الاحتلال استخدم أسلحة فتاكة ومحرمة ضد الفلسطينيين في النصيرات

حسب ما كشف يوسي ساريد زعيم المعارضة الاسرائيلية

الاحتلال استخدم أسلحة فتاكة ومحرمة ضد الفلسطينيين في النصيرات

فلسطين المحتلة (نابلس) - سامر خويرة

طلب رئيس الكنيست رؤوبين ريبلين، من النائب يوسي سريد، الأربعاء 19/11/2003 الامتناع عن نشر المعلومات التي يمتلكها حول نوعية السلاح الفتاك الذي استخدمه جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال المذبحة التي نفذها في مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين في غزة، في تشرين الأول الماضي، والتي أسفرت عن استشهاد 14 فلسطينياً وإصابة العشرات.

وكان رئيس المعارضة، عضو الكنيست يوسي سريد من حزب "ميرتس"، قد طلب أمس الثلاثاء، من وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز بإجراء تحقيق في عملية الجيش الإسرائيلي، وبكشف نوعية السلاح الذي استخدم أمام لجنة الخارجية والأمن، فرفض موفاز وأعلن انه يمكنه الكشف عن نوع السلاح أمام أعضاء اللجنة الفرعية لشؤون المخابرات.

كما طالب سريد بعرض نتائج التحقيق أمام أعضاء لجنة الخارجية والأمن الأسبوع المقبل.

بالإضافة إلى ذلك طالب سريد بالتحقيق في أمانة التقرير الذي قدمه قائد فرقة عسكرية غزة في الجيش الإسرائيلي عقب العملية. وأضاف سريد: "مخزون بيرس وشارون من الأسف والاعتذار يوشك على النفاذ، لأنهم استخدموه بكميات تجارية بعد كل عملية".


لا تراجع

واتفق ريبلين وسريد على أن يجتمع الأخير بمسؤولين في الجيش الإسرائيلي كي يستمع منهم إلى الرد على تساؤلاته.

وقال سريد في تصريحات أدلى بها للإذاعة الإسرائيلية، في ختام الاجتماع انه لم يتراجع عن تهديده بكشف ما بحوزته منة معلومات، حسب ما ادعاه النائب ايهود ياتوم، عضو لجنة الخارجية والأمن.

وقال سريد انه سيستمع إلى ما لدى الجيش ليقوله، وإذا لم يقتنع بوجهة نظر الجيش فسينشر ما لديه من معلومات على الملأ.

ويبدو أن السلاح الذي استخدم في تلك المذبحة، يطلق كميات كبيرة من الأسهم الكبيرة أو المسامير التي تنتشر على مساحات شاسعة وتقتل كل كائن حي تصيبه.


إدعاء كذاب

وحسب ما قاله سريد فان الجيش الذي ادعى انه لم تقع مذبحة في المكان عرض شريطا مصورا يظهر فيه المنطقة التي قصفها خالية من البشر أثناء القصف.

وتساءل سريد إذا كانت المنطقة خالية فمن أين جاء القتلى والجرحى الذين شاهدنا سيارات الإسعاف تقوم بنقلهم إلى المستشفيات.

وخلص إلى الاستنتاج بان الجيش قد يكون استخدم سلاحا فتاكا، يتستر عليه، مضيفا أن المعلومات التي يمتلكها توضح، كما يبدو، حقيقة ما حدث..

وتستخدم إسرائيل ضد الفلسطينيين أسلحة فتاكة محرمة دوليا، منها على سبيل المثال سلاح "الفلاشط" الأمريكي الصنع، وهي قذائف تطلقها الدبابات وتحوى داخلها كميات هائلة من الأسهم الفولاذية الصغيرة - قرابة 5 آلاف سهم - تتطاير لدى إطلاق القذيفة وتخترق كمية كبيرة منها جسد الضحية فتمزقه من الداخل وتقتله على الفور.

كما أعلنت "إسرائيل"، العام الماضي عن استخدام قذائف "ركيفت" التي تعتبر أشد فتكا، وهي قذائف اخترعتها الصناعات العسكرية الإسرائيلية وتفوق في فظاعتها قذائف الفلاشط الأميركية.

وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية، قد رفضت في 13 نيسان الماضي، التماسا قدمته إليها في أكتوبر 2002، منظمة أطباء لحقوق الإنسان، ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، وقائد اللواء الجنوبي ووزير الحرب الإسرائيلي، طالبة منعهم من استخدام قنابل الـ "فلاشط" ضد الفلسطينيين.


المُحرم بات مسموحا

وقد أجازت المحكمة بذلك استخدام هذا السلاح المحرم دوليا، بادعاء انه لا يمكنها أن تحدد للجيش نوعية الأسلحة التي يمكنه استخدامها في حربه ضد الفلسطينيين. وكتب القضاة، بلهجة تميل إلى السخرية، في معرض قرارهم "غداً سيقولون انه يمنع استخدام القنابل اليدوية والغاز المسيل للدموع".

ورأت ممثلة النيابة العامة للدولة، المحامية يوخي جانسين، في قنابل الـ"فلاشط" "وسيلة قتالية ناجعة ومهمة" في المعركة ضد ما وصفته بـ"الإرهاب"! وزعمت أن استخدام هذه القنابل يتم فقط ضد المشبوهين بالقيام بعمليات تشكل خطرا على الجنود أو المدنيين الإسرائيليين.!

كما استخدمت القوات الإسرائيلية كميات كبيرة من هذه القذائف في الحرب ضد لبنان ويقوم جيشها باستخدامها ضد الفلسطينيين أثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية، خاصة في قطاع غزة. وقد أوقعت هذه القذائف مئات الضحايا.

وكان الناطق العسكري الإسرائيلي ينفى استخدام الجيش لهذه القذائف المحرمة دوليا رغم استخراج كميات كبيرة من هذه الأسهم من أجساد الضحايا الفلسطينيين وعرضها أمام وسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان
--------------------------------------------------------------

منقول من موقع صحيفة السبيل