الاستقامه

ملتقى الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم
الاستقامة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى اله وصحبه اجمعين ...

وبعد احبتي في الله ....

ان من اعظم مايطلب العبد في هذه الحياة الدنيا هو الاستقامة على الحق حتى ياتي الاجل ... فماهو مفهوم الاستقامة ولم كانت مهمة وماهي اسبابها وقواطعها . هذا ما ساتحدث عنه فيما ياتي ...

اولا ...
مفهوم الاستقامة : الاستقامة هي ملازمة التقوى والثبات على الحق وقد اوصى صلى الله عليه وسلم معاذا بقوله " اتق الله حيثما كنت ... " قال تعالى " ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولاتحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون " ولما تلا عمر رضي الله عنه هذه الاية على المنبر قال : " استقاموا والله لله بطاعته ولم يروغوا روغان الثعالب " .

وروى الامام احمد عن سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه قال : قلت يارسول الله حدثني بامر اعتصم به . فقال صلى الله عليه وسلم : " قل ربي الله ثم استقم " قلت يارسول الله ماأكثر ماتخاف علي , فاخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بطرف لسانه ثم قال : " هذا "

ثانيا ...
اهمية الاستقامة :
الاستقامة هي اساس سعادة العبد في الدنيا والاخرة وهي سبب للدخول الى الجنة والنجاة من النار. قال ابن كثير رحمه الله في قوله تعالى : " نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة " اي تقول الملائكة للمؤمنين عند الاحتضار : نحن كنا اولياؤكم اي قرنائكم في الحياة الدنيا نسددكم ونوفقكم ونحفظكم بامر الله وكذلك نكون معكم في الاخرة نؤنس منكم الوحشة في القبور وعند النفخة في الصور ونؤمنكم يوم البعث والنشور ونجاوز بكم الصراط المستقيم ونوصلكم الى جنات النعيم "

ثالثا ...
اسباب الاستقامة :
1- ثبات شجرة الايمان في القلب ... فكلما قوي الايمان وترسخ في القلب كان ذلك ادعى لحفظ القلب من مرض الشبهات والشهوات وثبات شجرة الايمان في القلب تكون بالتعرف على الله سبحانه وتعالى ويكون ذلك بطريقتين ... الطريق الاول ... النظر في ايات الله المتلوه والتعرف من خلالها على عظمة الله وقدرته وجلاله . الطريق الثاني ... النظر في ايات الله المخلوقة والاستدلال بها في قوته وعزته وحكمته ومن ثم يتعلق القلب بالله وحده فاذا انضم الى ذلك معرفة العبد بنفسه من الضعف والعجز والفقر فانه يزداد محبة لله ورغبة اليه واجلالا له فيستقر في قلب العبد فقره الى الله وحاجته وانه لا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم فيمتليء قلبه من محبة الله واجلاله وتعظيمه والتوكل عليه وتفويض الامر اليه وذلك حقيقة لقوله تعالى : " اياك نعبد واياك نستعين "

2- الايمان بالقضاء والقدر ... ففي ذلك اعانة للعبد على الانقياد للحق والتسليم له والثبات عليه والرضى بامر الله اذا نزل وعدم التقلب مع مايقع للعبد من مصائب بل يعلم علم اليقين ان مااصابه لم يكن ليخطئه وما اخطاه لم يكن ليصيبه .

3- تحقيق الصبر بانواعه الثلاثة ... فيصبر على طاعة الله ويصبر على اقدار الله ويصبر عن معصية الله . وهذه الثلاثة الانواع هي مقامات الايمان فالصبر عن معصية الله ينشا كما يقول ابن القيم رحمه الله من الاسباب الاتية ...
# - علم العبد بقبح المعصية .
# _ الحياء من الله .
# - مراعاة نعم الله على العبد وانه لا يليق به ان ينزل الله عليه بالنعم ويقابل الله بالمعصية .
# - الخوف من الله وعقابه . قال بعض السلف : كفى بخشية الله علما وبالاغترار به جهلا .
# - محبة الله والتعلق به .
# - العلم بسوء عاقبة المعاصي وما يترتب على فعلها من ذل في الدنيا وعار في الاخرة .
# - علم العبد بقرب الامل وسرعة الاجل ولربما جاءه الاجل وهو على المعصية .

4 - الصلة الدائمة بالله سبحانه وتعالى وان قل العمل بمعنى المداومة على العمل وعدم تركه : " احب العمل الى الله ادومه وان قل " ولهذا اوصى صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمرو بن العاص بقوله : " ياعبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل ثم تركه " في الصحيحين .

5 - الاقتصاد في العبادة وعدم المغالاة ... والميزان في ذلك سيرة محمد صلى الله عليه وسلم وهديه وقد قال : صلى الله عليه وسلم لعائشة حين دخل عليها وعندها امراة تذكر من صلاتها وصيامها قال : مه .. عليكم من الاعمال ما تطيقون فوالله لايمل الله حتى تملوا " البخاري
وفي قصة الثلاثة الذين جاءوا الى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال احدهم اما انا : فاني اصوم ولا افطر . وقال الاخر : اما انا فاني اقوم الليل ولا انام . وقال الثالث : انه لا يتزوج النساء . فغضب صلى الله عليه وسلم من غلوهم وقال : والله لانا اتقاكم واخشاكم لله واني اصوم وافطر واصلي وارقد واتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني "

6 - حراسة الخواطر وحفظها ... لا شك ان اول المطر قطرة وان النار من مستصغر الشرر ولذلك فان من اخطر مايؤتى الانسان من قبل خواطره الشريرة التي تبدا في نفسه ثم تتحول الى عمل وقد ذكر ابن القيم رحمه الله : ان اصل الفساد كله من قبل اهمال الخواطر فهي بذر الشيطان يسقيها الشيطان حتى تصير ارادات ثم عزائم حتى تثمر اعمالا .. فان قلت فما الطريق الى حفظها قلت لك باسباب عدة ومنها :
# - العلم الجازم باطلاع الرب سبحانه .
# - حياؤك من الله .
# - اجلالك لله ان يرى هذه الخواطر في القلب الذي جعله خاصا لطاعته سبحانه .
# - خوفك ان تسقطك هذه الخواطر من عين الله سبحانه .
# - ايثارك ان تساكن قلبك غير محبته .
# - خشيتك ان تتكاثر هذه الخواطر ويزداد شرها فتطفيء نور الايمان فهي لا تجتمع مع الايمان واذا زادت وتحولت الى عزائم وارادات وعمل وعادات صعب التخلص منها واصبح العبد اسيرا ذليلا لها وربما كانت سبب هلاكه .
# - علمك بان تلك الخواطر لا نهاية لها فهي تسير بك الى منازل الهالكين وبيوت الحمقى فلا تثمر الا الندامة والخزي والعار في الدنيا والاخرة . " ورب جرح وقع في مقتل "
فلعل خاطرا استقر في النفس فاهلك العبد واخرج منه الايمان .






1
366

هذا الموضوع مغلق.

عروب الحجاز
عروب الحجاز
بارك الله فيك وجعلها في ميزان حسناتك 000