الامتحان ...
فجأة وجدت نفسي أمام لجنة الامتحان ...
أعرف أن هذا الامتحان هو الأخير ...
وعليه يتوقف مستقبلي ... يا إلهي ... مستقبلي ...
بدأت أردد هذه الكلمات مرات ومرات ...
ونظرت إلى ورقة الأسئلة ... كانت بسيطة جداً ....
هكذا تخيلت في بادئ الأمر ... ولكن , لفت نظري أن خانة زمن الامتحان تركت خاوية ... وجدتني أصيح مع المتصايحين : أين المراقب ؟
وعلمت أن الأمر مقصود , فلا زمن للامتحان . ولا أعلم له وقتا محددا .
فجأة , تذكرت أن من المباح في الامتحان الاستعانة بكل ذي
رأي من هيئة التدريس والزملاء ...
هذا إلى جانب الكتاب المقرر الذي سيتم التصحيح بناء عليه ...
كل هذه التسهيلات لهذا الامتحان الصعب .
فقط هناك الشرط الصارم وهو أن تسحب ورقة الإجابة في أي لحظة ,
وبدون إبداء أي سبب ..
ويا له من شرط .. كلما تذكرته انتفضت فزعا , فلم أجد سوى الله .
اللهم يا مقلب القلوب ثبتني , وألهم رشدي .. أحاول التركيز ... أطمئن نفسي ... أحاول الإجابة , وأتلفت حولي .. ويا للعجب ...
رأيت بعض زملائي لا يعطون هذا الامتحان المصيري أدنى اهتمام ..
. فبعضهم يلعب .. وآخر يلهو , ويقرأ ورقة الأسئلة , ثم يضحك ...
وهذا يرسم على الورقة بقلمه خطوطا فيها كثير من التعقيد , ثم يلهو بها ..
وفجأة .. وفي وسط هذه الأحوال المتضاربة وجدت المراقب يتجه نحو
زميل لي يجلس عن جانبي مباشرة ... وجدته يصيح ويبكي : لم أنته من الإجابة بعد ... مستقبلي ... يا للهول . لقد سحب المراقب منه ورقة إجابته .. وبدأ الموقف يتكرر مع آخرين , واللاعبون لم يتوقفوا رغم ذلك عن لعبهم ...
حتى سحب المراقب من أحدهم ورقته وهو يتشبث بها قائلا : " أرجعوني .. أرجعوني .. لعلي أعمل صالحا في ما تركت " .
تلفتّ فلمحت مجموعة تجلس في هدوء وسكينة ... يجيبون بجدية واهتمام ...
ترددت في الانضمام إليهم لكثرة ما يحيط بي .. ولكني فعلت , لأني عبثا حاولت الإجابة بمفردي .. ولم أستطع ... ولحقت بهم ... وجلست في صفوفهم ...
الآن بدأت أجيب , وسحبت من أحدنا ورقته وصاحبها قرير العين ,
مطمئن النفس ...
وأنا ما زلت أنتظر دوري .. وكأني أسمعه يهمس في أذني : " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون " !!!!!
مـ
نـ
قـ
و
لـ
ميمو لولو @mymo_lolo
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
تسلمين ميمو على النقل الجميل.