الإكتئاب !! يتحدى مقاومتنا ؟؟

الملتقى العام

عامل نفسك معاملة حسنة

د/ أحمد الأنديجاني



هل هو الشعور بالفراغ الروحي والوجداني والفكري ؟
هل هو إحباط محاولات النجاح في الحياة ؟
هل هو فشل علاقة ما أو غياب عزيز ام فقدان للحنان وحرمان من الاحتواء ؟
هل هو ضمير شامخ انكسر بسبب خطاياه ؟
هل هو خوف التف ليجعل من حياتك ترقبا لغد مجهول ؟
هل هو موت لثقتك في الحياة بعد أن خانك أقرب الناس إليك ؟
هل هو تخاذل جسدك أمام إرادة البدانة؟

قد تكون كلها وقد يكون هناك المزيد لم تكشفه نوافذ القلم عن حالات اكتئاب تحدت قدرة الانسان على المقاومة وأفشلت عزيمته وجعلته يبحث عن مخرج ..أي مخرج حتى لو كان ضد قناعاته .
الاكتئاب سهم مسموم قد يعبر حياة أي منا في أي مرحلة من عمره وأسوأ ما فيه أنه يقطع شريان الأمل ويحولك لمخلوق هش متصدع من السهل الإغارة عليه بأي فكرة أو سلوك خاطئ . بيد أننا لا نبحث هنا عن علاج عام لأن كل حالة من حالات الاكتئاب تختلف عن غيرها في قوتها وموضوعها حيث إن ما يعنينا أكثر هو أن نتحرى أسبابه وظروفه حتى نتعرف على أهم العوارض التي قد تنتابنا بسبب أزمة في مشوار الحياة لأننا إن لم ندرك وجودها تفاقمت وتحولت إلى متاهة من الحزن والوحدة والضياع. إن الذين يعانون الاكتئاب تنتابهم حالات تختلف في قوتها من البسيط للمعقد الذي قد يدفع الشخص أحيانا والعياذ بالله إلى الانتحار إن لم يوجد داخله الوازع الإيماني الذي يردعه عن ذلك .

ومن هذه الأعراض:
ـ الشعور بهبوط الروح المعنوية معظم الوقت و بعدم الرضا عن النفس.
ـ الشعور بالعجز والخواء واليأس.
ـ المبالغة في الشعور بالذنب.
ـ فقدان الثقة بالنفس والانشغال بأفكار سلبية .
ـ صعوبة التركيز وفقدان القدرة على اتخاذ القرارات.
ـ سرعة الانفعال بشكل غير عادي وفقدان الصبر .
ـ المعاناة من صعوبة في النوم أو الإفراط في النوم.
ـ فقدان الشهية في الطعام أو الافراط في تناوله بالإضافة إلى المعاناة من الضعف في الطاقة الجسمية والروحية .
ـ عدم الإحساس بالمتعة في القيام بأية أنشطة خاصة أو عامة .
ـ نقص في الرغبة الجنسية واستهلاك التبغ أكثر من المعتاد.
ـ التفكير في ارتكاب أفعا ل تؤذي النفس أو الآخرين.
ـ الابتعاد عن الآخرين بدلا من طلب المساعدة .
ـ النظرة اليائسة والمتشائمة للمستقبل .

والحقيقة ليس هناك سبب بعينه لحدوث الاكتئاب فربما تكون أسباب في الطفولة أو المراهقة أو المعاناة من نقص احتياجات أساسية في الحياة أو الفشل المتكرر في إيجاد السعادة .

والبحث عن علاج للإكتئاب ليس بالأمر السهل إلا أن أنجح الطرق للوصول لنقطة البداية عند الشخص المكتئب هو الحوار ولكن ليس مع أي شخص بل يكون شخصا مدربا كالمستشار النفسي أو شخصا يظهر التفهم والقدرة على الاستماع دون تحميل الطرف الآخر عبء اللوم أو التوبيخ على تصرفاته.

