أختاه تعالي واجلسي في مجلسنا زاحمينا بالركب وادخلي في صفنا فمجلسنا فسيح وفيه روضة ندية ومنها سنقطف ورودا وردية وثمارا شهية وسنزيل الستار عن ملابسات وأخطاء قد تقعي فيه ونقع من حيث لا نشعر فالشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم

تعالي غاليتي نضيق عليه المجاري ليكون مجراها عذب نقي فيه يجري خوف الله ورقابته ومحاسبة النفس قبل فوات الأوان
نادي زميلاتك وأخواتك وتعالي ثم أعيريني سمعك وانتباهك فهذه صيحة ونصيحة من أم مشفقة
ثم افتحي قلبك وسأفتحه لك أيضا
واعلمي أن الله كرمنا بالإسلام على باق الأمم وشرف أمة محمد صلى الله عليه وسلم تشريفا يليق بهذه الأمة الكريمة
بعث فينا نبيه صلى الله عليه وسلم ليبلغ رسالة ربانية للبشرية جمعاء
بها أخرجنا الله من الظلمات إلى النور بصرنا بالحق بعد جهل كانت تتخبط فيه الأمم من قبل
شرفنا ثم كرمنا وحد لنا حدود لا نتعداها وأعطانا حقوق تكفل لنا العيش الكريم بلا تعدي ولا ظلم أو جور
آخى بين المسلمين ومتن الرابطة بينهما برابطة الدين حيث قال عزوجل : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الحجرات:10).
أول ما بنا النبي صلى الله عليه وسلم الدولة الإسلامية راح يعزز الأخوة في الله فآخى بين المهاجرين والأنصار
إذا أختي المصونة أكيد استشعرت طعم الأخوة في الله ذاك الطعم الفريد الشهي الذي يجعل المؤمن يؤثر آخاه على نفسه ذاك الطعم الذي يدخلك ومن تحبين في الله في ظل الرحمن يوم الحر والسموم يوم لا ظل إلا ظله
-سبعة يظلّهم الله في ظلّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّهُ.. ورجلان تحابّا في الله اجتمعا عليه وتفرّقا عليه..) (متفق عليه)
ثم تأملي في هذا الحديث أخيتي
قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
(إن من عباد الله لأناس ماهم بالأنبياء ولا الشهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله فقالوا:
يارسول الله تخبرنا من هم؟
قال:
هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ، ولا أموال يتعاطونها،
فو الله إن وجوههم لنور وإنهم على نور ،
لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس،
وقرأ هذه الآية:
((ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولاهم يحزنون))يـس
صحيح أبي داود والألباني .
ولكن ......
هل فهمنا المعنى الجلي والحقيقي للأخوة في الله؟؟؟
هل الأخوة في الله هي تعارف وتصادق وتعلق وإعجاب بين نفس الجنس
سواء بين الشباب أو الشابات ؟؟؟؟؟
والله إن هذا من شر البليات
تبدل حال الدنيا وتبدلت فيها حتى المشاعر انتكاس في الفطرة تشهده البشرية لا نقل من المنحرفين الخارجين عن الدين فحسب
بل ممن نتوسم فيهم استقامة على الدين ونرى فيهم أخلاق تمثل المسلم الحق .
من أين أبدأ الكلام وحسرة تحرق الفؤاد على حال شبابنا اليوم !!!
شباب في صهوة الصحوة وفي قمة الاستقامة نرى منهم زيغ وميل وانتكاس في الفطرة
شباب تعارفوا في المسجد أو الجامعة أو قل حتى على النت
قد لا يعرف الواحد وجه صاحبه لكن أحبه في الله وتعلق به لما رأى منه من استقامة وجمال في الأخلاق تعلق به أيما تعلق حتى صار يترصد خطواته وتحركاته وكل شيء يمت له بصلة حتى صار به متيم وأراده لنفسه فحسب وإن غاب عنه مرض وتعب وكأن الدنيا أطبقت عليه
شباب في قمة الوعي والثقافة والدراية بما أمر الله وما نهى يقع في وحل الخطيئة

