الإيتيكيت ترف أم ضروره إجتماعيه

الملتقى العام

بعد مرور اقل من شهرين على خطوبتهما اتصلت به هاتفياً طالبة منه الذهاب اليها في دارها لانها تريد ان تفاتحه في امر هام, كان يتصور انها مستعجلة على الزفاف في حين انه لم يكمل اعداد عش الزوجية لكنه عندما حضر الى بيتها صدم عندما قال له امام والديها وشقيقها اننا لاننسجم لذا ارى ان نفسخ الخطبة قبل ان نتزوج لاننا سنفترق لا محال, حاول ان يلجم غضبه فقال لها بصوت مرتفع: اسمعي يا هذه ان الخطوبة ليست لعبة وانا صرفت عليك (الشيء الفلاني) لذا لامجال لانسحابك هكذا فقالت له بلهجة هادئة ارجو المعذرة انني سأرد اليك كل ما صرفته من اموال واعيد اليك المصاغ الذهبية التي قدمتها لي.. انا جد آسفة كان بودي ان اكمل المشوار معك لكن يبدو ان الظروف غير ملائمة آنذاك اصبح كالبركان الثائر فقال صائحاً مالذي لايعجبك في حتى ترفضينني.. انا لا أُرفض هنالك الف من تتمناني اقل واحدة منهن اجمل منك بالف مرة.. قولي ماذا ينقصني فقالت له بنفس اللهجة الهادئة: ينقصك الايتيكيت ايها السيد آنذاك هب واقفاً وقال: اسمعوا ابنة ملكة بريطانيا العظمى تقول لي ينقصك الايتيكيت, وهل انا سفير لكي التزم بالبروتوكول والايتيكيت لكن الذنب ليس ذنبك بل ذنب والدك وشقيقك.. لا اعرف كيف يسمحا لك ان تتفوهي بترهات كهذه.. سكت لبرهة من الوقت ثم قال بلهجة حازمة.. اسمعوا اعتبروا خطوبتي من ابنتكم كأن لم تكن.. انا ذاهب وانتظر اعادة المبالغ والمصوغات.. عندما خرج من الباب الخارجي كان يردد بينه وبين نفسه بنت الـ(.....) تريد مني الايتيكيت.. هل يجب علي ان اتعلم الايتيكيت؟.. وما هو الايتيكيت حتى اتعلمه؟ ثم فسخ خطوبة الخطيبة المطالبة بالايتيكيت من الخطيب الذي لايزال يتساءل عن معنى الايتيكيت لكن لايزال يتساءل هل يجب ان اتعلم الايتيكيت؟ وقبل ذلك ما هو الايتيكيت؟ وجهنا سؤالي الرجل الى المحامي ديار خوشناو فأجابنا قائلاً: الايتيكيت لغة اللباقة واللياقة انه النظام السلوكي الاجتماعي او ما يعرف بآداب السلوك الانسانية, والانسان لايتعلم فنون هذا النظام السلوكي بين ليلة وضحاها ولايلد من بطن امه وهو يحمل في جيناته اساليب الايتيكيت لانه سلوك يكتسبه في الصغر ويشب عليه وهو الامر الذي نفتقده لدى اعداد كبيرة من الناس وخاصة من الرجال بدليل انهم لايراعون اصول المحادثة ويتكلمون بأصوات عالية او يتحدثون بسرعة البرق وهدير الرعد مقاطعين محدثيهم قاطعين الطريق عليهم لأي رأي مخالف. بناء على رأي السيد ديار حول افتقاد العديد من الرجال فنون الايتيكيت دون النساء سألنا السيدة سروين سليم (معلمة) لماذا يعتقد بعض الرجال ان الاتيكيت صناعة نسائية؟ فقالت: ان المرأة بطبعها رقيقة ولطيفة وتطرح اراءها في هدوء ويجب ان لاننسى تشدد الاهل مع البنات منذ صغرهن بوجوب عدم رفع اصواتهن في حين يشجعون الاولاد على ذلك, حتى عندما يكبر هؤلاء يبقون على الطباع التي تطبعوا بها في طفولتهم ويزيدون اليها التمسك بارائهم الرجال كلهم بعدم مراعاة اصول الايتيكيت بل هنالك العديد من الرجال حتى لو كانت خاطئة ومحاولين, فرضها على الآخرين بشتى الاساليب وقطعاً انا لا اتهم الرجال كلَّهم بعدم مراعاة الايتيكيت بل هناك العديد من الرجال في كافة الدول الشرقية لايكترثون لها في حين نجد ان الاطفال في الدول الغربية يتعلمونها في مرحلة الدراسة الابتدائية.. وربما في الحضانة والروضة.



اكد كارزان محمود (عراقي مقيم في النرويج) ما قالته سروين حول اهتمام الاوروبيين بالايتيكيت فقال يوجد في اوروبا مختصون ومختصات في امور الايتيكيت وهنالك العديد من البرامج الاذاعية والتلفزيونية خاصة باساليب التصرف المهذب, المسألة بالنسبة للاوروبيين مسألة علمية لها قواعدها واصولها يتعلمها المرء على يد اساتذة مختصين في حين نرى الرجل الكردي المعروف باتزانه ولباقته قد اخذ هذه الطبائع الجميلة من العادات والتقاليد الاجتماعية الاصيلة لكن يجب عدم الوقوف عند هذا الحد بل يجب مواكبة الدول المتطورة في هذا الصدد لان الايتيكيت من رموز التمدن والحياة العصرية حتى ان له علاقة وطيدة بالنظام السياسي.



تعجبنا من جملته الاخيرة حول علاقة الايتيكيت بالنظام السياسي فقلنا للسيد حسن اسماعيل (متقاعد) هل ترى ثمة علاقة ما بين الايتيكيت والنظام السياسي؟ فقال: نعم هنالك علاقة وطيدة بين الاثنين.. فكلما كان النظام السياسي ديمقراطياً كان الحكام والمحكومون مراعين لاصول الايتيكيت اما النظم الدكتاتورية فتنجب اشخاصاً كبرزان التكريتي الذي هرج ووجه الشتائم في المحاكمة امام انظار الملايين من المشاهدين.. ان الدكتاتورية تخلط ما بين الفظاظة والحزم.. ان الشخص الدكتاتور تصرفاته بعيدة عن اللياقة والذوق وسلوكياته تنم عن عدم مراعاة شعور الآخرين.. ان الفظاظة لاتعكس القوة بقدر ما تعكس الضعف..ويدفع الشخص ثمنها من سمعته على المدى البعيد.



محدثنا الاخير كان السيد عثمان حسن الذي قال لنا: ان المجالات الحياتية والعلاقات الاجتماعية كافة باتت خاضعة للأيتيكيت.. فثمة امور مستجدة في ايامنا هذه تحتاج منا الى مراعاة فنون الايتيكيت في التعامل معها واستخدامها كالموبايل والدخول في محادثات عبر الانترنيت.



** ~~ منقـــــــول~~**
2
385

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بوبا القطه
بوبا القطه
:) مشكوره على النقل
غزالة البدو
غزالة البدو
العفو يا الغاليه