دروس في الإيمان
غرس احترام القرآن في النفوس: (40)
ومما يجب الاهتمام به الاجتهاد في غرس احترام هذا الكتاب في نفوس الأمة احتراما صادقا، حتى يقدروه حق قدره، فهو كلام الله الذي شرف الله به هذه الأمة، فأنزله عليها، وجعلها أهلا لحمله والقيام به، وخاطبها فيه وأمرها ونهاها، وحفظها به، ولولا حفظ الله لهذه الأمة بهذا القرآن لكانت قد اضمحلت وذابت في غيرها من الأمم واضمحلت لغتها، لما نزل بها من المحن والمصائب التي كان يكفي لاضمحلالها شيء يسير منها، لهذا يجب أن تقدر هذه الأمة كتاب الله حق قدره، وتحفظه، كما حفظها، قال تعالى مبينا تشريفه لهذه الأمة بهذا القرآن: {فاستمسك بالذي أوحينا إليك إنك على صراط مستقيم وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون}. الزخرف: 43-44.
وقال تعالى: {بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون}. المؤمنون: 71.
وقال تعالى: {لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون}. الأنبياء: 10 [لا أقصد بغرس احترام القرآن في النفوس مجرد إحداث التفاعل العاطفي , فهذا الاحترام موجود لدى غالب المسلمين, والدليل على ذلك أن الفسقة الذين قد لا يفتحون المصحف للقراءة فيه , إذا وقع المصحف في يد أحد هم انحنى له وقبله , ويفعل ذلك بعض من يحارب الحكم بهذا القرآن , وإذا أردت أن ترى بأم عينك تلك العاطفة نحو القرآن فضع المصحف أمامك على بساط المسجد في الأرض , لترى كيف يغضب غالب من يراك تفعل ذلك , مبالغة في احترام القرآن , ولكن هؤلاء الغاضبون-لجهلهم-لا يغضبون من محاربة الطغاة تحكيم القرآن , وأيهما أولى بالغضب وضعه على بساط نظيف في الأرض أم إبعاده عن توجيه الأمة في حياتها كما أراد لها ربها؟
هذا الموضوع مغلق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️