الإيمان يماني والحكمة يمانية (2)

ملتقى الإيمان

الإيمان يماني والحكمة يمانية (2)

<FONT size=7><FONT color=#ff0000><FONT size=7>عبد الرحمن بن ندى العتيبي


الحمد لله وبعد: في حديثنا عن علماء اليمن ذكرنا منهم المحدث الشيخ مقبل الوادعي وقد حصل لنا في سفرنا إلى اليمن الوصول إلى قريته وحضور درسه ومقابلته.

ولعل بعض القراء يرغب في معرفة أحوال الشعوب ويستفيد مما شاهده غيره في رحلاتهم فسأذكر شيئاً مما اطلعنا عليه من أحوال في بلاد اليمن، وقد دونت من قبل شيئاً من ذلك في حينه، وأول محطة نزلنا بها في اليمن كانت في قرية حدودية اسمها البقع وفيها مركز جوازات وهذه القرية بلا كهرباء، فلذلك المركز لا يعمل بعد الساعة الخامسة مساء، ويبدأ العمل في الساعة الثامنة صباحاً ومن وصل إليه في ليل فلابد أن ينتظر الصباح حتى يسمح له بدخول اليمن أو الخروج منها.


في هذه القرية بعض المساكن مبنية من الأخشاب ومن خلال مرورنا على دكاكين القرية رأينا الأسلحة الخفيفة كالرشاش والمسدس تُباع ويمكن استئجارها للتنقل وحملها داخل اليمن ثم عند العودة تُعاد إلى صاحبها وتُدفع الأجرة، وغالبية أهل اليمن يحملون السلاح خارج المدن الكبيرة، وهذا غير مستغرب عندهم، وعندما أردنا المبيت في القرية قال أحد الأخوة: كيف يأتينا النوم وهؤلاء الرجال من حولنا يحملون الأسلحة؟ ولكن الوضع آمن فنمنا واستيقظنا في اليوم التالي فأردنا مواصلة السير باتجاه صعدة وقد رأينا بعض الأشخاص يخزن القات، فسألنا عن ذلك فقالوا: من يخزن يجد متعة في ذلك ويشعر بفتور في جسمه، ورأينا القات يُباع وهو شبيه بالجرجير ومن يخزن يضع شيئاً من أوراقه في فمه ثم يأخذ طعمه، وتجده كل فتره يبصق وقد بدا مظهره وكأن انتفاخاً في خده وهو مظهر غير لائق، ويزرع القات عندهم بكثرة وقد أفتى علماؤنا بتحريم القات لأنه ثبت أنه مفتر ومضر وشراؤه تضييع للمال فهو غير مفيد للجسم.


بعد العصر واصلنا المسير باتجاه قرية الشيخ مقبل متجهين إلى صعدة وهي تبعد عن الحدود ثلاثمائة كم تقريباً سلكنا طريقاً صحراوياً وكانت الطريق وعرة مررنا من خلال أعالي جبال ام الرياح وكانت القيادة فيها صعبة مما جعلنا نتأخر، فلم نصل إلى صعدة إلا بعد منتصف الليل وبتنا في الفندق.


الجو في صعدة لطيف فلم نحتج إلى مكيف أو مراوح مع أننا في الصيف في الصباح اتجهنا إلى قرية دماج التي تبعد عن صعدة أحد عشر كيلو متراً، صعدة فيها مبان من طين وغالبية المساكن في اليمن فيهم البساطة ويغلب على السكان قلة ذات اليد حتى إن أحدهم قال لنا: أنتم تعيشون في بلادكم حياة منعمه مرفهة متوافر لكم كل شيء بخلاف معيشتنا في اليمن.


دخلت أحد المحلات في صعدة فإذا البائع يهودي من يهود اليمن ولهم تميز في المظهر فهم يجعلون شعر الرأس على شكل ضفائر وهذا ما رأيته في صاحب المحل وابنه الصغير، وقيل إنهم ألزموا التميز في لباسهم عن المسلمين حتى يعرفوا، المحل تباع فيه »الجنبيه« وهي الخنجر الذي يجعله أهل اليمن من ضمن لباسهم الشعبي، تركنا صعدة وواصلنا باتجاه قرية الشيخ.



لقاؤنا بالشيخ مقبل الوادعي
6
553

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الجـمــ ام ـــــان
جزاك الله الجنه ووالديك غاليتي
وكثر من امثالك يا الحنونه

قهوة الضيافة
قهوة الضيافة
همسات الوادي
همسات الوادي
سبحان الله والحمد لله ولااله الا الله والله اكبر
جزاكي الله خير
لولي 2009
لولي 2009
جزاك الله الجنه
الاميرة الشهري
بارك الله فيكَ على هذه المشاركة
وجزآك الله خيراً على هذا المجهود
وجعله الله في ميزان حسناتك