الاشهر الحرام-*- فضلها اعمالها و احداثها-*- مسابقة القلم الدعوي

بسم الله و الصلاة و السلام على اشرف خلق الله سيدنا محمدا بن عبد الله و على كل من اتبع هديه ووالاه ..
الحمد لله الذي اختصنا من بين الامم فجعلنا مسلمين..
الحمد لله الذي اختص الحرم من بين الاماكن فجعله اطهر مكان ..
الحمد لله الذي اختص الجمعة من بين الايام فجعله عيد..
الحمد لله الذي اختص ليلة القدر من بين الليالي فانزل فيها القران.. الحمد لله الذي اختص الاشهر الحرم من بين الشهور فجعلها مباركة فاشتملت على فضائل وعبادات ليست في غيرها و قال فيها جلى في علاه : {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}... التوبة 36




اخياتي في الله فلنعش في ظل هذي الاية و لنتعرف على الاشهر الحرم فضائلها و العبادات التي فيها

كانت الأشهر الحرم معظمة في شريعة إبراهيمو حرمها العرب في الجاهلية، وسبب تحريمهم القعدة والحجة ومحرم هو أداء شعيرة الحج، فكانوا يحرمون قبله شهراً ليتمكنوا من السير إلى الحج ويسمونه القعدة لقعودهم عن القتال فيه، ثم يحرمون ذا الحجة وفيه أداء مناسكهم وأسواقهم، ثم يحرمون بعده شهراً ليعودوا إلى ديارهم. وحرموا شهر رجب في وسط الحول لأجل زيارة البيت والإعمار، فيأمن قاصد البيت الغارة فيهمع ذلك لطالما لجؤوا للنسيء اذ كانوا يجدون من الشقاء جلوس ثلاث اشهر بدون قتال فيعوضون شهرا بشهرا .. فانزال الله اياته ليقنن ذلك و ليعظم هذه الاربع الحرم حتى انه قال «ذلك الدين القيم» أي هذا هو الشرع المستقيم.... لذلك لا بد لنا من تعظيمها تتضاعفها فيها الاجور كما تتضاعف الاثام..و هي اربعة اشهر كما بينها الرسول صلى الله عليه و سلم في خطبته في حَجّة الوداع: ((أيها الناس إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان))اذا هي: رجب وحده ليس متصلاً بشهر حرام، وشهر ذي الحجة، وشهر قبله وشهر بعده، أي: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ثلاثة مسرودة وواحد منفرد؛ ولهذا يقال لرجب: الفرد؛ لأنه منفرد عن الأشهر الحرم في أثناء السنة، والأشهر الباقية متصلة


أحكام متعلقة بالأشهر الحرم

-الظلم في الشهر الحرام : اتفق العلماء على جواز دفع العدو وقتاله إذا قاتلنا في الشهر الحرام، واختلفوا في تحريم الابتداء بالقتال في الأشهر الحرم: هل نسخ أم لا؟والجمهور على نسخه، ومن حججهم غزو النبي صلى الله عليه وسلم للطائف في شهر ذي القعدة.. كما اختلفوا في تغليظ الدية

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) أي في هذه الأشهر المحرمة، لأنها آكد، وأبلغ في الإثم من غيرها، كما أن المعاصي في البلد الحرام تضاعف، لقوله تعالى: (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) ] .و عليه فان الله ندد في الاية بتدنيس النفس التي لازال العبد يربيها في رمضان بالطاعات فيظلمها صاحبها بالتفريط في جنب الله تعالى، وأي ظلم للنفس اكبر من ان نرديها إلى هاوية المعصية وظلمة الخطيئة... ولا يعني أن الظلم في غير هذه الأشهر جائز..سبحان الله الم تلاحظي حبيبتي في الله ان الله منح لنا من الوقت 4 اشهر فيتسنى للعبد فيه مجاهدة نفسه من جهة، ثم الالتزام بهذه المجاهدة من جهة أخرى.. و جعل لنا فيها من العبادات ما تنوع فصارت كانها مولد ايماني يجدد الايمان ففي هذه الاشهر تؤدى فريضة الحج، وفيها أيام عشر ذي الحجة،ويوم عرفة، ويوم عيد الأضحى، وفيها أيام التشريق، ويوم عاشوراء، ولا يخفى فضائل هذه الأعمال، وأثرها في استقامة العبد..






