dreams2008 @dreams2008
محررة ذهبية
الاسراء والمعراج
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أهم ما ينبغي أن نركز عليه في ذكرى الإسراء والمعراج أمران ،
الأمر الأول هو المسجد الأقصى، كيف ربط الله سبحانه وتعالى
بين
المسجد الحرام والمسجد الأقصى، وكيف أعلمنا الله سبحانه
وتعالى
أن المسجد الأقصى كان مقصوداً، كان يمكن أن يعرج النبي
صلى الله
عليه وسلم من مكة إلى سدرة المنتهى معناها أن المحطة القدسية
هذه
مقصودة في هذه الرحلة، ومقصود هذا الربط بين المسجدين المسجد
الحرام والمسجد الأقصى، وذلك ليشعر الإنسان المسلم أن لكلا
المسجدين
قدسيته، فهذا ابتدأ الإسراء منه وهذا انتهى الإسراء إليه، وكأن
هذا يوحي
أن من فرَّط في المسجد الأقصى يوشك أن يفرِّط في المسجد الحرام،
ولو فرَّط
في منتهى الإسراء يمكن أن يفرِّط في مبتدأ الإسراء، فهذه هي العبرة
الأولى من
قصة الإسراء والمعراج.
العبرة الثانية وهي عبرة باقية أيضاً هي الصلاة، معروف أن الصلاة فُرِضت
في تلك
الليلة العظيمة، نحن نعلم في عصرنا أن الدولة حينما تريد أمراً مهماً تبلغه
سفيرها،
ولا تكتفي بأن ترسل إليه رسالة في الحقيبة الدبلوماسية، إنما تستدعي السفير
ليحضر
بنفسه، والنبي صلى الله عليه وسلم هو سفير الله إلى خلقه ولله المثل الأعلى،
فالله
استدعى
سفيره إلى خلقه وأُسري به ثم عُرِج به إلى سدرة المنتهى، وهناك فُرِضت عليه
هذه الصلوات
الخمس.
فكل العبادات فُرِضت في الأرض والصلوات فرضت في السماء، هذا دليل على أهمية
هذه
العبادة وهذه الفريضة أو هذا الركن من أركان الإسلام، وهو بقية هذه الرحلة البقية
العملية
الباقية، يعني هو معراج كل إنسان مسلم، المعراج الروحي أو الإيماني ليرقى به إلى
الله تبارك
وتعالى، كأن الرسول جاء معه بهدية من تلك الرحلة العظيمة، هذه الهدية لكل مسلم
هي الصلاة
ليعبد بها الله تبارك وتعالى، ولذلك ينبغي أن نذكِّر بهذه الصلاة خصوصاً أن الصلاة لها
ارتباط
بالمسجد الأقصى لأنه عندما فرضت الصلاة ظل المسلمون بعدها إلى الهجرة يصلون إلى
المسجد الأقصى كان هو القبلة الأولى للمسلمين، إذا كان القول الراجح أن الإسراء كان
في السنة
العاشرة من البعثة فقد ظل المسلمون ثلاث سنوات يصلون إلى القدس، وبعد الهجرة ظلو
ا ستة عشر شهراً يصلون أيضاً إلى القدس، وهي القبلة الأولى ثم أمر الله أن يولوا
وجوههم شطر المسجد الحرام (وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره)
وقد أثار اليهود في المدينة ضجة حول هذا الأمر (سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن
قبلتهم التي كانوا عليها) وأشاعوا أن صلاة المسلمين في تلك المدة كانت باطلة وضاع
أجرها وضاع أثرها ورد الله عليهم ذلك وقال (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم
من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان
الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم)، (إيمانكم) أي صلاتكم، عبر عن الصلاة
بالإيمان لأنها معبرة عن الإيمان.
منقول
0
439
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️