تولين سيدة اعمال
يمكن تكون هي المنافقه انتي لا
لمى 55
لمى 55
الاعمال باااااالنيات
طنشي ولا تسمعي كلامها
ركايز
ركايز
كيف تجرأت وتلفظت بهذه الكلمه لاحول ولا قوة الا بالله اختي الغاليه اقرئي هذا الموضوع
راح يفيدك كثير شخص يقول فيني صفات المنافقين (( حاشاك اختي الغاليه ماقدرت اختصره لانه مفيد من مقع الاسلام ويب )


السلام عليكم.
أنا شخص منافق! كل صفات المنافقين المذكورة في القرآن تنطبق عليّ! ماذا عليّ أن أفعل؟



الإجابــة


بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فأول غاية تدل عليها هذه الكلمات القليلة التي ذكرت فيها المشكلة التي تعاني منها هي أنك منزعج تمامًا من هذه الحالة التي وصفت بها نفسك، فأنت تنظر لنفسك على أنك منافق، وتجعل كل صفات المنافقين منسحبة عليك، ولكن ها هنا أمر لطيف لو أنك تأملت فيه: هل ينزعج المنافق من صفاته التي هي لديه أم أنه معجب لما هو عليه من الضلال وما هو عليه من الخزي والصفات السيئة؟!

إن المنافق لا ينزعج أبدًا لما هو عليه من صفات الخبث والمكر والخداع والغدر للمسلمين، بل إنه إذا خلا بنفسه ذهب إلى الكفرة والفجَّار وقال لهم نحن معكم ونحن ضد هؤلاء المسلمين ونحن نتربص بهم الدوائر – أي نتمنى أن تقع بهم المصائب وأن تقع عليهم المحن – فالمنافق هذا شأنه، بل إنهم يستهزئون بكتاب الله وبسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم – ويستهزئون بالمسلمين ويفرحون إذا خلو بأنفسهم – كما أشرنا – ويظنون أنهم قد أنتجوا أمرًا، كما قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ * وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} أي إذا خلوا إلى كبرائهم وخلوا إلى المفسدين في الأرض قالوا نحن معكم ضد هؤلاء المسلمين، وبالفعل كانوا معهم في التآمر على الإسلام وأهله.

وكذلك وصفهم جل وعلا بأنهم يتلاعبون ويستهزئون بعباد الله المؤمنين، وهذا كثير في كتاب الله وسنة نبيه - صلوات الله وسلامه عليه -.

إذن فهذه الصفة ليست لدى المنافقين وهي (الخوف من الله) والخوف من النفاق نفسه، فأنت تخاف على نفسك أن تكون منافقًا، وهذا هو الذي كان يقع للصحابة - رضوان الله عليهم – يخشون على أنفسهم من النفاق، حتى أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه وأرضاه – كان يأتي لحذيفة بن اليمان – كاتم سر النبي صلى الله عليه وسلم – وينشده بالله فيقول: أنشدك بالله يا حذيفة أسمَّاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم – في المنافقين؟!

كل ذلك خوفًا على نفسه وهو أمير المؤمنين - رضي الله عنه وأرضاه – وخير الأمة بعد نبيها وبعد أبي بكر - صلوات الله وسلامه على نبينا ورضي الله عنهم أجمعين -.

فلابد إذن أن تنتبه لهذا المعنى، ولذلك يا أخي فلا تطلق على نفسك هذه العبارة، ولا تسمي نفسك بالمنافق، كلا ..لست بالمنافق، قد يأتيك الشيطان ويقول لك: إنك مُراءٍ ترائي في عبادتك، تصلي رياءً، وإذا تصدقت تصدقت رياءً، وإذا تكلمت بالعلم تكلمت لأجل السمعة، وربما أدخل عليك هذه المعاني فظننت أنك من المنافقين، وإذا وقعت منك هفوة تظن أنك من الكاذبين في إيمانك، فلا تلتفت إلى هذا، إنها مكيدة من الشيطان ليبعدك عن طاعة الله ويجعلك تشعر أنك منافق ثم يقول لك: وما الفائدة في كل هذه الأعمال التي تقوم بها؟ فلتتركها ولترح نفسك منها ولتظهر للناس حقيقتك، وهذا هو الذي يريده أن يوصلك إليه، فانتبه لهذا يا أخي، انتبه لكيد الشيطان الذي ينصب شباكه ليوقعك في البلاء ويوقعك في البعد عن الله عز وجل، كلا لا ينطبق عليك كل صفات المنافقين وحاشاك من ذلك، إن المنافقين من صفاتهم أنهم يستهزئون بالله ويستهزئون برسول الله ويكذبون الله ورسوله وكتابه العظيم في قرارة أنفسهم، وهم لو خلوا بأنفسهم لا يصلون لأنهم إنما يصلون لأجل الناس، وأنت بحمدِ الله لو أنك خلوت بنفسك تصلي، فها أنت الآن مثلاً في مكانٍ قد أذن فيه لصلاة الظهر أو العصر وفاتتك الصلاة في الجماعة مثلاً فأنت تصلي في بيتك وتؤدي هذه الصلاة وتعلم أنك بحمدِ الله تتعامل مع ربك جل وعلا، فأي نفاق هذا؟!

ها أنت الآن تصوم - بإذن الله عز وجل – وإذا خلوت بنفسك فلا تتناول الطعام وتبطل صيامك، ها أنت تسجد وتذكر الله في سجودك وتقرأ القرآن في قيامك، ولو كنت منافقًا لما فعلت هذا لأنك إنما تصلي رياءً للناس، ولكنك تعبد الله في الحقيقة وترجو ثوابه.

فاعرف هذا يا أخي واحرص عليه ولا تسمي نفسك بالمنافق، ولكن سمي نفسك عبدٌ مسلم يرجو رحمة الله ويخاف عذابه، فهذا هو شأن المؤمن: {إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ}.

{ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا} أي يؤتون الأعمال الصالحة العظيمة وهم يخافون ألا يتقبل الله منهم، وهذا هو الذي نظنه فيك - بإذن الله عز وجل – وأما ما يقع منك من بعض الأخطاء فهذا علاجه التوبة، وما منا إلا ويقع في الخطأ يا أخي، كما قال - صلوات الله وسلامه عليه -: (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) رواه الترمذي في سننه. فاحرص على العلم النافع واترك هذه التسمية ولا تقلها عن نفسك، ولكن اجعل همك طاعة الله جل وعلا وبذل الوسع في التقرب إليه، ولو قدر وقوع خطأ فعالجه بالتوبة وصاحب الأخيار واطلب العلم النافع الذي يعرفك دينك لاسيما أمور العقيدة وأمور إصلاح عباداتك،واهتم بأمور المسلمين وشؤونهم وادع لهم واحرص على نصرتهم، فهذا هو الذي تكون عليه، وكذلك فليكن لك مراسلات ومتابعات مع الشبكة الإسلامية بين آبائك وإخوانك الذين يسألون الله لك عز وجل لك التوفيق والسداد، وأن يشرح صدرك، وأن ييسر أمرك، وأن يجعلك من عباد الله الصالحين، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يزيدك من فضله وأن يفتح عليك من بركاته ورحماته.
وبالله التوفيق.