*هبة

*هبة @hb_16

مشرفة مجالس الإيمان وقسم المجلس العام

الاحتساب تجارة المخلصين

ملتقى الإيمان




الاحتساب تجارة المخلصين

مما لا شك فيه أن ما عند الله خيرٌ وأبقى:

{وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} .

فما قدمه العبد لنفسه من الصالحات يجده عند الله تعالى كاملاً مضاعفًا:
{وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً}
.

من هنا تأتي أهمية الاحتساب، فماذا نقصد بالاحتساب؟

إن للاحتساب أنواعًا أو معاني، منها:
احتساب الأجر من الله تعالى عند عمل الطاعات التي يُبتغى بها وجهه الكريم سبحانه.

وإذا استحضر العبد هذا المعنى العظيم في نفسه عند قيامه بالطاعات فإنه سيدفع عن نفسه خواطر السوء من السمعة والرياء وطلبة المدح والثناء من الناس إلى غير ذلك من الآفات التي تحبط العمل أو تنقص الأجر؛ لأنه حصر همه في رضا الله وطلب الأجر منه. وعندئذ يفوز بالأجر العظيم والثواب الجزيل، كما دل عليه
قول النبي :

«من صام رمضان إيمانًا و احتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» .

وقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة
أن رسول الله قال

: «من اتبع جنازة مسلم إيمانًا و احتسابًا ، وكان معه حتى يصلَّى عليها، ويُفرغ من دفنها، فإنه يرجع من الأجر بقيراطين، كل قيراط مثل أحد» .

بل إن العبد المسلم يؤجر على نفقته على أهله وهي واجبة عليه كأجر الصدقة إن هو احتسبها كما ورد في الحديث:

«إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة وهو يحتسبها كانت له صدقة» .

فانظر كيف عظم الأجر بسبب الاحتساب في الطاعات؟!

ومن معاني الاحتساب: طلب الأجر من الله عند الصبر على البلايا والمكاره:
وقد مدح الله هذا الصنف من المؤمنين ووعدهم بالرحمة والهداية والأجر الكبير:

{الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ
(157)}
.

إن الناس في هذه الحياة يتعرضون لأنواع من البلايا والأمور التي تكرهها نفوسهم لا فرق في ذلك بين مؤمن وكافر، إلا من جهة احتساب الأجر بالنسبة للمؤمنين.

فالمسلم يمرض وكذا الكافر، ويموت أحباؤه وأقرباؤه، وكذا الكافر؛ لكن ثمة فرقًا مهمًا بينهما؛ ألا وهو ما يرجوه المؤمن من الأجر إن هو صبر واحتسب ورضي،

قال الله تعالى:
{وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ}
.

وانظر إلى جزاء المحتسبين في المصائب والشدائد،
يقول الرسول :

«إن الله لا يرضى لعبده المؤمن إذا ذهب بصفيه من أهل الأرض فصبر و احتسب ، وقال ما أمر به بثواب دون الجنة» .

واستمع إلى أم المؤمنين أم سلمة ا وهي تقول:

سمعت رسول الله يقول:

«ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم اؤجرني في مصيبتي واخلُف لي خيرًا منها، إلاَّ أخلف الله له خيرًا منها»

. قالت: فلما مات أبو سلمة قلت: أي المسلمين خيرٌ من أبي سلمة؟ أول بيت هاجر إلى رسول الله ، ثم إني قلتها فأخلف الله لي رسول الله ...".

وقد كان السلف يراجعون أنفسهم ويستحضرون النوايا الصالحة ويتواصون بالاحتساب طلبًا للأجر والثواب.

هذا الفاروق عمر بن الخطاب يقول:

"أيها الناس! احتسبوا أعمالكم؛ فإن من احتسب عمله كتب له أجر عمله وأجر حسبته".


فاحتسبى في طاعاتك وعباداتك، واحتسبى في البلايا والشدائد، يثبت الله قلبك ويعلي ذكرك ويضاعف أجرك
19
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

*"اميرة بيتها"*
جزاك الله خيرا
اللهم اجعلنا من المحتسبين
حكايه صبر
حكايه صبر
جزاك الله خيرا اختي وبارك الله فيك
*هبة
*هبة
جزاك الله خيرا اختي وبارك الله فيك
جزاك الله خيرا اختي وبارك الله فيك
جزاكم الله خير الجزاء
ايامك يابوي
ايامك يابوي
,,,جزاك الله خيرا..
لااله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
المشتاقة لجنةربها
,,,جزاك الله خيرا.. لااله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
,,,جزاك الله خيرا.. لااله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين