المحامية نون

المحامية نون @almhamy_non

🏅نجمة التصوير ✨ عضوة مثابرة

الاباء والابناء بين البر والعقوق (فعالية وصايا إلهيه)

الأسرة والمجتمع





حين نتحدث عن البر بالآباء ..

يجب ان لاننسى أن البر ينشأ ويتغذى وينمو مع التربية
فالبذرة الصالحة لكي تنتج ثمراً طيباً يجب أن تغرس في تربة صالحة
وتسقى بماء طيب .. وتتعهدها يد الرعاية والعناية تشذبها وتقتلع الطفيليات التي تؤذيها
وهذا الدور الضخم المسؤول يقع على عاتق الوالدين .. الأب والأم ..
بالتضحيات جسيمة يقدمانها على طبق من حب غير مشروط ولايعرف الحدود

وحديثي معكن يبدأ بمجد الأمومة ..
فكم من امهات كن واهبات الحياة على الدهر وصانعات التاريخ ..
فهذه سيّدة الأمهات آمنة جادت على الإنسانية بوليد
حملت الملايين رايته على مر الزمان ..
وبلغت به مالن تبلغه ملكة متوجة ، أو فارسة لايشق لها غبار ، أو عالمة مبتكرة ..
تلك أمومة باهرة .. أنجبت خير البشر .. وخير من أوصى بالوالدين ..
النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ..الذي ضرب على أوتار الرحمة ،
والذي أعطى للأمومة ابعاداً ومعاني جديدة
ورفعها مقاماً عالياً....

حين قال لمن سأله عن أحق الناس بإكرامه
أجابه صلى الله عليه وسلم :
(أمك .. ثم أمك ..ثم أمك .. ثم أباك .. )

فأي شعور غامر يملأ قلب كل أم حين تقرأ سطور إكرام النبي ؟!

وحين جاءه أحد أصحابه يبتغي أن يخرج مجاهداً معه ،
ولما علم بأن له آما تركها لأجل الجهاد ، قال له :
( ويحك ! الزم رجلها فثمّ الجنة !).




الأبوة القدوة :
كان رسول الله فخر الأبوة والقدوة التي أضاءت مثل الشمس الساطعة
فلم تر الإنسانية مثيلا له في تربية الأبناء،
كان يعامل أولاده وأحفاده بحنان كبير،
ولم يكن ينسى في الوقت ذاته أن يوجه أنظارهم إلى الحياة الأخرى
كان يضمهم لصدره ويبتسم لهم ويداعبهم، ويقبلهم
ولكنه لم يكن يغض طرفه عن أي إهمال لهم حول امور الآخرة،
ويهيئهم لعوالم علوية وللحياة الخالدة بعد الموت،
علمنا الرسول صلى الله عليه و سلم في تربية الأبناء
أن نحذر من الوقوع في الإفراط أو التفريط،
بل نختار الطريق الوسط في التربية لينشأ الأبناء على البر والتقوى .
وعلى تقدير الحياة ومعطياتها ، وعلى الإحسان بالوالدين .

ومن مثال شـفـقـة الرسول صلى الله عليه وسلم على أولاده وأحـفاده
روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه،
الذي خدم رسول الله صلى الله عليه و سلم عشر سنين أنه قال:
"ما رأيت أحدًا كان أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه و سلم"
أجل، كان يتصرف بشفقة ورحمة وعن عاطفة حقيقية نابعة من صميم قلبه
ضارباً لنا المثل الأعلى في التربية ومسؤولية الأبوة التي تصنع
جيل بار من الأبناء..
وضرب أفضل الأمثلة على إقامة التوازن التربوي فيهم منذ الصغر

ولم يقتصر حب الرسول ا صلى الله عليه و سلم على أولاده وعلى أحفاده
بل تعداه إلى أولاد المسلمين على السواء.
وفي كل مرة كان يدخل فيها المدينة كنت تراه يلاطف الصغار ويشاركهم لعبهم

