لاَ يُؤْخَذَ مِنْهُمْ إِلَّا فَضْلُهُمْ عَنْ رِضَاهُمْ.
وَأُوصِيهِ بِالأَعْرَابِ خَيْرًا، فَإِنَّهُمْ أَصْلُ العَرَبِ، وَمَادَّةُ الإِسْلاَمِ، أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ، وَيُرَدَّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ،
وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ اللَّهِ، وَذِمَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُوفَى لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ، وَأَنْ يُقَاتَلَ مِنْ وَرَائِهِمْ، وَلاَ يُكَلَّفُوا إِلَّا طَاقَتَهُمْ...."
عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بَعَثَنِي إِلَيْكُمْ أُعَلِّمُكُمْ كِتَابَ رَبِّكُمْ وَسُنَّةَ نَبِيِّكُمْ وَأُنَظِّفُ لَكُمْ طُرُقَكُمْ. رواه ابن أبي شيبة في المصنف وفي الأذب وأبو نعيم في الحلية والطَّبَرَانِيُّ في المعجم. قال الهيثمي:وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
نشره على عجل: عبيد الله المجبر
منتصف شعبان سنة 1434هـ
Almaasmx @almaasmx
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
Almaasmx
•
أنشري أختي الكريمة واحتسبي بذلك الأجر فإنه موضوع مهم للغاية
oumjana
•
روز الورد 66 :لا اله الا أنت سبحانك اني كنت من الظالمينلا اله الا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين
الصفحة الأخيرة