الإعجاز السلوكي في القرآن والسنة

الملتقى العام


الإعجاز السلوكي في القرآن والسنة

البداية..ثورة سلوكية يقودها الإسلام في شبه الجزيرة العربية

كانت صورة بلاد العرب قبل الإسلام... ً صورة لمجتمع الوثنية و الجمود والقسوة و العنف.. فكيف تغيرت خلال سنوات قليلة في عصر النبوة إلى مجتمع فاضل يلتزم أفراده بسلوكيات متحضرة ؟! وكيف تغيرت سلوكيات وعادات الناس بل وحتى مشاعرهم فتعلموا الرفق والحلم و العفو والإحسان والضبط الذاتي و تخلصوا من العصبية العمياء و الغضب والتفاخر و الكبر والقوة الغاشمة ؟! وكيف تخلوا عن هذه الجهالة والقسوة و الأحقاد و العدوانية ؟! ...

لقد نجح الإسلام في تغيير مفاهيم وسلوكيات وعادات المسلمين الأوائل بدرجة مبهرة تستحق التأمل والدراسة العلمية الجادة.بل و قد تم تعديل أغلب سلوكيات وعادات مئات الآلاف من البشر فى وقت واحد وخلال عدد محدود من السنوات !!..أننا لا شك أمام معجزة بكل المقاييس لأنها تمت في سنوات قليلة – فى عمر المجتمعات البشرية - وعلى مستوى جماعي لم ولن يحدث في تاريخ البشرية.

و لقد قدم القرآن والسنة النبوية الشريفة عددا هائلا من النماذج السلوكية العملية في كيفية التصرف في مختلف نواحي ومواقف الحياة وتحت مختلف الضغوط والظروف النفسية والاجتماعية كما قدم الرسول(صلى الله عليه وسلم) نماذج عملية حية وبيانات لفظية وعملية ذات طبيعة تعليمية خاصة فى مجال تأكيد الذات والثبات الانفعالي في أشد وأقصى الضغوط النفسية التي ينهار فيها اعتي وأشد الرجال.

من كان قائد هذه الثورة؟.....شخصية محمد (ص) بشهادة الغرب
في عام 1987 نشر في الولايات المتحدة الأمريكية كتاب ألفه المفكر الأمريكي مايكل هارت عنوان( أعظم مائه من البشر تأثيرا في التاريخ البشري) ووضع المئات من عظماء التاريخ البشري في بحثه و استعان بأحدث علوم الكومبيوتر في الفرز و الدراسة.. لتثبت جميعا أن محمد (ص) الإنسان الوحيد في التاريخ البشري الأكثر انتصارا و نجاحا و تأثيرا.. فالقد نشأ فقيرا و أميا و يتيما...ولم يكن قبل سن الأربعين متميزا في قومه ومرت الأحداث و بعث رسولا برسالة الإسلام وصار القائد الأعلى الذي دان له جميع قومه – وكان منهم وثنيون أولي بأس و غلظة – و حظي باحترام عظيم من قومه لم يحظ به ملك من الملوك في التاريخ الإنساني كله.

و المتعمق في دراسة سلوكيات و شخصيه الرسول- صلى الله عليه و سلم – في المواقف المختلفة يلمس صور رائعة للمهارات الاجتماعية و الدفاع عن الحقوق بالحكمة و اللين و الرحمة و الموعظة الحسنة, ومن المعروف علميا عجز الإنسان العادي عن تغيير أنماط سلوكية وعادات راسخة بدون معلم وبوجود بيئة متطورة تتقبل وتدعم التغيير, ولكن لم تثبت أي دراسة وجود ذلك المعلم في حياة الرسول, كما لا يلمح أي أثر للبيئة التي تغرس السلوكيات الإنسانية والسمات الإيجابية الطيبة وترعاها وتدعمها.. فمن الذي علمه إلا الله رب العالمين ؟! ومن أين له بهذه القدرات و المهارات التي لا يمكن أن تنشأ فجأة في ذهن فرد أو حضن مجتمع كانت مهارات أفراده تتركز حول القوة الغاشمة والتفاخر بالعدوان على الآخرين.. لاشك أن هذا هو الأعجاز في أسمى وأرقى درجاته.
للحديث بقية... على موقع د. رامز طه للطب النفسي و تعديل السلوك
www.rameztaha.net
0
732

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️