الإيمان بالقضاء والقدر

ملتقى الإيمان

السؤال:

ما منزلة الصبر في الإسلام ؟ وعلى ماذا يصبر المسلم ؟.


الجواب:


الحمد لله
الإيمان بالقضاء والقدر من أركان الإيمان .. ولا يتم إيمان المسلم حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطؤه .. وما أخطأه لم يكن ليصيبه .. وأن كل شيء بقضاء الله وقدره كما قال سبحانه .. ( إنا كل شيء خلقناه بقدر ) القمر/49 .

الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد . والصبر صفة كريمة .. وعاقبته حميدة . والصابرون يأخذون أجرهم بغير حساب كما قال سبحانه : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) الزمر / 10.

وكل ما يقع من المصائب والفتن في الأرض , أو في النفس , أو في المال, أو في الأهل , أو في غير ذلك .. فالله سبحانه قد علمه قبل وقوعه .. وكتبه في اللوح المحفوظ كما قال سبحانه : ( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ) الحديد/22.

وما يصيب الإنسان من المصائب فهي خير له , علم ذلك أو لم يعلم لأن الله لا يقضي قضاءً إلا هو خير كما قال سبحانه ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) التوبة/51 .

وكل مصيبة تقع فهي بإذن الله ومن يؤمن بالله ولو شاء ما وقعت .. ولكن الله أذن بها وقدرها فوقعت كما قال سبحانه : ( ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم ) التغابن/11.

وإذا علم العبد أن المصائب كلها إنما بقضاء الله وقدره .. فيجب عليه الإيمان والتسليم والصبر.. والصبر جزاؤه الجنة كما قال سبحانه : ( وجزاهم بما صبروا جنة وحريراً ) الإنسان/12.

والدعوة إلى الله رسالة عظيمة .. يتعرض من يقوم بها لكثير من الأذى والمصائب .. لذا أمر الله رسوله بالصبر كغيره من الأنبياء فقال ( فاصبر كما صبر ألوا العزم من الرسل ) الأحقاف/35.

وقد أرشد الله المؤمنين .. إذا حزبهم أمر .. أو وقعت لهم مصيبة أن يستعينوا على ذلك بالصبر , والصلاة , ليكشف الله همهم .. ويُعجل بفرجهم .. ( يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين ) البقرة / 153.

ويجب على المؤمن الصبر على أقدار الله .. والصبر على طاعة الله .. والصبر عن معاص الله .. ومن صبر أعطاه الله الأجر يوم القيامة بغير حساب كما قال سبحانه : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) الزمر / 10 .

والمؤمن خاصة مأجور في حال السراء والضراء .. قال عليه الصلاة والسلام .. ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير , وليس ذلك لأحد إلاّ للمؤمن , إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له , وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ) رواه مسلم برقم 2999.

وقد أرشدنا الله إلى ما نقوله عند المصيبة .. وبين أن للصابرين مقاماً كريماً عند ربهم فقال : ( وبشر الصابرين ، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) البقرة /155-157 .




من كتاب أصول الدين الإسلامي تأليف الشيخ محمد بن ابراهيم التويجري . (www.islam-qa.com)
2
368

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

! مــ هـتـان ـــزن !


بارك الله فيك غاليتي * أم نووووره * واجزل لك العطاء

مما قرات من الاحاديث والآيات التي تحثنا على الصبر

وما زلت احتفظ بها في مفضلتي هذه الاحاديث والآيات التي تحثنا على الصبر والرضا بقضاء الله وقدره

ارجو ان ينفع بها الله الجميع ويدلنا على طرق الخير والمثوبة

*

*

قال تعالى (البقرة 155): {ولنبلونكم بشيء مِنْ الخوف والجوع ونقص مِنْ الأموال
والأنفس والثمرات، وبشر الصابرين.{


-عَنْ أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: مر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
عَلَى امرأة تبكي عند قبر فقال: <اتقي اللَّه واصبري>
فقالت: إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي
ولم تعرفه، فقيل لها إنه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.
فأتت باب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
فلم تجد عنده بوابين فقال: لم أعرفك! فقال: <إنما الصبر عند الصدمة الأولى>
مُتَّفّقٌ عَلَيْهِ.
وفي رواية لمسلم: <تبكي عَلَى صبي لها> .

- عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال:
<يقول اللَّه تعالى: ما لعبدي المؤمِنْ عندي جزاء إذا قبضت صفيه مِنْ أهل الدنيا
ثم احتسبه إلا الجنة> رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.


- عَنْ أبي يحيى صهيب بن سنان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال
قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:
<عجبا لأمر المؤمن! إن أمره كله له خير
وليس ذلك لأحد إلا للمؤمِنْ: إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له
وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له> رَوَاهُ مُسْلِمٌ

-عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:
<من يرد اللَّه به خيرا يصب مِنْه> رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

وضبطوا <يصب> بفتح الصاد وكسرها.

- عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:
<ما يزال البلاء بالمؤمِن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى اللَّه تعالى
وما عليه خطيئة> رَوَاهُ الْتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.

أم نووووره
أم نووووره
مــ هـتـان ـــزن
جزاك الله خيرا اختي على مشاركتك الجميله وإن شاء الله انكون من الصابرين