الإصابة في حكم سب الصحابة !!!!!

الملتقى العام

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم رسل الله أجمعين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن خير هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم أصحابه، فتح الله بهم البلاد، وبلغ بهم دينه للعباد، فأتى من بعدهم خلق يسبونهم ويلعنونهم، ويزعمون أن ذلك من أعظم القربات إلى ربهم، واتخذوهم غرضا بعد موت نبيهم، فبين أهل العلم بطلان مذهبهم وفساد حجتهم.
عدالة الصحابة في القرآن:
قال الله تعالى: (( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا )).
قال عبد الله بن أوفى رضي الله عنه: ]().
وقال ابن حزم يرحمه الله: (فمن أخبرنا الله عز وجل أنه علم ما في قلوبهم ورضي الله عنهم، وأنزل السكينة عليهم، فلا يحل لأحد التوقف في أمرهم ولا الشك فيهم)().
قال الله عز وجل: (( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ )).
وقال سبحانه: (( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ))، وغيرها من الآيات الدالة على عدالتهم، وتزكية الله واصطفاءه لهم.
عدالة الصحابة في السنة:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجئ أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته }().
قال النووي: (اتفق العلماء على أن خير القرون قرنه صلى الله عليه وسلم والمراد أصحابه)().
وعن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً، ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه }().
وفى الحديث الذي رواه الطبراني عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين }().
فهذه الآيات الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة، تبين لنا فضلهم، وتحذرنا من سبهم والوقيعة فيهم وفي أعراضهم، وهذا أيضاً لعدة أسباب منها:
· إخبار الله عز وجل أنه راض عنهم في غير ما آية من كتابه.
· تزكية النبي صلى الله عليه وسلم لهم في عشرات الأحاديث، ونهيه عن سبهم، وانتقاص قدرهم.
· خصوصية الذنب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأجسادهم وأرواحهم.
· مزية صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورؤيته ولوقياه.
· سبقهم للإسلام والتصديق بما أرسل الله من خاتم أنبيائه صلى الله عليه وسلم وآخر كتبه.
· ضبطهم للشريعة التي ارتضاها الله لنا ولهم وأنزلها على نبيه صلى الله عليه وسلم.
· تبليغ شرع الله عز وجل ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، فقد فتح الله على أيديهم البلاد، وأقام الحجة بهم على العباد.
· السبق بالنفقة في أول الإسلام نصرة للدين، وانقيادا لأمر الله رب العالمين.
· هجرتهم بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستسلامهم له واتباع أمره واجتناب نهيه.
· أن كل خير وفضل وعلم وجهاد ومعروف نحن فيه هم أسبابه التي هيأها الله عز وجل ليكون ما أراد، من تبليغ الدين لنا، وغيرها من حكم الله عز وجل.
من أقوال السلف في وجوب حب الصحابة، والنهى عن سبهم رضي الله عنهم():
قال أحدهم:
ورض عنهم كما رضى أبو الحسن أوقف عن السب إن ما كنت ذا حذر
والسب هو الكلام الذي يقصد منه القدح والتعبير، ومنه اللعن والتكفير والانتقاص، وقد حذر السلف منه، وأمروا بمحبتهم ومن ذلك:
أمرهم بحب الصحابة رضي الله عنهم:
روي عن أبى جعفر –يعنى: محمد بن على بن الحسن- قال: ].
وعن عبد العزيز بن جعفر اللؤلؤي قال: ].
وعن مسروق قال: (حب أبى بكر وعمر ومعرفة فضلهما من السنة).
وعن أبي زرعة الرازي يقول: (سمعت قبيصة بن عتبة يقول: حب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم سنة).
وعن إمام دار الهجرة مالك بن أنس قال: (كان السلف يعلمون أولادهم حب أبى بكر وعمر كما يعلمون السورة من القرآن).
نهيهم عن سب الصحابة رضي الله عنهم:
بلغ علياً أن ابن السوداء تنقص أبا بكر وعمر، فدعا به وبالسيف، وهم بقتله، فكَلم فيه، فقال: ].
