البدايه:.. الحمد لله القائل في محكم التنزيل:
{يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (31) سورة الأعراف...
والصلاة والسلام على القائل: ( كُلُوا وَتَصَدَّقُوا وَالْبَسُوا فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ ولا مَخِيلَةٍ) أو كما قال..الحديث...
الإسراف مذموم أياً كان نوعه، لأنه تجاوزٌ للحد المشروع وخروج عن المألوف، وإذا
كان الله قد نهى عنه في الأكل والشرب والإنفاق - وهو مما هو ضروري للحياة - فالنهي عنه في غير ذلك أولى..
وإن مما ابتلي به المجتمع في هذا الزمن الإسراف في حفلات الزواج خاصة، بدءاً من استئجار قصور
الأفراح الفارهه وما يتبعها من خدمات يصل معظمها إلى الآف الريالات في ليلةٍ واحدة. ناهيك
عن تبعات ذلك من العادات والتقاليد السيئة التي ما أنزل الله بها من سلطان.
فقد وصلت قيمة بطاقة الدعوة إلى خمسين ريالاً للبطاقة الواحدة لما تشتمل عليه من زخرفة وغلاف
وخط جميل ثم مصيرها إلى سلة المهملات، علماً أن الغاية واحدة هي الإبلاغ الذي يتحقق بأدنى وسيلة
حتى بالرسالة الهاتفية التي لا تتجاوز بضع هللات.
* أما الإسراف في الموائد فحدث ولا حرج فمائدة الرجال تكفي لأضعاف العدد بل حدث تطوّر في العرض
وتقديم المائده من خلال تبريك الحاشي لاينقص منه إلا قوائمه السفليه والرقبه فقط وبهذا الأسلوب تشابهة
عقول الرجال بقعول النساء من خلال التباهي وكأن صاحب الحفل يريد إن يكون زواجه حديث المجالس ..
وإليكم الشاهد وأقبح صور التبذير في نعمة الله
قال الله تعالى وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ
بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُون) النحل112
وقال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }إبراهيم7
اللهم لاتؤاخذنا بمافعل السفهاءً منا,,