ـ الاستغفار
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، فمن يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـــــــه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعـــــــد:الاستغفار طلب المغفرة من الله سبحانه، وأن أول درجات السير إلـــــــى الله تعالى التوبة والاستغفار، ذلك لأن العبد محتاج إليها في بدايته وحتى نهايته ومماته.
والاستغفار واجب على الدوام، إما من معصية، أو من النية بها، أو ترك واجب وتهاون به،.أو من وسواس الشيطان، أو تقصير أو جهل.
الاستغفار مأخوذ من الغفر، وهو الستر والتغطية لما يكره ويخاف منه، وهو من الأمور المطلوبة للمسلم شرعاً؛ لما يترتب عليه من فوائد جمة تُظْهِر الافتقارَ إلى الله وإظهار الذل بين يديه والاعتراف بالتقصير والخلل، وذلك يؤدي إلى مغفرة الله للمستغفر وستره في الدنيا والآخرة.
صلاة الله على عباده المؤمنين وصلاة الملائكة
ولأهمية الاستغفار في حياة المؤمنين ونفعه لهم، فإن الملائكة يستغفرون لهم ويصلون عليهم، ولذلك أثر عظيم في حياة عباد الله وهدايتهم؛ لأن الملائكة قريبون من الله حساً ومعنىً فهم حملة العرش وحوله، يذكرون الله ويطيعونه ويعبدونه بالليل والنهار وهم لا يسأمون، ولذلك يدعون الله ويستغفرون للتائبين المتبعين سبيله لعلمهم لأهمية الاستغفار والدعاء كما قال تعالى:﴿6﴾ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُون بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴿7﴾ رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿8﴾ وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(9)غافر ولصلاة الله على عباده المؤمنين وصلاة الملائكة تأثيرٌ في هدايتهم وتخليصهم من ظلمات الكفر والشرك والمعصية إلى نور التوبة والاستغفار والمنهج الصحيح.
أنواع الاستغفار:الاستغفار له انوع نذكر منها:
1 ــ الاستغفار والتوبة من الشرك والكفر، وهذه ترفع إلى مستوى الإيمان.
2 ــ الاستغفار والتوبة من الكبائر، وهي ترفع إلى بعض درجات التقوى.
3 ــ الاستغفار والتوبة من الصغائر، وهي ترفع إلى أعلى درجات التقوى.
4 ـ الاستغفـار والتوبــة من فعــل المكروهات والتهاون بالمندوبات، وهي ترفع إلى درجة البر.
5 ــ الاستغفار والتوبة من الغفلات عن ذكر الله والاشتغال بغيره، وهي ترفع إلى درجة المقربين.
شروط قبول الاستغفار:
يشترط لقبول الاستغفار وغيره من الأعمال الصالحة أن يتوافر فيه شرطان :
1 ــ صحة النية.
2 ــ التوجه بندم وعزم إلى الله تعالى مع الأدب معه.
ولابد في الاستغفار أيضاً من إقلاع صادق عن الذنب والمعصية، قال تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرعَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿135﴾ آل عمران.
فوائد الاستغفار وثمراته:
1ـ الاستغفار سبب لبياض القلب وصفائه و نقائه.
2ـ الاستغفار امان من عداب الله.
3ـ الاستغفاريسهل الطاعات و يعطيها حلاوة .
4ـ الاستغفار يكفر السيئات ويرفع الدرجات.
5ـ الاستغفار يذهب الهم والحزن والغم.
6ـ الاستغفار سبب لنزول الرحمة.
7ـ الاستغفار تأس بالنبي صلى الله عليه وسلم لانه كان يستغفر في المجلس الواحد سبعين مرة وفي رواية مائة مرة.
8ـ الاستغفار ييسر العلم .
9 – استغفار الملائكة للمستغفرين.
10 – الاستغفار يبدل الله به السيئات حسنات.
11 – مغفرة الذنوب.
12 – نزول المطر.
13 – تكثير الأموال والبنين.
14 – صلاح الزروع.
15 – زيادة القوة.
16 – التمتع الحسن برزق الله.
مواضع الاستغفار
للاستغفار مواطن ينبغي العناية بها والاهتمام بشأنها، فالاستغفار مشروع في كل وقت، إلا أن هناك أوقاتا وأحوالاً مخصوصة يكون للاستغفار فيها مزيد فضل، فيستحب الاستغفار بعد الفراغ من الصلوات الخمس، فقدكان النبي صلى الله عليه إذا سلم من الصلاة المفروضة يستغفر الله ثلاثاً؛ لأن العبد عرضة لأن يقع منه نقص في صلاته بسبب غفلة أو سهو، كما شـرع الاستغفـار في ختام صلاة الليل، قال تعالى عن المتقين:﴿16﴾ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ﴿17﴾ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴿18﴾ الذاريات﴿16﴾ الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ﴿17﴾ آل عمران.
وشرع الاستغفار بعد الإفاضة من عرفة والفراغ من الوقوف بها، قال تعالى:﴿198﴾ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿199﴾ البقرة.
وشرع الاستغفار في ختم المجالس، حيث أمر النبي صلى الله عليه وسلم عندما يقوم الإنسان من المجلس أن يقول: «سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك»اخرجه الترمدي وصححه الالباني في الصحيح الجامع ، فإن كان مجلس خير وذكر كان كالطابع عليه، وإن كان غير ذلك كان كفارة له.
وشرع الاستغفار عند الخروج من الخلاء: (غفرانك)، وشرع الاستغفار في ختام العمر وفي حالة الكبر، فقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم عند اقتراب أجله
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ﴿1﴾ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ﴿2﴾ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴿3)النصر، فقد جعل الله فتح مكة ودخول الناس في دين الله علامة على قرب أجل النبي صلى الله عليه وسلم ، وأمره عند ذلك بالاستغفار.
ام شروق الحلوة @am_shrok_alhlo
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الله يعطيك الف عاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااافيه كلام في قمة الروعه جزاك الله كل خير
الصفحة الأخيرة
اللهم اجعلنا من المستغفرين الله كثيرا
جزاك الله خيرا