كما أنه لم يكن أولاده الذكور وأحفاده هم الداخلين فقط ضمن دائرة حبه وحنانه،
فقد كان يحب بناته وحفيدته أُمامة
مثلما يحب حفيديه الحسن أو الحسين رضي الله عنه
فكثيرا ما شوهد وهو يخرج من البيت وعلى كتفه أُمامة،
وكان يحملها أحيانا على ظهره وهو في صلاة النافلة
فإذا ركع وضعها على الأرض وإذا قام رفعها.وكان هذا التصرف الملئ بالحب
ليس له سابقة في مجتمع كان الناس فيه حتى عهد قريب يئدون البنات،
وبذا أعطى للأبوة بعداً جديداً للتربية المقرونة بالمحبة
لكي يعلم المسلمين كيف يزرعوا الحب والبر في أبناء هم
ليذكرهم بتلك الصور المشرقة .. ويحنون لهم ويبروهم كما تلقوا منهم
دروس الحب والحنان والعطف .


يقول الله تعالى :
( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً
ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ).


هذه الآيات الكريمة تذكرنا حقيقة أن الأيام لاتدوم للإنسان على حال
فالوالدين اليوم قد يكونان على درجة من القوة والأبناء في مراحل النمو
يحتاجون فيها إلى الرعاية والعناية ..
وغداً يشيخ الأبوان ، ويكبر الصغار ويقوى الأبناء.
فدعوننا لاننسى هذه الحقيقة ونضعها نصب أعيننا
فلا نأمن لجانب الأيام .. ولا نغتر بقوة نملكها ..
ولا تجرفنا متع أو مال أو جاه فنكون من الغافلين ..
فكل منا ستمر عليه دورة الحياة ..
خلقنا من ضعف إلى قوة .. إلى ضعف وشيبة ووهن واضمحلال ...

ومهما بلغنا من مجد أو نجاح أو جاه أو مال ..
فنحن في الحقيقة لسنا صانعي مجدنا ...
ولا مالنا .. ولا شيء من نجاحنا .. بذاتنا المجردة
بل الأصل فيما نصله من ارتقاء .. فضل الله أولاً ..
ثم تضحيات الوالدين التي لاتعرف الحدود .. ولا تنتظر المقابل .

في البر النجاة :
نقرأ ذلك في قصة الثلاثة الذين لجؤوا إلى غار فانطبقت على مدخله صخرة فسدته
وعجزوا مجتمعين عن تحريكها ..فقالوا: لنبتهل إلى الله بصالح أعمالنا ليفرج عنا ..
فقال أحدهم: " اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران،
وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً، فنأى بي طلب الشجر يومًا،
فلم أرح عليهما حتى ناما، فحلبت غبوقهما، فوجدتهما نائمين..
فلبثت والقدح على يدي انتظر استيقاظهما حتى برق الفجر،
فاستيقظا فشربا غبوقهما، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك،
ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت قليلاً. ..
وتوسل صاحباه بصالح أعمالهما فانفرجت وخرجوا جميعاً
فانظروا كيف ان بر الوالدين كان سببا للنجاة !

أما الحديث عن عقوق الوالدين فهو حديث مؤلم نرى شواهد عليه في عالمنا الآن
وياليت من يميل الى العقوق يفكر بعاقبته في الدنيا والأخرة فيرتدع ويخاف الله.

ولنأخذ اليقين على ذلك من أحاديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم:
( كُلُّ الذُّنُوبِ يُؤَخِّرُ اللَّهُ مِنْهَا مَا شَاءَ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إلَّا عُقُوقَ الْوَالِدَيْنِ
فَإِنَّ اللَّهَ يُعَجِّلُهُ لِصَاحِبِهِ فِي الْحَيَاةِ قَبْلَ الْمَمَاتِ)


( ألا أخبركم بأكبر الكبائر ؟ قلنا : بلى يا رسول الله . قال :
الإشراك بالله , وعقوق الوالدين ) .

( إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه . قيل :
يا رسول الله ، وكيف يلعن الرجل والديه ؟
قال : يسب الرجل أبا الرجل ، فيسب أباه ، ويسب أمه فيسب أمه).


عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال :
( سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله؟
فقال :الصلاة على وقتها . قلت :ثم أي ؟
قال : بر الوالدين .
قلت ثم أي ؟ قال الجهاد في سبيل الله).

فلذا نتوجه بالقول الى الأبوين لأنه في أغلب الحالات
ينشأ العقوق من أخطاء تربية الأبناء من مثل :
عدم التنشئة السليمة منذ الصغر على الطاعة للوالدين
أو قد يكون أحد الوالدين أو كلاهما قدوة غير صالحة في التوجيه ..
أو في التزامهم الديني.. فينشأ الأبناء نشأة هامشية كما يشهدون واقعهم ..
بعيداً عن أخلاقيات الإسلام وجوهر الإيمان الذي يهذب النفوس ويزين القلوب
أو قد يكون السبب في العقوق التفرقة في معاملة الأبناء ..
أو الإساءات البدنية والنفسية التي تخزن شحنات من الحقد في نفوسهم
فيتضخم لدى البعض شعور الاضطهاد في نفوسهم مع الأيام
ثم يتفجر في أشكالٍ من الإساءة ضد الوالدين المتعبين ..
ووسائل الإعلام المنحرفة.. وأصدقاء السوء وتعاطي الممنوعات
كلها تحفر نفقاً عميقاً بين الأبناء والوالدين إسمه العقوق.

ومهما كانت الأسباب التي تجعل الأبناء يجنحون إلى القسوة وعقوق الوالدين
فيجب أن لاننسى الجزاء الأوفى عند الله تعالى
ونضع الوصايا الإلهية في البر نصب أعيننا :
( وبالوالدين إحساناً
)
وأمر الله مطاع .. وأجره غير ممنون للبارين بوالديهم في الدنيا والآخره .
11
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
أحسنت نون الطرح وأجدت في الربط بين العقوق وارتباطه بالأسباب التي تؤدي إليه
وبينت مسؤولية الوالدين في التربية والتعليم لتنشئة جيل من الأبناء مدرك واعي
بار بوالديه ..
جزاك الله خيراً غاليتي على حسن تناولك للموضوع وجميل أسلوبك وتناسق أفكارك
بوركت يامزهرة الحرف .
امي حب دائم
امي حب دائم
اللهم صلّ وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين عدد ما ذكره الذاكرون وعدد ما غفل عن ذكره الغافلون.
طــرح رائـع

بارك الله فيك واثابك الجنه


جزاك الله خيرا
وجعله في ميزان حسناتك

دمت برضى الله

تغريد حائل
تغريد حائل
الحبيبة نون:
طرحكِ.. قيّم
أفواج برّ، ومنابر رضا وجنان..!
بوركتِ ياقطرة الندى..
فلقد أجدتِ في نقش كنوز البرّ التي لا تفنى..!
وفقكِ الله، وجزاكِ المثوبة الحسنة!!
الجيل الجديد .
الجيل الجديد .
بارك الله فيك اختي الحبيبة وجزاك الله عنا كل خير
المحامية نون
المحامية نون
أحسنت نون الطرح وأجدت في الربط بين العقوق وارتباطه بالأسباب التي تؤدي إليه وبينت مسؤولية الوالدين في التربية والتعليم لتنشئة جيل من الأبناء مدرك واعي بار بوالديه .. جزاك الله خيراً غاليتي على حسن تناولك للموضوع وجميل أسلوبك وتناسق أفكارك بوركت يامزهرة الحرف .
أحسنت نون الطرح وأجدت في الربط بين العقوق وارتباطه بالأسباب التي تؤدي إليه وبينت مسؤولية...
مرحباً بك يافيض ....وشكراً لجميل كلماتك المزهرة دائماً ....جزاك الله كل خير ودمت غاليتي بحفظ الله