بسم الله الرحمن الرحيم
أحببت أن أنقل لكم هذه الأسطر البسيطة
في كون الإنسان مستصلحاً للدارين
فرب العزَّة والجّلالَة لم يخلقنا عبثاً
فالنستوقف أنفسنا ونخاطب ونوجه عقولنا وقلوبنا
لهذه الحكمة الربانية
الإنسان من بين الموجودات مخلوق خِلقة تصلح للدارين ، وذلك أن الله تعالى قد أوجد ثلاثة أنواع من الأحياء ، نوعاً لدار الدنيا وهي الحيوانات ، ونوعاً للدار الآخرة وهو الملأَ الأعلى ، ونوعاً للدارين وهو الإنسان ، فالإنسان واسطة بين جوهرين وضيع وهو كالحيوانات ، ورفيع وهو الملائكة ، فجمع فيه قوى العالَمَيْنِ وجعله كالحيوانات، في الشهوة بالبدنية والغذاء والتناسل والمنازعة وغير ذلك من أوصاف الحيوانات .
وكالملائكة في العقل والعلم وعبادة الرب والصدق والوفاء، وغير ذلك من الأخلاق الشريفة ووجه الحكمة في ذلك أنه تعالى لما رشَّحهُ لعبادته وخلافته وعمارة أرضه وهيأه مع ذلك لمجاورته في جنته اقتضت الحكمة أن يجتمع له القوتين ، فإنه لو خُلق كالبهيمة معرى عن العقل لما صلح لعبادة الله تعالى خلافته ، كما لم يصلح لذلك البهائم ولا لمجاورته ودخول جنته.
ولو خُلق كالملائكة معرى عن الحاجة البدنية لم يصلح لعمارة أرضه كما لم يصلح لذلك الملائكة حيث قال تعالى في جوابهم : ( إني أعلُم ما لا تعلمون )
فاقتضت الحكمة الإلاهية أن تجمع له القوتان ،
وفي اعتبار هذه الجملة تنبيه على أن الإنسان دنيويَّ واخرويَّ ، وأنه لم يُخْلٌقْ عبثاً كما نبه الله عليه بقوله : ( أفحسبتم أّنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون ) .
فسبحان الله الذي خلق وعلم قدر وهدى
فهو الحكيم الرحيم
اللهم أوزعنا على شكرك وحسن عبادتك
ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علما ولا إلى النار مصيرنا
فالنعمل لأخرتنا ولتكون الدنيا هي طريقنا و زادنا لا مبلغ عيش بها ....
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

دنــياء الوفــاء
•
:27:



أخواتي ،،،ام بودي 68 ،، أم تغريد s-s
والخير موصول لكم
تقبلوا تحياتي وشكراً على مروركما
الصفحة الأخيرة