الإيمان هو الأساس الحلقة (56)

ملتقى الإيمان

دروس في الإيمان (56)

المبحث الثاني:

عموم رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

لا يصح إسلام أحد من البشر، ولا يقبل الله منه دينا - بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم - إلا بالإيمان به، فلا إيمان بالله وكتبه ورسله لمن لم يؤمن بعبد الله ورسوله، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ويشهد له بالرسالة، كما يشهد لله بالوحدانية، ولهذا قرنت شهادة أن محمدا رسول الله، بشهادة أن لا إله إلا الله.

وقد أخذ الله على أنبيائه ورسله الميثاق على تصديق بعضهم بعضا.

قال ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى:
{وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ءأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين}.آل عمران: 81.

قال:
(يخبر تعالى أنه أخذ ميثاق كل نبي بعثه من لدن آدم عليه السلام، إلى عيسى عليه السلام لمهما آتى الله أحدهم من كتاب وحكمة، وبلغ أي مبلغ، ثم جاء رسول من بعده ليؤمنن به ولينصرنه، ولا يمنعه ما هو فيه من العلم والنبوة من اتباع من بعث بعده ونصرته...-ثم قال-: قال علي بن أبي طالب وابن عمه ابن عباس، رضي الله عنهما:ما بعث الله نبيا من الأنبياء إلا أخذ عليه الميثاق لئن بعث الله محمدا وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه) .

أدلة عموم رسالته صلى الله عليه وسلم:
وهو يمتاز على سائر الرسل، عليهم الصلاة والسلام، بأن رسالته عامة إلى كل مكلف في هذه الأرض، من الجن و الإنس.

كما قال تعالى: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}. الأنبياء: 107.

وقال تعالى: {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا} الفرقان: 1.

وقال تعالى: {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون}. الأعراف: 158

فقد ذُكِرَتْ هذه الآية الكريمة بعد أن ذكر الله في الآيات التي سبقتها ما دار بين الرسل السابقين وأممهم، من لدن نبي الله ورسوله نوح إلى نبيه ورسوله عيسى صلى الله عليهم جميعا وسلم، وذلك يدل مع عموم النص والتوكيد الواضح في الآية على عموم رسالته صلى الله عليه وسلم.

وقال تعالى: {وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون}. سبأ: 28.

ومما يدل على عموم رسالته صلى الله عليه وسلم دعوته للجن وسماعهم بعض آي القرآن منه، وإيمان من هداه الله منهم به - وقد نص الله تعالى في كتابه على أن الجن كالإنس إنما خلقوا لعبادته، وعبادته لا تصح إلا إذا كانت على هدى منه ولا هدى إلا عن طريق رسله -.

قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}. الذاريات: 56.

وقال تعالى: {وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم} الأحقاف: 29-30.

وقد أنزل الله في الجن سورة سميت باسمهم.

قال تعالى في أول السورة: {قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآن اعجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا}. الجن : 1-2

.

وثبت عموم رسالته صلى الله عليه وسلم في سنته، كما ثبت في كتاب ربه.

فقد روى جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
{نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، فأيما رجل أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة}.
0
322

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️