الإنكار على المخطئ الصغير بما يتناسب مع سنه.

ملتقى الإيمان

روى البخاري - رحمه الله تعالى - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن الحسن بن علي أخذ تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيهِ فقال النبي (صلى الله علية وسلم) : بالفارسية كخ كخ أما تعرف أنا لا نأكل الصدقة.


وروى الطبراني - رحمه الله - عن زينب بنت ابي سلمة أنها دخلت على رسول الله (صلى الله علية وسلم) وهو يغتسل قالت : فأخذ حفنة من ماء فضرب بها وجهي وقال وراءك أي لكاع.


وبهذا يتبين أن صغر الصغير لايمنع من تصحيح خطئه ، بل ذلك من إحسان تربيته ،وهذا مما ينطبع في ذاكرته ويكون ذخيرة لمستقبله ، فالحديث الأول فيه تعليم الطفل الورع والثاني فيه تعليمه الأدب في الاستئذان وعدم الاطلاع على العورات.


ومن الشواهد الرائعة في هذا أيضاً قصة الغلام الصغير عمر بن أبي سلمة ،فقد روى البخاري عنه قال : كنت غلاماً في حجر رسول الله (صلى الله علية وسلم) وكانت يدي تطيش في الصفحة فقال لي رسول الله (صلى الله علية وسلم) : يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك فما زالت تلك طعمتي بعد.


نلحظ في هذه القصة أن توجيهات النبي (صلى الله علية وسلم) لذلك الغلام الذي أخطأ في تجوال يده في الطعام كانت قصيرة ومختصرة وواضحة يسهل حفظها وفهمها ولقد أثرت في نفس الغلام طيلة عمره فقال فما زالت تلك طعمتي بعد . ( 1 )


فما أطعمه الرسول (صلى الله علية وسلم) ، وما أمر أمه أن تتولى إطعامه ، ولكن وجهه ،وتركه يعتمد على نفسه.


أليس في ذلك سمو بالخبرة العملية ......


لقد دعا إلى ذلك الإسلام قبل ظهور جون ديوي وغيره من المفكرين الذين انتقدوا الفلسفة المثالية ونادوا بالفاعلية في التعليم.( 2 )
--------------------------------------------------------------------------------
( 1 ) محمد المنجد - الأساليب النبوية في التعامل مع أخطاء الناس.
( 2 ) كمال عيسى - خصائص مدرسة النبوة


منقووووووووووول
2
325

هذا الموضوع مغلق.

بحور 217
بحور 217
جزاك الله خيرا على هذا النقل الهادف ..

الأطفال يحتاجون لمثل هذه التوجيهات النبوية ..

ومعين النبوة رقراق صاف ينتظر من ينهل منه .
شروق
شروق
أثابك الله أخية .. وسدد الله خطك على هذا الموضوع القيم