إن مايفعله الحوار قد لا يقوم أي عقار بدوره لأنك بالعقار تسكن الألم النفسي لفترة محدودة لكنك بالحوار تساعد الشخص على فهم مشاعره ومحاولة إيجاد الحلول للتخفيف من أثارها السلبية عليه . ولذلك فإن الشخص المكتئب لا يحتاج سوى الاحتواء في الحديث وأن تعطيه شعورا بالأمان وبأن حديثه يمنحك حبا أكبر له ولا ينقص من اهتمامه بك.
وأمر آخر على جانب كبير من الأهمية وهو أن هروب الشخص المكتئب من الحديث مع الآخرين سببه الخوف من اهتزاز صورته أو فقدان محبة أقرب الناس إليه أو فقدان الثقة فيمن حوله أو تكرار كلمة (تماسك ) التي تشعره بضعف أكبر حينما لا يتمكن من القيام بها . الشخص المكتئب يرى الدنيا بمنظار اقل بياضا ويحاول دائما أن يعطي لنفسه مبررات للفشل والإحساس بالهزيمة وقد تكون حقيقية لكنه يبالغ فيها إلى درجة يرى نفسه فيها غير قادر على حلها ،
وهنا نتوقف لنفكر ماذا علينا أن نفعل لمساعدة هذا الشخص؟ إنما هي مجرد أمور في متناول أيدينا جميعا ولكنها لا يمكن أن تصل بنا إلى نتيجة مالم نعلم أولا أسباب الاكتئاب وماذا علينا أن نكافح في روح ذلك الشخص .

وقد ذكر علماء النفس قائمة من الكلمات سموها قائمة التأييد مثل :
أنا أحبك/كلنا نحبك،
أنا / نحن نهتم بك.
أنت لست بمفردك.
لن أتركك.
لا تقلق ستمر الأزمة وكلنا معك.
أنا بجانبك دائماً.
أنت لست مخطئاً كما تتصور ، ربما اختلطت عليك الأمور،
أنت مهم بالنسبة لي.
أنا اتفق معك حتى وإن لم استطع الشعور والإحساس بما يدور في داخلك لكني أعلم أن هناك ظروفا فوق طاقتك .

هذه الكلمات البسيطة في عباراتنا تمنح الشخص المكتئب احساسا بالأمان وتدفعه للحديث. والأهم أنها أيضا تفيد علاقتنا بالحياة فأنت عندما تفعل ذلك لتعين شخصا آخر فإنك تطبع في سجلات عقلك أسلوبا أقوى للتعامل مع أزماتك دون الخوف من الانهيار والوحدة .
إن الاكتئاب لايتطور إلى حالة مرضية طالما علمنا أننا لسنا وحدنا وأن الحديث- مجرد الحديث - يخرج أفكارنا المسمومة من ذواتنا ويعيد توازن ضمائرنا. وبمنظور فلسفي قد تكون بدايات العزلة الروحية التي يسببها الاكتئاب فرصة للتآلف مع الروح التي نهملها بسبب مشاغل الحياة ،فحتى الألم يعيننا أن نرى الحياة بصورة أعمق . تعمق في ذلك المعنى وستعرف أننا نتجرد من زيف الحياة في الحزن ، وكل مانحتاجه حينها هو أن نقف على مالدينا من نعم وماينقص الآخرين . هذه الحقائق يمكن أن نعيها بمساعدة صديق او أخ أو زوج لذا فإن افضل ممارسة مفيدة في حالات الاكتئاب هي الفضفضة الشفافة لشخص أمين ومتفهم لأنه لا يجعلك ترى الدنيا بشكل أفضل فقط بل سيقلل من حجم إحساسك بالمشكلة ويحتضن خوفك وألمك ويجيب عن تساؤلاتك ويصحح نظرتك للأمور لأنه يراها من خارج دائرة حزنك لا من داخلها.



.... منقول ....
1
420

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نونه 33
نونه 33
سبحان الله وبحمده