دروس في الإيمان (60)
الأمر الرابع: من الأمور التي تترتب على كون الرسول صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين:
أن الأمم الأخرى - غير الأمة الإسلامية - عليها أن تدخل في هذا الدين، وتتبع الرسول صلى الله عليه وسلم، وعليها إن كان عندها شك في كون الرسول صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وكونه يجب اتباعه على كل الناس، أن تجتهد في الاطلاع على ما جاء به هذا الدين، لتصل إلى الحقيقة، فإن أي منصف يطلع على هذا الدين لا بد أن يعلم أنه حق وأنه جاء من عند الله، وأن أحداً لا يعذر في عدم اتباعه بعد أن تقوم عليه الحجة بمعرفة هذا الدين.
دجالون كذابون:
ولا بد هنا من التنبيه على أنه قد لا يخلو زمان من وجود دجالين كذابين، يدعون أنهم أنبياء، وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك، كما روى أبو هريرة، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أنه قال:
( لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون، قريب من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله ).
ونحن نحمد الله أن الذين يدعون النبوة يحملون معهم دليل كذبهم، وهي الصفة التي أبرزها الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث، في كل من يدعي الرسالة بعده، فإذا كانت البراهين قد قامت على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي خالطه صفوة الناس وخيار الأمة، من وقت بعثته إلى أن قبضه الله إليه، فلم يزدادوا إلا يقينا بصدقه.
حتى كان بعضهم إذا حدث عنه قال:
( حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الصادق المصدوق ) .
بل إنه اشتهر بالصدق والأمانة بين قريش قبل بعثته، حتى إنهم لمعرفتهم تَأَصُّل تينك الصفتين - وغيرهما من خلال الخير فيه - سموه الأمين.
كما أن أصحابه، رضي الله عنهم - وهم الذين نقلوا لنا عنه هذا الدين، بنقل الكتاب والسنة والسيرة العطرة - كانوا كذلك صادقين شهد بصدقهم حالهم وفعلهم، والذي يقرأ تراجم القوم وسيرهم يدرك أنهم كانوا في القمة من الصدق والعدل والصلاح.
بخلاف من ادعى النبوة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أو بعد وفاته، فإن من خالطهم أدنى مخالطة، واستمع إلى ما يقولون يظهر له بداهة كذبهم ودجلهم، كما لا يشك في أن أتباعهم مثلهم من الفجار الكذابين الذين يعلمون كذبهم.
وإذا قارن العاقل أدنى مقارنة بين ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وبين ما جاء به الدجالون، يتضح له أن ما جاء به الرسول فيه الهدى والخير والصلاح والفلاح، وأن ما دعا إليه الدجالون، ما هو إلا شر وضلال وفساد، وان الذين يناصرونهم إنما هم الطغاة الظلمة المفسدون في الأرض.
كما هو حال القادياني الهندي الذي بعثه الإنجليز ليزعم للناس أن الرسالة لم تنقطع وأنه هو رسول للأمة، ووجد ممن بعثه المناصرة والتأييد، كما ناصره اليهود أعداء الرسالات، وبخاصة رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
هذا الموضوع مغلق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️