الحمدلله رب العالمين , الرحمن الرحيم , والعاقبة للمتقين , وأشهد أنلا إله إلا الله وحده لا شريك له , الواحد الأحد الفرد الصمد ,
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابهوسلم تسليما كثيرا..
أما بعد يا عباد الله فبعد أيام قلائل سوف نودع عام يمضي من أعمارناونستقبل عاما جديدا..
نرجو من الله أن يجعله عام خير وبركة لنا وللمسلمين ,,
فأوصيكم وأوصي نفسي يا عباد الله بطاعة الله وتقواه في السر والعلانية
وليحاسب كل منا نفسه إن كان محسنا ازداد إحسانا وتقى
وإن كان مسيئا فعليه أن يتوب إلى الله ويقلع عن المعاصي وعن السيئات
و أوصيكم وأوصي نفسي يا عباد الله بالاستجابة لله ورسوله بطاعتهماوالاستجابة لأوامر الله والبعد عما نهى عنه
فمن الاستجابة لله ورسوله:
تحقيق التوحيد بإخلاص النيةوالعمل الخالص لله وحده . كما قال تعالى في سورة الكهف : { فمن كان يرجو لقاء ربهفليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادة ربه أحدا }
ومن الاستجابة لله ورسوله يا عباد الله أداء الصلوات الخمس في أوقاتهامع الجماعة حيث أنها عماد الدين وأعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين فمن أقامها فقدأقام دينه ومن ضيعها فقد هدم دينه , وقد فرضها الله على رسول الله صلى الله عليهوسلم وعلى أمته ليلة الإسراء والمعراج خمسين صلاة ثم خففها إلى خمس صلوات وجعل فضلهذه الخمس بأجر خمسين صلاة فضلا منه وتكرما,, وللصلاة ياعباد الله فوائد فمنها :
- أنهاتنهى عن الفحشاء والمنكر
- ومنهاأنها مكفرة للذنوب والآثام
- ومنهاأنها نور لصاحبها ونجاة يوم القيامة
- وقدشبهها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنهر الجاري الذي يغتسل من الإنسان كل يوم خمس مرات فيذهب بذلك وسخه . حيث يقولصلى الله عليه وسلم في آخر الحديث : (( فكذلك الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا))
إيتاء الزكاة لمستحقيها من جميع أنواع الأموال التي تجب فيها الزكاةمتى وجبت فيها الزكاة . وتجب الزكاة يا عباد الله في أربعة أنواع وهي /
- الخارجمن الأرض من حبوب وثمار أو معدن
- والثانيالذهب والفضة وما في حكمهما من النقود . يجب فيها ربع العشر إذا حال عليها الحولوبلغت نصابا وهو مئتي درهم
- والثالث... بهيمة الأنعام من الأبل والبقر والغنم إذا بلغت نصابا وحال عليها الحول
- والرابععروض التجارة وهي ما أعد للبيع والشراء لأجل الربح من البضائع فيجب فيها ربع عشر قيمتها إذا حال عليها الحول وبلغتقيمتها نصابا
فياعباد الله فلنحاسب أنفسنا : هل نحن محافظين على الصلاة مع الجماعة؟ وهل نحن محافظين على إخراج الزكاة في وقتها ؟ وهل نحن بارين بوالدينا ؟ وهل نحنواصلين في أرحامنا ؟
حيث أنه من الاستجابة لله ولرسوله بر الوالدين وصلة الأرحام
حيث يقول تعالى : { وبالوالدين إحسانا }
ويقول صلى الله عليه وسلم : (( رضا الله في رضا الوالدين وسخط الله فيسخط الوالدين))
ويقول تعالى في حق الأرحام :{ فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم }
ومن الاستجابة لله ولرسوله ياعباد الله : الإحسان إلى الجيران , وهمثلاثة أنواع:
- جار مسلمقريب فله ثلاثة حقوق : حق الإسلام وحقالقرابة وحق الجيرة
- وجارمسلم فله حقان : حق الإسلام وحق الجيرة
- وجاركافر فله حق الجوار
(( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ))
ويقول عليه الصلاة والسلام : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرمجاره )) وفي رواية (( فلا يؤذي جاره ))
فياعباد الله أوصيكم وأوصي نفسي بالمحافظة على أركان الإسلام الخمسةوالتمسك بها وبر الوالدين و بصلة الأرحاموبالإحسان إلى الجيران والتسامح عن أخطائهم وعن زلاتهم لنكون إخوانا قلوبنا صافيةمتحابة .
ومن الاستجابة لله ولرسوله :
الصدق في الحديث و أداء الأمانة والوفاء بالوعد والعهد حيث أنها من أوصاف المؤمنين
قال تعالى : { يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين }
ويقول صلى الله عليه وسلم مرغبا في الصدق : (( إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ))
ويقول سبحانه مثنيا على الذي يؤدي الأمانة ويرعى عهده : { والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون }
أما يا عباد الله فعكس ذلك الذين يكذبون ويخلفون الوعد ويخونونالأمانة فإنهم مبغضون عند الله وعند رسوله وهؤلاء هم المنافقين
حيث جاء في الحديث أن (( آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب , و إذا وعدأخلف , و إذا أؤتمن خان ))
فأوصيكم يا عباد الله ونفسي بتقوى الله , وباتباع أوامر الله و سنةرسوله , والبعد عما لا يرضيه .
ومن الاستجابة لله ولرسوله البعد والإعراض عن اللغو واللهو والغنا ,كما وصف الله المؤمنين بذلك في قوله : { والذين هم عن اللغو معرضون } وفي الآية الأخرى : { و إذا سمعوا اللغو أعرضواعنه } وفي الآية الأخرى : { وإذا مروا باللغو مروا كراما }
أي أنهم يكرمون أنفسهم عن استماع اللغو . وهو اسم كل كلام لا خيرفيه سواء كان غيبة أو نميمة أو بهتان أوكذب أو غنا أو سبابا
والغناء والاستماع إليه يا عباد الله حرام سواء كان المغني رجلا أوامرأة , وقد قال الامام ابن القيم رحمه الله ,, "من مكائد الشيطان التي كادبها : سماع المكاء والتصدية والغناء بالآلات المحرمة الذي يصد القلوب عن القرآن ويجعلها عاكفة على الفسوقوالعصيان فهو قرآن الشيطان والحجاب الكثيف عن الرحمن وهو رقية للواط والزنا كاد به الشيطان النفوسالمبطلة وحسنه لها مكرا منه وغرورا وأوحى إليه الشبه الباطلة على حسنه فقبلت وحيهواتخذت لأجله القران مهجورا"
إلى أن قال "فهذا السماعالشيطاني المضاد للسماع الرحماني له الشرع بضعه عشر اسما :اللهو واللغو والباطلوالزور ورقية الزنا ومزمار الشيطان و....
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبتالماء الزرع
قران الشيطان فلا يجتمع هووقران الرحمن في قلب عبد ابدا
بارك الله لي ولكم في القران الكريم ونفعني واياكم بسنة سيد المرسلين
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفورالرحيم