مرت غيمة الاسلام وهي مثقلة بأمطار السلام
والخيرات،على أرض الالحاد الجافة والميتة،تريد أن
تسقي أرضها وتنقذها من الموت ،حينها رد
الالحاد غاضبا:مادخلك بنا أيها الاسلام؟
ابتعد عنا إننا لا نريدك حتى وإن كنت خيرا لنا.
رد الاسلام ضاحكا:أنا ذاك السلام الذي أنزل من رب
السماء،فإن سلك الانسان طريقا غير طريقي مات
وضاع.
أطال الالحاد النظر إلى الاسلام بكل تعجب
واستخفاف ثم رد وهو يسخر: الانسان لا يحتاج
لطريق معين ليسير فيه،بل هو حر في اتخاذ قراراته
ومايريده في الحياة،دون قيد أوشرط.
رد الاسلام بثقة فقال: الله أرشد الانسان لأحد
النجدين (الخير والشر)،أما القرار في سلك الطريق
يعود للانسان،إذا أراد أن يستقيم ويسعد،أو أن يضل فيشقى.
ضحك الالحاد بكل وقال كعادته وهو يسخر: الله!
من الله؟!
إلهكم هذا ليس له وجود.
رد الاسلام وعيناه تتأمل في الكون وقلبه ينبض
بالايمان قائلا: انظر أيها الأعمى
من أنزل الأمطار؟!
من أنبت الأزهار والأشجار؟!
من أضحك الأرض خضرة؟!
من أنار لنا الدنيا؟!
من يذهب بالنهار ويأتي بالليل،ويأتي بالليل ويذهب بالنهار؟!
من جعل الشمس تشرق وتغرب في كل يوم؟!
من جعل التوقيت يتغير مع الفصول؟!
من أمسك السماء أن لا تسقط على الأرض؟!
من ألهم النمل أن يعمل؟!
وألهم الطير أن يطير؟!
وألهم النحل أن يستخرج لنا العسل؟!
وفي الانسان من خلقه وجعله في قمة الذكاء
والعبقرية وكل شيء في جسمه الصغير في منتهى
الاحكام والدقة والتعقيد؟!
سكت الالحاد للحظة!
أوووو إنه لا يملك الجواب لا يعرف كيف يرد، ولكنه
سرعان ما رد ردا سخيفا قائلا: هذه الأشياء وجدت
صدفة ضمن تفاعل كيميائي وفيزيائي معقد،الدنيا
من أوجدت نفسها.
ضحك الاسلام بقوة في وجه الالحاد وفي ذات
الوقت غضب بشدة قائلا: إن هذا الكلام
غير منطقي أبدا كل موجود لابد له من واجد،كيف تقول أنها ظهرت صدفة؟!
لا شيء يظهر عبثا.
رد الالحاد:هذا السؤال وجه لنفسك من أوجد الله؟!
إذا كان لابد من كل موجود واجد.
قال الاسلام: الله الأول الذي ليس قبله شيء ،والآخر
الذي ليس بعده شيء، هو الذي أوجد الوجود ولم
يوجده أحد،كان الله في الفراغ وكان عرشه على
الماء،فخلق الخلق وكل شيء،الدنيا بما فيها أوجدها الله من العدم فما ردك؟!
رد الالحاد:أنا لم أقتنع،وعلى أي حال سيعيش الانسان
ويموت،فلا وجود للآخرة،ولا وجود للجنة ولا النار،
لهذا يجب أن يعيش الانسان بلا قيود ولا قوانين.
رد الاسلام:وماذا سيفعل الانسان إن وجد بأن الدار
الآخرة حق،والجنة والنار حقيقة؟
أين سيفر من الله؟
وقوانين الله في الكون ماهي إلا لمصلحة
الانسان،أجبني هل توجد هناك دولة أو حتى بيت
وضعت فيه القوانين والأنظمة عم فيه الفساد والخراب؟!
وأن الانسان لا يستطيع أن يعيش وحيدا من دون الله
لأن الله في قلبه بالفطرة ما إن تضيق به الحياة،يعود
إلى الله من دون أن يشعر،وبعد أن يساعده الله
فيعود إلى كفره وجحده
رد الالحاد:وهو يهتز من تلك الاجابات المنطقية،ولأنه
يعلم بأن إجاباته خالية من المنطق فقال: إلهكم هذا لا ينقذنا من الشر الذي هو أوجده.
رد الاسلام قائلا:إن الله أوجد الشر لكي نتعلم
ونصبح أقوى الفشل،والألم،والحزن،والضياع،والضعف،والوهن،و
الحقد،والكره وإلخ...
وجدت في الحياة لكي تعلمنا ،وتعطينا دروسا تقوي
شخصيتنا،وتنمي عقولنا ،وتسقل مهاراتنا،انظر إلى
كل أولئك الناجحين فوالله لولا الألم ماوصلوا إلى
ماهم عليه،ياصديقي أنت ينقصك الايمان،فالايمان
عين الحقيقة التي ترينا النور،فمن لا إيمان له لا يرى
سوى الظلام والجهل ،سواء رضيت أم أبيت أنا الحق
الذي لن ينام،وأنا النور الذي لن ينطفئ،أنا القوة التي
ستعلو على أي قوة.
وبينما الاسلام كذلك شع نوره وملأ الأرجاء،حتى
صرخ الالحاد وتلاشت ظلمته حتى اختفت تماما
ولم يبق له أي أثر.
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
والكفر والإيمان
سلمت ياحياة على هذا الموضوع الهادف
وبوركت ياغالية .