صبوحة

صبوحة @sboh

عضوة جديدة

الاتريدين أن تنالك صلوات الله ورحمتة؟؟

ملتقى الإيمان

أنا المؤمنة المحجبة، الصائمة المصلية، الصابرة الراضية، يبتليني الله بالمرض والمصائب، وهؤلاء السافرات المتفلتات ينعمن بالصحة والعافية، سعيدات بحياتهن، يرفلن بالنعم ولا يبتليهن الله بالمصائب؟!!

هذا التساؤل، أختي المسلمة، قد نسمعه يتردد على شفاه امرأة مسلمة، وقد لا نسمعه، ولكنه يثور همسا في نفسها ولا تجرؤ على البوح به.

نقول لكل أخت من أولئك الأخوات: إنها حالة من حالات ضعف الإيمان، ووسوسة من وساوس الشيطان، فاحذريها واستعيذي بالله سبحانه منها، واستعيني به تعالى عليها.

وحتى يطمئن قلبك، وترضى نفسك، ويكون لك حصن من هذه الحالات والوساوس، اقرئي وتأملي معنا ما يلي:

أ- تقول هذا المسلمة، أو يتردد في نفسها: "يبتليني الله " وهذا التعبير بحد ذاته دلالة على حب الله، فنحن نعلم- كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم- أن الله سبحانه إذا أحب عبدا ابتلاه. قال صلى الله عليه وسلم: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط " رواه الترمذي وقال: حديث حسن.

وعلى هذا فإن الابتلاء، إذا صبرت الأخت ورضيت، سبب في الثواب والأجر العظيم، كما في الحديث الذي رواه مسلم: " عجبا لأمر المؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له". وانتبهي أختي إلى قوله صلى الله عليه وسلم: "وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن "، أي أن المرأة غير المؤمنة لا أجر لها على صبرها على الضراء أو شكرها للسراء.

2- ما دام أنك مؤمنة بأن هذا الابتلاء من الله تعالى، فعليك ألا تجزعي، ولا تشتكي، لأن الرب سبحانه لا يظلم مثقال ذرة، ولعل ما يصيبك من ابتلاء تكفير لذنب، وهذا خير من تأجيل الحساب عليه إلى يوم القيامة .

عن أنس- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أراد الله بعبده خيرا عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة".

3- لو كان عطاء الدنيا دليل حب الله لأعطاه- سبحانه وتعالى- أنبياءه ورسله الصالحين.

وصدقيني- أختي المسلمة- إني حين وصلت إلى هذه الفقرة الثالثة من حديثي هذا إليك سمعت قول الله تعالى يتلوه القارئ من سورة الشورى: {فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون} فقلت في نفسي: سبحان الله. وقمت إلى تفسير ابن كثير أنقل لك كلامه في قوله تعالى هذا.

يقول ابن كثير: "يقول تعالى محقرا لشأن الحياة الدنيا وزينتها وما فيها من الزهرة والنعيم الفاني {فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا} أي مهما حصلتم وجمعتم فلا تغتروا به، فإنما هو متاع إلحياة الدنيا، وهي دار دنيئة فانية زائلة لا محالة، {وما عند الله خير وأبقى} أي وثواب اللة تعالى خيم من الدنيا، وهو باق سرمدي فلا تقدموا الفاني على الباقي، ولهذا قال تعالى: {للذين آمنوا} أي للذين صبروا على ترك الملاذ في الدنيا{وعلى ربهم يتوكلون} أي ليعينهم على الصبر في أداء الواجبات وترك المحرمات ". وتأملي يا أختي موقف هذه المرأة المسلمة تختار الابتلاء على المعافاة من أجل أن يغفر الله لها ذنوبها يوم القيامة، كما جاء في الحديث الذي أخرجه البزار ممن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فجاءته امرأة من الأنصار، فقالت: إن هذا الخبيث (الشيطان) قد غلبني. فقال لها: "إن تصبري على ما أنت عليه تجيئين يوم القيامة ليس عليك ذنوب ولا حساب " قالت: والذي بعثك بالحق لأصبرن حتى ألقى الله (ثم) قالت: إني أخاف الخبيث أن يجردني (من ثيابها). فدعا لها صلى الله عليه وسلم. فكانت إذا خشيت أن يأتيها أتت أستار الكعبة فتتعلق بها وتقول: اخسأ. فيذهب عنها.

وعند أحمد عن عطاء- رحمه الله- قال: قال لي ابن عباس- رضي الله عنهما-: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى. قال: هذه السوداء، أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع وأتكشف فادع الله لي، قال: "إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله لك أن يعافيك " قالت: لا، بل أصبر، فادع الله ألا أنكشف. قال: فدعا لها. رواه الشيخان.

وبعد:

فلعل الصورة الآن واضحة لك، فنجاة المبتعدات عن شرع الله من مصائب الدنيا ليس دليل خير، ولا تعني فوزهن وفلاحهن. كما أن ما يبتليك الله سبحانه به من مرض، أو نقص مال، أو فقد ولد، ليس دليل شر. وقفي معي قليلاً عند هذا الأخير، وأعني به "فقد الولد" فكثير من الأمهات يكون ابتلاؤها بفقد ولدها، سواء أكان جنينا أم وليدا أم طفلاً أم كبيرا، ولعل هذا الابتلاء من أشد ما تبتلى به المرأة. هل تريدين أن تعرفي أجر من تصبر على فقد ولدها؟ اقرئي هذا الحديث الصحيح المتفق عليه:

عن أبي سعيد الخدري- رضي اللة عنه- قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، ذهب الرجال بحديثك، فاجعل لنا من نفسك يوماً نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله، قال: "اجتمعن يوم كذا وكذا" فاجتمعن فأتاهن النبي صلى الله عليه وسلم فعلمهن مما علمه الله، ثم قال: "ما منكن من امرأة تقدم ثلاثة من الولد إلا كانوا لها حجابا من النار" فقالت امرأة: واثنين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " واثنين "

إذاً، فلنستقبل ابتلاء الله تعالى بالرضا والصبر، سواء أكان هذا الابتلاء فقد ولد أو قريب، أو مرضا عارضا أو مزمنا، أو نقصا في المال، أو بعدا الأهل والولد، متذكرين ومرددين قوله تعالى: {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}
أفلا تريدين أن تكوني ممن تنالهم صلوات ربهم ووحمته، )))))))))))))م ن ق و ل
12
841

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

امــواج
امــواج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلمت يداك غاليتي . صبوحة.
أسأل الله العلى العظيم ان ينفع بما خطته يداك وان يجعله في ميزان حسناتك

اختك ومحبتك في الله : امـواج
أم الحنان
أم الحنان
جزاك الله كل خير وجعـلنا من الصابرين ألمحتسبين
ورده الجوري
ورده الجوري
جزاك الله خير....اخيتي

وجعله الله في ميزان حسناتك..
fofo3
fofo3
بارك الله لك وسدد خطاك.
*-* ~ خلود ~*-*
*-* ~ خلود ~*-*
ما شاء الله .... اجزل الله لكِ المثوبة .... وثبتكِ على القول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة

آآآمين ..

"