وعن عبد الله بن الحسن –يعنى: بن الحسين بن على بن أبى طالب- قال: ].
وعن عمرو بن قيس قال: سمعت جعفر بن محمد يقول: ].
وقال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل فيمن سب أبا بكر وعمر: (يضرب، وما أراه على الإسلام).
وسئل إسماعيل بن إسحاق عمن سب عائشة فأفتى بقتله.
هذا وقد قال النووي: (واعلم أن سب الصحابة رضي الله عنهم حرام من فواحش المحرمات، سواء من لابس الفتن منهم أو غيره، لأنهم مجتهدون في تلك الحروب متأولون، ...) قال القاضي: (وسب أحدهم من المعاصي، ومذهبنا ومذهب الجمهور أنه يعزز ولا يقتل، وقال بعض المالكية: يقتل)().
النتائج المترتبة على سب الصحابة رضي الله عنهم:
1- الطعن في حكمة الله عز وجل، واتهامه سبحانه أنه اختار لسيد خلقه وإمام أنبيائه عليهم الصلاة والسلام هؤلاء الأصحاب الفجرة الكفرة الفسقة كما يزعمون!!
2- تكذيب القرآن الكريم الذي نزل بالثناء عليهم والترضي عنهم في عشرات الآيات.
3- اتهام النبي صلى الله عليه وسلم بعدم النجاح في تربية أصحابه، وغرس العقيدة فيهم.
4- القدح في ذات النبي صلى الله عليه وسلم فهو القائل: { المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل }().
5- نزع الثقة في كل ما نقله الصحابة رضي الله عنهم من "قرآن وسنة" إذ أن الخبر لا يقبل إلا من العدل الضابط.
6- ومن أخطر النتائج إبطال الدين كله بتحطيم الرؤوس وضرب الرموز التي أخبرتنا به ونقلته إلينا.
فإذا كانت هذه بعض النتائج المترتبة على سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهل يقول عاقل أن سبهم قربة إلى الله تعالى؟! لا ورب الكعبة، لا يقول ذلك إلا منافق ضال مضل.
وقد قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه: ]().
فتوى الشيخ العلامة ابن باز يرحمه الله فيمن يسب الصحابة رضي الله عنهم:
سئل: ما حكم الشرع في نظركم فيمن يسب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فقال: الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: سب الصحابة من المنكرات العظيمة، بل ردة عن الإسلام، من سبهم وأبغضهم فهو مرتد عن الإسلام، لأنهم هم نقلة الشريعة، هم نقلوا لنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته، وهم نقلة الوحي، نقلوا القرآن، فمن سبهم وأبغضهم أو اعتقد فسقهم فهو كافر نسأل الله العافية، نسأل الله العافية والسلامة().
اعتقاد أهل السنة في الصحابة الكرام رضي الله عنهم:
إن أهل السنة يسيرون إلى الله تعالى على منهج السلف لقول الله تعالى: (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )) فهم أعلم ومنهجهم أسلم وأحكم.
ويعتقدون فيهم أموراً هي:
1- أنهم خير خلق الله بعد الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام.
2- يعرفون لهم سابقتهم إلى الإسلام ومحاسنهم.
3- يترحمون عليهم ويستغفرون لهم.
4- يحبونهم جميعاً، وينزلونهم منازلهم التي يستحقونها بالعدل والإنصاف، فلا يرفعونهم إلى ما لا يستحقون فيكونوا غلاة، ولا يقصرون بهم عما لا يليق فيكونوا جفاة، فهم وسط بين هؤلاء وهؤلاء.
5- أن ما صح مما جرى بينهم من الخلاف هم فيه مجتهدون، إما مصيبون فلهم أجران، وإما مخطئون فلهم أجر وخطؤهم مغفور.
6- أنهم غير معصومين.
7- يشهدون لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم بالجنة، أنه من أهلها ويقطعون بذلك.
قال الطحاوي يرحمه الله في عقيدته: (ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه و على آله وسلم، ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان).
هذا وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الموضوع خالي من سب الرافضة اللهم اجعلة حجة على كل رافضيه قرائته ولم تعقلة
5
423

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

@MoOnY@
@MoOnY@
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

جزاج الله خير
عاشقة الصداقة
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
&جــــــــــــودي&