الإيمان هو الأساس الحلقة (70)

ملتقى الإيمان

دروس من الإيمان (71)

شــبـهــة شـيطـا نـيـة

تمهيد

إن ما سبق من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية في موضوع الإيمان باليوم الآخر، لا تدع مجالا للشك في أن الإيمان باليوم الآخر أصل من أصول الإيمان التي لا يصح إيمان العبد إلا بها.. وهذا مما أجمعت عليه الأمة، وعلم من الدين بالضرورة..

فمن ادعى الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وأنكر الإيمان باليوم الآخر وما فيه من الجزاء، من جنة ونار، وغير ذلك مما وردت به نصوص القرن والسنة، فليس بمؤمن - في الحقيقة - لأن الله الذي يدعي أنه مؤمن به، قد قرن الإيمان باليوم الآخر بالإيمان به، كما سبق..

وإذا أنكر الإيمان باليوم الآخر غير المسلم، فالأصل في مجادلته أن تقام عليه الحجة في موضوع الإيمان بالغيب جملة، وفي مقدمة ذلك الإيمان بالله وبكتابه وبرسوله صلى الله عليه وسلم، فإذا آمن بالقرآن لزمه الإيمان بكل ما أخبر به القرآن، ومنه الإيمان باليوم الآخر.

أما أن ينكر الإيمان باليوم الآخر من يدعي الإيمان بالله تعالى وبالرسول صلى الله عليه وسلم، وبالقرآن، أي يزعم أنه من المسلمين، فهذا ممن يؤمن ببعض القرآن ويكفر ببعض، ولا إيمان لمن لم يؤمن بالقرآن كله.

عبارة فاسدة ( ما عبدتُ الله خشية من عذابه، ولا طمعا في جنته )

ولقد بالغ بعض العلماء - حرصاً منهم على أن يخلص المسلم عبادته لله تعالى - فأطلقوا عبارات يخالف ظاهرها الكتاب والسنة..

ولكنهم لم يقصدوا – أبداً - التشكيك في الإيمان باليوم الآخر، وإنما قصدوا إخلاص العبادة لله، بحيث لا يلتفت المسلم في عبادته لربه إلى أي شيء من حظوظ نفسه، حتى ولو كان ذلك الحظ هو الرغبة في الجنة والخوف من النار.

ومن أشهر العبارات الشائعة المتناقلة في هذا الباب، العبارة المنسوبة إلى رابعة العدوية..

وقد سألها الثوري:
ما حقيقة إيمانك؟

فقالت:
"ما عبدت الله خوفاً من ناره ولا حباً لجنته، فأكون كالأجير السوء، بل عبدته حباً له وشوقاً إليه".

وقد اعتبر الهروي هذا المعنى من تعظيم حرمات الله..

حيث قال:
"وهي على ثلاث درجات الدرجة الأولى تعظيم الأمر والنهي، لا خوفاً من عقوبة فتكون خصومة للنفس، ولا طلبا للمثوبة فيكون مستشرفا للأجرة.."

ولهذا المعنى أيضا جعل " الرجاء أضعف منازل المريدين.." ..

وللحديث بقية..
0
352

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️