الإشاعة وأثرها على الفرد والمجتمع و التحذير منها

الملتقى العام


السلام عليكم ورحمة

مقال بعنوان:

التحذير من نشر الشائعات



و هنا أقتبس من المقال:

المتأمل في الكتاب والسنة، وفي التاريخ بشكل عام يعلم يقيناً ما للشائعات من خطر عظيم، وأثر بليغ، فالشائعات تعتبر من أخطر الأسلحة الفتاكة والمدمرة للمجتمعات والأشخاص، وكم أقلقت الإشاعة من أبرياء، وحطمت عظماء، وهدمت وشائج، وتسببت في جرائم، وفككت من علاقات وصداقات، وكم هزمت من جيوش، وأخرت من سير أقوام؟ ! لخطرها وجدنا الدول تهتم بها، والحكام يرقبونها معتبرين إياها مقياس مشاعر الشعب نحو النظام صعوداً أو هبوطاً، وبانين عليها توقعاتهم لأحداث سواء على المستوى المحلي أو الخارجي.

لسنا مبالغين حين نقول إن ما واجهه النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث الإفك، هو حدث الأحداث في تاريخه - عليه الصلاة والسلام -، فلم يمكر بالمسلمين مكر أشد من تلك الواقعة، وهي مجرد فرية وإشاعة مختلقة بينت (السماء) كذبها، لكنها لولا عناية الله كانت قادرة على أن تعصف بالأخضر واليابس، ولا تبقي عل نفس مستقرة مطمئنة، ولقد مكث مجتمع المدينة بأكمله شهراً كاملاً وهو يصطلي نار تلك الفرية، ويتعذب ضميره وتعصره الإشاعة الهوجاء، حتى تدخل الوحي ليضع حداً لتلك المأساة الفظيعة.

وليكون درساً تربوياً رائعاً لذلك المجتمع، ولكل مجتمع مسلم إلى قيام الساعة، وصدق الله: (لا تَحسَبُوهُ شَراً لَّكُم بَل هُوَ خَيرٌ لَّكُم).

وللإشاعة قدرة على تفتيت الصف الواحد والرأي الواحد، وتوزيعه وبعثرته، فالناس أمامها بين مصدق ومكذب، ومتردد ومتبلبل، فغدا بها المجتمع الواحد والفئة الواحدة فئات عديدة .

وثبت في الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: (كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع).

ويقول الإمام مالك - رحمه الله تعالى -: (اعلم أنه فساد عظيم أن يتكلم الإنسان بكل ما سمع).

وقد وقع للمسلمين في العهد الأول شائعات كان لها آثار سيئة، منها الشائعة التي انتشرت أن كفار قريش أسلموا، وذلك بعد الهجرة الأولى للحبشة، كان نتيجتها أن رجع عدد من المسلمين إلى مكة، وقبل دخولهم علموا أن الخبر كذب، فدخل منهم من دخل وعاد من عاد، فأما الذين دخلوا فأصاب بعضهم من عذاب قريش ما كان هو فار منه..

فلله الأمر - سبحانه وتعالى .

وفي معركة أحد عندما أشاع الكفار أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قتل، فتّ ذلك في عضد كثير من المسلمين، حتى إن بعضهم ألقى السلاح وترك القتال؟.

وأدت الشائعات الكاذبة ضد الخليفة الراشد عثمان بن عفان -رضي الله عنه- إلى تجمع أخلاط من المنافقين ودهماء الناس وجهلتهم وأصبحت لهم شوكة، وقتل على إثرها خليفة المسلمين بعد حصاره في بيته وقطع الماء عنه.

لمتابعة باقي المقال:
هنا



1
350

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الملكه1
الملكه1
جزااك الله خير