نصر

نصر @nsr_1

محرر في عالم حواء

الإنضباط واتزان الشخصية من صفات المعلم الناجح0

الطالبات والمعلمات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته0
الناس في الإطار الأوسع يشبه بعضهم بعضًا إلى حد التطابق0
أما على مستوى التفاصيل فإن لكل واحد منهم شخصيَّته الخاصة التي يتميز بها عن سائر البشر0
للشخصية جوانب عديدة، أهمها الجانب الروحي والعقلي والجسمي والانفعالي والاجتماعي؛ مما يتجلى في السلوك الشخصي للفرد، وفي علاقاته مع غيره0
والعلاقات بين جوانب الشخصية علاقات اعتمادية تكاملية؛ فالنقص في جانب يعوضه النمو في جانب آخر، والمعايب في جانب يغض عنها الطرف، بسبب المحاسن في جانب ثانٍ؛ ولذا فإن الطالب يقوِّم أستاذه تقويمًا شاملاً متكاملاً، ويتجاوب معه على أساس ذلك، وهذا يمثل فرصة كبيرة لكل واحد منا؛ حيث أن بإمكان المرء أن ينمي الجانب الذي يرى سهولة تنميته، مما يزيد في رصيده العام، ويجعله أكثر فاعلية وحيوية، وتأثيرًا في الناس0
00 إنَّ خير تعبير عن ذاتية المرء هو ما يلغو به في أوقات الفراغ ومجالس السمر00 وإنَّ مواقف محدودة من الشكاية من وضع مادي معين، كافية لتقزيم الأستاذ أمام طلابه0 فكيف تكون الحال إذا اكتشف الطلاب أن معلمهم مهتم بانتصار فريقه الرياضي أكثر من اهتمامه بمستقبل أمَّة أو جيل0
أم كيف تكون الحال إذا كان المعلم يقضي وقتًا ليس باليسير وهو يحلل مع طلابه مباراة فريقه التي هُزم فيها بسبب التحكيم، أو بسبب غياب اللاعب الفلاني، أو بسبب00 أو بسبب00؟!!!
ويزداد الأمر سوءًا؛ إذا كان فريق الطالب مهزومًا، وفريق المعلم فائزًا؛ فيتوعد الطالب أستاذه بالمباراة القادمة00 أيّ سفلٍ وانحدارٍ هذا؟! وأي أمل يُرجى من هذا المعلم؟ الذي أزرى بشخصيته، وسفه عقله، وكيف يؤتمن من هذه حاله على تربية أبناء الأمة فلذات الأكباد وتعليمهم؟!!
إنَّ الإتِّزان صفة يحتاج إليها مَنْ يطلب من الناس أدنى اعتبار لشخصيته واحترام لها، فكيف بمن يكون معلمًا للجيل، وقدوة للناشئة؛ إذ أن أولئك الذين يفقدون اتزانهم، وتنبىء تصرفاتهم عن نقص في العقل وكمال الرجولة، وفقد لهيبة العلم، أولئك إنما تنادي أحوالهم بمزيد من السخرية والعبث من قبل تلاميذتهم0
يقول العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد في حلية طالب العلم: (( التحلي بـ (( عزّة العلماء)) : صيانة العلم وتعظيمه، وحماية جناب عزِّه وشرفه، وبقدر ما تبذله في هذا يكون الكسب منه ومن العمل به، وبقدر ما تهدره يكون الفوت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم))0
وقد كان العلماء يلقنون طلابهم حفظ قصيدة الجرجاني علي بن عبدالعزيز ( م سنة392هـ) رحمه الله تعالى:



يقولون لي فـيـك انقبـاضٌ وإنـَّمـا ** رأوا رجلاً عن موقف الذل أحجما
أرى الناس من داناهم هان عندهم** ومن أكرمتْه عـزة النـفـس أُكرما
ولم أقـض حـق العلم إن كان كلَّما ** بـدا طـمعٌ صيـَّرتــه لــي سـلـمــا
وما كـلّ بـرق لاح لـي يستـفـزني ** ولا كل من لاقـيت أرضاه مُنْعِمـا
إذا قـيل هـذا مَهْـلٌ قـلت قـــد أرى ** ولكن نَفْــسَ الـحرّ تحتمـل الظَّمأ
أُنَهْنِـهُـها عـن بعض ما لا يشـينها ** مخافـة أقـوال العـدا فـيما أو لـما؟
ولم أبتذل في خدمة الـعلـم مهـجتي** لأخدم من لاقـيـت ولـكن لأخـدما
أأشـقـى بـه غــرسًا وأجـنـيـه ذِلّــةً ** إذن فاتباع الجهل قـد كان أحزما
ولو أن أهـل العلم صانـوه صانـهم ** ولـو عـظَّموه في النفـوس تعظّما
ولـكـن أهــانــوه فـهــان ودنـَّســـوا ** محيَّــاه بالأطـماع حتى تـجهّـَمـا



يقولون لي فيك انقباضٌ وإنَّما ** رأوا رجلاً عن موقف الذل أحجما
أرى الناس من داناهم هان عندهم** ومن أكرمتْه عزة النفس أُكرما
ولم أقض حق العلم إن كان كلَّما ** بدا طمعٌ صيَّرتـه لـي iiسلمـا
وما كلّ برق لاح لي يستفزني ** ولا كل من لاقيت أرضاه iiمُنْعِما
إذا قيل هذا مَهْلٌ قلت قد أرى ** ولكن نَفْسَ الحرّ تحتمـل الظَّمـأ
أُنَهْنِهُها عن بعض ما لا يشينها ** مخافة أقوال العدا فيما أو لمـا؟
ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي** لأخدم من لاقيت ولكن iiلأخدمـا
أأشقى به غرسًا وأجنيه ذِلّةً ** إذن فاتباع الجهل قد كـان iiأحزمـا
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم ** ولو عظَّموه في النفوس iiتعظّما
ولكن أهانوه فهان ودنَّسـوا ** محيَّـاه بالأطمـاع حتـى iiتجهَّمـا



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر والمراجع:
1- أدب الدنيا والدين للماوردي0
2- حول التربية والتعليم لـ أ0 د0 عبدالكريم بكار0
3- المدرس ومهارات التوجيه للشيخ المربي محمد بن عبدالله الدويش0
4- حلية طالب العلم للعلامة بكر بن عبدالله أبو زيد0
2
606

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الاصيل
الاصيل
مشكور نصر على المشاركة الهادفة ..
العلم أمانة والمعلم قدوة يقتدي به الطلاب في جميع أفعاله وأقواله ..
نصر
نصر
الاخت الاصيل بارك الله فيك..