الاسرة المسلمة فى ظلال التوحيد

السلام عليكم
اخواتى الكريمات ما اجمل ان تعيش الاسرة باكملها فى ظلال التوحيد مقتديه بهدى افضل سائر الخلق محمد عليه افضل الصلوات والتسليم فالمجتمع المسلم الذى ولا تزال لبنته الاولى الاسرة المسلمة لا يمكن ان يكون كما اراد الله منه الا بتوحيد الرب جل وعلا والعمل بمقتضيات ذلك التوحيد يشترك فى ذلك الرجل وهو رب الاسرة والقيم عليها, والزوجة وهى شريكة فى المسئولية , وكذلك الابناء قال الله تعالى{ يا ايها الذين امنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا } التحريم 6

اولا : الوالد قدوة

الوالد فى اسرتة قدوة الاسرة جميعا , وهم تبع له غالبا فى قولة وعمله فينبغى له ان يكون اهلا للمسؤلية التى ولاه الله اياها , ولكى يكون اهلا لهذة المسئولية ينبغى ان يكون على علم بحدود مسئولياته وواجباتة حتى يكون داعية خير لاسرتة فضلا على ان يكون داعيه حق لامتة

الداعية الحق
لقد كان رسول الله (ص) امام المسلمين فى هذه الامور وغيرها من امور الدين وضرب من نفسه مثلا اعلى فى تطبيق ما دعا اليه فمن ذلك ما اخرجه الامام البخارى رحمه الله من حديث عقبة بن الحارث النوفلى قال :صليت مع النبى (ص) العصر فلما سلم قام سريعا , ودخل على بعض نسائه , ثم خرج ورأى ما فى وجوه القوم من تعجبهم لسرعته فقال "ذكرت وانا فى الصلاه تبرا عندنا , فكرهت ان يمسى او يبيت عندنا ,فامرت بقسمته"
ان هذا التصرف من رسول الله يعتبر شعور عميق بالمسؤلية والتحرى والتدقيق فى القضايا المالية والمبادرة الى تنفيذ التكاليف الشرعية وان لم يكن وقت تنفيذها محددا خشية النسيان او حضور الاجل وهذا لون من الوان التربية النبوية المؤثرة حيث ان خروج النبى (ص) من المسجد بهذه الصورة اثار دهشه الصحابة رضوان الله عليهم وتساؤلهم فتهيأت نفوسهم لاستقبال هذا التوجية العملى نحو الاهتمام بحقوق المسلمين والاسراع فى ايصالها لمستحقيها.

ومما اخرجه الامام احمد رحمه الله ان رسول الله (ص) وجد تحت جنبه تمرة من الليل فأكلها فلم ينم تلك الليله فقال بعض نسائة : يا رسول الله ارقت الليله؟ فقال "انى وجدت تحت جنبى تمرة فأكلتها , وكان عندنا تمر من تمر الصدقة فخشيت ان تكون منه"
وهذا مثال على شدة ورع النبى (ص) وعظم خشيتة من الله تعالى فقد ارق ليلة كاملة مناكل هذة التمرة على صغرها خشية ان تكون من الصدقة و وقد حرم الله تعالى الصدقة على بنى هاشم . وبهذا الورع الشديد والخشية البالغة كان عليه الصلاة والسلام قدوة عليا لامته .
_عن عمرو بن الحارث قال : ماترك رسول الله عند موته درهما ولا دينارا ولا عبدا ولا امه الابغلته البيضاء , وسلاحه وارضا جعلها صدقة
وكان بامكان النبى ان يكون اغنى رجل فى العرب , وربما فى العالم فلقد افاء الله تعالى عليه فى الغزوات اوالا عظيمة ويكفى مثالا على ذلك غزوة حنين حيث كان يعطى الرجل الواحد ما بين جبلين من الغنم والابل واعطى عددا من زعماء العرب واكابرهم كل واحد مائة من الابل ولم يدخر شيئا لنفسه.
ولنا بقيه فى الغد ان شاء الله