- الصيامفي الأشهر الحرم: ذهب بعض الفقهاء إلى استحباب صوم الأشهر الحرم مستدلين بما رواه أحمد، وأبو داود، وابن ماجه عن مجيبة الباهلية عن أبيها أو عمها أنه أتى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقال له ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "....صُم من الحُرُم واترك، صُم من الحُرُم واترك، صم من الحُرُم واترك". وهذا حديث لا يصح إلى النبي ـ صلى الله عليه فقد ضعفه الالباني

أما بالنسبة لشهر الله المحرم فقد حثّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على صيامه، فقال: "أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم". رواه مسلم .



كما أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حضّ ورغّب في صيام بعض الأيام الفاضلة الواقعة في الأشهر الحرم، مثل: عشر ذي الحجة بما فيها يوم عرفة، وعاشوراء. مع يوم قبلهو يوم بعده





أما تخصيص شهر رجب بالصوم فهذا مما لا دليل صحيحٌ عليه البتة؛ فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى"(25/156): "وأما صوم رجب بخصوصه فأحاديثه كلها ضعيفة؛ بل موضوعة، لا يعتمد أهل العلم على شيء منها".










-الصيد في الأشهر الحرم: على عكس ما يضن العوام فان الصيد لا يحرم الا على المحرم في مكة او المدينة لا غير و يحل لمن سواهم في غير بقاع الارض..
-الزواج في الأشهر الحرم:ظن البعض أن الزواج بين العيدين (الفطر والأضحى) نذير شؤم، ومعلوم أن ذا القعدة، وبدايات ذي الحجة ‏‏يدخل في ذلك، وهذا بعيد عن الصحة فقد تزوج النبي –صلى الله عليه وسلم – بسيدتنا عائشة في شوال وبنى بها في شوال، وقد نُهينا عن التطير والتشاؤم



حدث في الاشهر الحرام

في مثل هذه الاشهر توالت احداث في الامة السلامية لعلها غيرت في مجد الامة .. نذكر منها تباعا..

في شهر ذي القعدة :

سنة 5هـ غزوة بدر الأخرى
سنة 6هـ صلح الحديبية
سنة 7هـ عمرة القضاء
سنة 10هـ حجة الوداع
سنة 12هـ معركة الفِرَاض

في شهر ذو الحجة

سنة 2هـ غزوة السويق
سنة 8هـ ولد إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وآله من مارية القبطية
سنة 12هـ بيعة العقبة الأولى
سنة 13هـ بيعة العقبة الثانية:
571سنة هـ نجح صلاح الدين الأيوبي في اقتحام قلعة عزاز الحصينة

و لعل ابرز احداث هذا الشهرا لازلنا نعيشها كل سنة

ففي اليوم الثامن منه ينطلق الحجيج إلى منى
وفي اليوم التاسع من هذا الشهر (يوم عرفة) يتوجه الحجاج من منى إلى جبل عرفات
وفي اليوم العاشر منه (وهو يوم النحر) يندفع الحجاج من المزدلفة إلى منى قبل طلوع الشمس ليؤدوا أعمال النحر، ويرمون جمرة العقبة الكبرى، وينحرون الهدي ، ويحلقون أو يقصرون رؤوسهم، ويطوفون طواف الزيارة، ثم يعودون إلى منى للمبيت بها.
وفي يوم الحادي عشر وما بعده (أيام التشريق الثلاثة)

في شهر محرم
سنة 7هـ غزوة خيبر
سنة 7هـ إرسال الرسائل النبوية إلى الملوك والزعماء لدعوتهم إلى الإسلام
سنة 10هـ غزوة ذات الرقاع
سنة 16 هـ اعتماد شهر محرم لبدء السنة الهجرية
سنة 24 هـ مبايعة أمير المؤمنين عثمان بن عفان بالخلافة
و فيه نجى الله نبيه موسى من بطش فرعون اللعين

في شهر رجب
5هـ الهجرة إلى الحبشة
12هـ فتْح المسلمين لمدينة الأنبار بقيادة خالد بن الوليد
14هـ فتح مدينة دمشق بقيادة أبي عبيدة بن الجراح، وخالد بن الوليد
15 هـ معركة اليرموك بين المسلمين بقيادة "خالد بن الوليد" وجموع الروم في وادي اليرموك




اخياتي في الله..
هذه الاشهر مدرسة الاستقامة .. مدرسة تربينا على امساك النفس و احترام الغير .. فالذنب فيها ليس كالذنب في غيرها، كما أن العمل الصالح فيها ليس كالعمل في غيرها. فالله الله في انفسكن..