عندما نقول الخطيئة لا نعني بها ممارسة الفاحشة والعياذ بالله
بل خطيئة أكبر أقول أكبر لما فيها من انحراف عن الفطرة التي فطر الله الناس عليها وهي الإعجاب والتعلق بنفس الجنس
عندما يميل الشاب أو الشابة نحو الجنس الآخر قد نقبح منهما ذالك لكنه ميل فطري الميل نحو الجنس الآخر( وهنا لست أقر العلاقات المحرمة )
لكن أن يميل الشاب أو الشابة نحو نفس الجنس حينها نرى شرارة من النار بدأت تلتهب لتحرق القيم والأخلاق واستقامة المرء
كثرت ظاهرة الإعجاب بنفس الجنس وزاد شرها والتهبت نيرانها
وماعادت النفوس تخشى الله وتتقيه رغم توجيه العلماء واستنكارهم لهذه الظاهرة وتوعيتهم للشباب

العجب العجاب وما يندى له الجبين ويطير له لب الحليم ويشيب له رأس الوليد أن نرى هذا الانحراف من أناس نتوسم فيه الخير والاستقامة والورع
في مجالس نرى ألسنتهم رطبة بذكر الله نرى منهم ورع حتى نحقر أنفسنا أمامهم
ولكن إذا خلوا بأنفسهم ضربوا بالورع عرض الحائط وصار هوى النفس وشهوتها القائد الموجه
عن ثوبان رضى الله عنه قال - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لأعلمن أقواماً من أمتى يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباءً منثوراً - قيل يارسول الله صفهم لنا جلهم لنا أن لا نكون منهم و نحن لا نعلم قال هم إخوانكم و من جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون و لكنهم قوم إذا خلو بمحارم الله انتهكوها !ّ
أخرجه ابن ماجه وصححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب"
ترى لما هذا التناقض ؟
رأينا حالات وسمعنا عن أخرى علل أصحابها السبب بــ :
-1 مشاكل أسرية وجحيم وسط الأسرة جعلهم يتعلقون بأول من يصادفونه
-2 فقد حنان الأبوين وقسوتهما
-3 عقد نفسية نشأت مع الفتى مد نشأته الأولى
-4جمال شخصية المتعلق به
-5فراغ روحي يعيشه المنتكس فطريا
-6احتكاك كبير ومشبوه بين المعجبين بنفس الجنس
-7إبداء مفاتن ومغريات تزيد من الإعجاب
-8 ضعف شخصية المتعلق
-9دهاء ومكر المتعلق به ومرضه النفسي وحب امتلاك الناس وتعلقهم به
-10الخلوة الكثيرة بين نفس الجنس
هذه أسباب عللها أصحاب هذه العلة
أختاه كوني منصفة واحكمي بالعدل وتعالي نتحاور علنا نجد لهؤلاء مخرج من وحل الانتكاس قبل فوات الأوان
-1أختاه هل توافقينهم الرأي وتؤيدين عللهم ؟
-2 ما المخرج من الفتنة ؟
-3صيحة وصرخة صحوة لهؤلاء منك أيتها الحصيفة
وفي الختام أقول لهؤلاء ولأبنائنا أجمعين وقاهم الله وكل أبناء المسلمين من هذه الشرور والفتن التي تحرق الدين
اتقوا الله ...اتقوا الله... اتقوا الله ...
وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا
أعقدوا العزم على تجديد ما بلى من الإيمان والعودة إلى الديان
واعلموا أنكم مسئولون وموقوفون أمام من لا تخفى عليه خافية
واعلموا أن لكل صاحب دسيسة يفضحه الله ولو بعد حين
كفوا جوارحكم وحصنوا أنفسكم بخوف الله ورقابته واعلموا أنكم لا تجنون من علاقات مشبوهة سوى الحسرة والندامة والأمراض والهواجس النفسية وأكبر منها غضب من الله

هذه صرخة أم مشفقة ونصيحة لكل الشباب
بقلم :أم حازم الجزائرية
عشاء يوم الأربعاء 13 ربيع الأول 1431هـ
الموافق لـ :2011/02/15مـ
جزاك الله خيرا اختي
ووقانا الله واياكم شر الفتن