الاحتلال جابههنّ بالرصاص وتقدمن رغم سقوط شهيدتين وجريحات.!!

النائبة الشنطي تقود "ثورة النساء" لفك الحصار عن بيت حانون

بيت حانون – المركز الفلسطيني للإعلام


قادت النائب جميلة الشنطي "ثورة النساء من أجل بيت حانون"، صباح الجمعة (3/11)، واخترقت الحصار العسكري الصهيوني من أجل إنقاذ المحاصَرين والمقاومين في بلدة بيت حانون الصامدة (شمال قطاع غزة).

فمع تباشير صباح الجمعة، كانت مئات النساء على بوابات بلدة بيت حانون يخترقن الحصون الصهيونية غير عابئات بالدبابات والطائرات الحربية، سعياً إلى الوصول إلى المحاصرين في مسجد النصر منذ عصر أمس الخميس.

وتقول النائب عن حركة حماس جميلة الشنطي "بعد توارد الأخبار عن حصار عدد من المجاهدين في مسجد النصر؛ كنا نعدّ الثواني طوال الليل، وما إن صلينا الفجر وأشرقت الشمس؛ حتى وجدتُ مئات النساء من محافظة شمال غزة بانتظاري، وخرجنا جميعاً في مسيرة حاشدة صوب بيت حانون".

وأضافت النائب الشنطي "أخواتي الصامدات في جباليا وبيت حانون والمشروع، كلهن خرجن مستنفرات قابضات على الجمر يبتغين نصرة إخوانهن وأبنائهن، وإنقاذ المُحاصَرين، وسرنا إلى بيت حانون".

المسيرة النسوية التي خرجت لإنقاذ بيت حانون كان شعارها " الله أكبر .. قادمون يا بيت حانون"، وقد شجّعت هذه المبادرة الشجاعة، عدداً من الصحفيين على التسلل إلى بيت حانون، حيث واجهتهم قوات الاحتلال عدة مرات بوابل من النيران.

المواطنة "أم عيسى"، قالت لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام"، إنه "بعدما سمعنا أنباء الحصار؛ تسلّحنا بـ لا اله الا الله والصلاة على النبي محمد، وخرجنا إلى بيت حانون"، وأضافا "لقد استذكرنا أمهات المؤمنين عائشة وخديجة ونحن نسير نحو جيش الاحتلال، وكنّا على يقين أنّ الله معنا ولن يتركنا".

وجاءت هذه المسيرة بينما يفرض جيش الاحتلال حصاراً عسكرياً محكماً حول بلدة بيت حانون، فيما مروحياته المتطورة تسيطر على الأجواء وتطلق النار والصواريخ على كل متحرك في بيت حانون أو من يقترب منها، ورغم ذلك اخترقت نساء شمال قطاع غزة الحصار وتمكنّ من الدخول إلى البلدة الصامدة.

أما المواطنة "أم إياد"، فقد شرحت ما جرى بقوله "جئنا لنصرة إخواننا المحاصرين من المجاهدين والمقاومين والمرابطين، ولكي نقول كلمة الحق، ونكبِّر في وجه الغزاة الصهاينة"، وشددّت على القول "لن نستسلم ولن نساوم ولن نركع ولن نرفع الراية البيضاء أمام المحتل".

ومضت "أم إياد" قائلة "ندعو نساء العالم، وخاصة الدول العربية والإسلامية، إلى إرسال السلاح كي نقاتل الأعداء ونطردهم من أرضنا"، مستدركة بالقول "وصيتنا إلى أبناء شعبنا إن أصبنا أن يتقوا الله ويبقوا صامدين، ووصيتنا إلى حماس بعدم الاعتراف بالكيان الصهيوني واستمرار المقاومة والبناء".

وبدورها؛ قالت النائبة الشنطي، إنّ مسيرة النساء اجتازت محطات من الحصار العسكري الصهيوني ووصلت إلى مسجد عمر بن عبد العزيز داخل بلدة بيت حانون، موضحة أنّ جنود الاحتلال قاموا بالنداء على النساء عبر مكبرات الصوت بعدم الاقتراب والعودة إلى منازلهن، لكنّ النساء "من خنساوات فلسطين لم يتوقفن، وواصلن المسير حيث فتحت قوات الاحتلال نيران بنادقهم الرشاشة"، حسب توضيحها.

وقد أفادت مصادر طبية فلسطينية، أنّ مواطنتين استُشهدتا برصاص جيش الاحتلال، بينهن المربية عزيزة عوض من بيت لاهيا، فيما أصيبت نحو عشرة أخريات من الفلسطينيات، بينهن ثلاثة بُترت أطرافهنّ السفلى.

ورغم القتل والدماء الذي أصاب النسوة؛ إلا أنّهن واصلن مسيرتهن، وقالت النائبة الشنطي كنا على مسافة "مائة متر فقط من الدبابات الصهيونية، وهم (جنود الاحتلال) يواصلون تهديدنا بعدم الاقتراب، والنساء هنا مصرّات على فك الحصار حتى لو كلفهنّ ذلك أرواحهن"، وأضافت "إننا ثابتون، ولن نتراجع عما خرجنا من أجله، وسنتحدى الاحتلال، ولسنا خائفات، فالله معنا، ونحن أصحاب حق وإرادة".

وتساءلت الشنطي مستغربة "أين أصحاب البنادق التي خرجت تُطلق النار على مقر المجلس التشريعي وأحرقت رئاسة الوزراء في رام الله وهاجمت الممتلكات العامة والخاصة واعتدت على مؤسسات الحركة الإسلامية؟ أين هي وما الذي أخرسها؟!، أليس هذا هو المكان المفترض أنها تُقاوِم فيه وتشحذ سلاحها للغاصبين المعتدين؟ أم أنّ لها أجندة أخرى؟!".

ودعت النائبة الشنطي "العالم الصامت" إلى "نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم"، وقال انها تفخر "بنساء فلسطين اللواتي خرجن لنصرة بيت حانون، في وقت خرست فيه مدافع وجيوش العرب"، وأضافت أنّ "نساء فلسطين ضربن أروع الأمثلة في التضحية والفداء، وقد أقسمن على الشهادة وتحدي الاحتلال".

وقد أفادت مصادر محلية في بيت حانون، أنّ "ثورة النساء" كان لها أثر هام في كسر جانب من الحصار عن بيت حانون وتمكين بعض المحاصرين من إعادة الانتشار.