الاسراء والمعراج
السلام عليكم
الاسراء والمعراج
يطيب لي أن تقدم إليكم بأطيب التهاني والتبريكات بمناسبة ذكرة مبعث النبي محمد (ص) في الاسراء والمعراج .
قصة الاسراء والمعراج رقم ( 1 )
قصة الاسراء والمعراج رقم ( 2 )
الاِسراء والمعراج
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الاَْقْصَى ا لَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ) . (الاسراء / 1)
حادثة الاسراء (61) والمعراج من الحوادث المعجزة الّتي اُعطِيَت لِنبيّ الرّحمة ومنقذ البشرية محمّد (ص) ، وقد اختلف المؤرّخون في الزّمن الّذي وقعت فيه هذه المعجزة الكبرى ، كما اختلفوا في مكان الانطلاق .
وفي ذلك يتحدّث ابن الاثير ويقول :
« اختلف الناس في وقت المعراج فقيل : كان قبل الهجرة بثلاث سنين ، وقيل بسنة واحدة ، واختلفوا في الموضع الّذي اُسري برسول الله (ص) منه ، فقيل : كان نائماً بالمسجد في الحجر ، فاُسري به منه ، وقيل : كان نائماً في بيت اُمّ هانئ بنت أبي طالب » (62).
وكما اختلف المؤرّخون في زمان الاسراء ومكانه ، فقد اختلف العلماء وأصحاب الرأي في كيفية المعراج ، فذهب بعضهم إلى أنّه معراج روحي ، وقال آخرون : إنّ رسول الله (ص) عرج إلى السماوات العُلى بروحه وبدنه .
والّذي يتأمّل آية الاسراء الكريمة ينكشف له أنّ الله قد أسرى بشخص الرّسول الكريم (ص) وليس بروحه مجرّدة عن الجسد ، فالآية صريحة في دلالتها : أنّ الله أسرى بعبده ، وليس بروحه ، كما أنّه أسراء ، وليس رؤيا صادقة كما يقول البعض .
ويذهب معظم المسلمين إلى القول بأنّ الله سبحانه أسرى برسوله الكريم بروحه وبدنه إلى السماوات العُلى ليرى آيات ربّه الكبرى ، المتجلِّية في تلك العوالم ، ولم يخالف هذا الرأي إلاّ قليل من المسلمين ، مثل بعض الفلاسفة والمعتزلة .
نقل لنا ابن إسحاق في هذا الشأن ما نصّه :
«وحدّثني بعض آل أبي بكر : أنّ عائشة زوج النبيّ (ص) كانت تقول : ما فُقِدَ جسد رسول الله (ص) ولكن الله أسرى بروحه ، قال ابن إسحاق وحدّثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الاخنس أنّ معاوية بن أبي سفيان كان إذا سُئِلَ عن مسرى رسول الله قال : كانت رؤيا من الله تعالى صادقة » (63).
أمّا أتباع مدرسة أهل البيت (ع) ، فيُحدِّثنا عن معتقدهم في هذه المسألة أحد أكابر علمائهم السيِّد عبد الله شبّر :
«والّذي عليه الامامية انّه كان ببدنه الشريف لا بالروح فقط ، وفي اليقظة لا في المنام ، وإلى السّماء لا إلى المسجد الاقصى فقط ، والاخبار الواردة بذلك عن العترة الطّاهرة متكاثرة متضافرة مذكورة في مظانها » (64).
كما يرجِّح كثير من الباحثين أنّ الاسراء كان قبل الهجرة النبويّة في حين يرى البعض حدوثه بعد الهجرة ، ويرجِّح عبد الله شبّر أنّ المعراج وقع قبل الهجرة :
« واعلم أنّ المشهور أنّ المعراج وقع قبل الهجرة » (65).
إنّ حادثة الاسراء والمعراج كانت لها أهداف ونتائج عقائدية كبرى تجلّت في تمحيص الناس والكشف عن مدى اليقين والثبات على الايمان بنبوّة محمّد (ص) ، فقد ذكر المؤرِّخون أنّ الرسول عندما اُسرِي به من المسجد الحرام في مكّة إلى المسجد
الاقصى في فلسطين ، اهتزّ بعض المسلمين واضطرب ضعاف الايمان ، فارتدّوا عن الاسلام ، ولم يثبت إلاّ من رسخ الايمان في نفوسهم .
واستغلّت قريش جهل الناس وعجزهم عن فهم المعجزة وعظمة الخالق وقدرته ، فراحوا يشكِّكون في صدق محمّد (ص) ، فطلبوا منه أن يثبت لهم ذلك بأدلّة حسِّيّة ، فأخبرهم الرّسول (ص) بأنّه شاهد قافلة متوجِّهة إلى مكّة يتقدّمها جمل أورق ، وحدّد لهم وقت وصولها ، فخرجوا ينتظرون قدوم القافلة ، فجاءت في الموعد الّذي ذكر لهم ، يتقدّمها الجمل الاورق ، وطلبوا منه أن يصف لهم بيت المقدس ، ولم يكن قد رآه من قبل ، فوصفه لهم وصفاً دقيقاً ، فبهت الّذي كفر .
وممّا يجدر ذكره أنّ الاسراء قد حصل من المسجد الحرام في مكّة إلى المسجد الاقصى في فلسطين ، وقد تحدّثت عنه آية الاسراء في سورة الاسراء .
أمّا المعراج فقد حدث في ليلة الاسراء من المسجد الاقصى إلى السّماوات العُلى ، وقد تحدّثت سورة النجم عن هذه المعجزة الكبرى :
(وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى* عَلَّمَهُ شَدِيدُ القُوَى * ذُو مِرَّة فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالاُْفُقِ الاَْعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَـيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِندَ سِدْرَةِ المُنتَهَى * عِندَهَا جَنَّةُ المَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّـدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ البَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ ا لْكُبْرَى ).(النّجم/1ـ18)
تقبلوا تحيات أختكم
ppp @ppp
عضوة جديدة
هذا الموضوع مغلق.
طيف الأحبة
•
جزاكي الله كل خير
الصفحة الأخيرة