الإيمان هو الأساس: دروس في الإيمان-الدرس االتاسع والعاشر

ملتقى الإيمان

الإيمان هو الأساس-دروس في الإيمان(9)
وجوب الإيمان بأسماء الله وصفاته على أساس قاعدتين
اعلم أنه يجب الإيمان بأسماء الله تعالى وصفاته كما وردت في كتابه، وفي سنة رسوله الصحيحة على أساس قاعدتين:
القاعدة الأولى: إثباتها على أساس تنزيه الله تعالى عن مشابهة المخلوقين، وقد دلت على هذه القاعدة نصوص كثيرة، في القرآن والسنة، كما قال الله تعالى ى {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}. الشورى: 11
القاعدة الثانية:فهم معناها مع قطع الطمع عن الإحاطة بكيفيتها،كما قال تعالى:{يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما} طه:110.
فإذا آمن العبد بأسماء الله وصفاته على أساس هاتين القاعدتين، وعلم هذا المطلب العظيم، وتعبد ربه سبحانه وتعالى به، حقق له العبودية لله تعالى.
وقد حفل كتاب الله، وكذا سنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، بذكر أسماء الله وصفاته في سياق تقرير أصول الإيمان وفروعه، وفي سياق تقرير قواعد الإسلام وأجزائه، وفي تشريع الأحكام الفقهية بأبوابها المتنوعة، ليتعرف الله بتلك الأسماء والصفات الجليلة، إلى عباده، فيعبدوه بها حق عبادته، وليربط سبحانه تصرفاتهم، به عن طريق أسمائه وصفاته، التي يريد منهم أن يستحضروها عند تصرفاتهم في الحياة-فعلا وتركا-فيذكروا ربهم عند ذلك، ذكرا يدفعهم إلى العمل بما يرضيه، وترك ما يسخطه.
الإيمان هو الأساس-دروس في الإيمان(10)
الغاية من معرفة أسماء الله وصفاته:
وقد بين تعالى الغاية من تعرفه إلى عباده بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، وهي عبادته بها، كما قال تعالى: {قل ادعوا الله أو ا دعوا الرحمان أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى}. الإسراء: 110. وقال تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون} الأعراف: 180.
وضوح تلك الغاية في القرآن لمن تدبره:
وإنه ليصعب على الباحث تتبع المواضع التي وردت فيها أسماء الله وصفاته، في أصول الإيمان وفروعه، وقواعد الإسلام وجزئيا ته، لكثرة ذلك في كتاب الله، ولكن قارئ القرآن إذا تدبره أدنى تدبر، وتأمله أدنى تأمل، تبين له بوضوح أن كل اسم أو صفة، ذكرها الله في كتابه في أي مناسبة كانت يكون المقصود منها تلك الغاية العظيمة، وهي ذكر الله في كل فعل وترك، ذكرا يدفع صاحبه إلى العمل بما يرضي الله، وترك ما يسخطه.
مناسبة الأسماء والصفات للسياقات التي تذكر فيها:
كما أن كل اسم من أسماء الله، أو صفة من صفاته، يكون ذكرها مناسبا للسياق الذي ذكرت فيه غاية المناسبة، فإذا كان السياق يقتضي رحمة الله ومغفرته، ذكر فيه ما يناسب ذلك كأسمائه:الرحمن الرحيم الغفور، وإذا كان السياق يقتضي إشعار العبد بما يعمل في سره وعلنه، ذكرت الأسماء الدالة على كمال علم الله وإحاطته بكل شيء،كأسمائه: العليم البصير السميع العليم الخبير، وإذا كان السياق يقتضي قدرة الله وجبروته وعظمته، ذكر من أسمائه ما يناسب ذلك، كأسمائه: العظيم الجبار المتكبر القهار، والمقصود من ذلك-والله أعلم-أن يعبد الإنسان ربه حق عبادته بأسمائه وصفاته، فيكون في كل أفعاله مرتبطا بربه-فعلا وتركا-مخلصا أعماله لله، مطيعا له طاعة كاملة، محبا لما يحبه الله، مبغضا لما يبغضه الله.
0
523

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️