..الاعتذار فطرة الانبياء والصالحين..

ملتقى الإيمان

الإعتذار فطرة الأنبياء والصالحين


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الاعتذار فطرة الأنبياء والصالحين

لقد قص الله علينا قصة الأبوين في الجنة، لنتعلم منهما فقه الاعتذار, قال تعالى( فتلقى اّدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو

التواب الرحيم) (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين)إنه اّداب الحياء من الله والتواضع عند

الخطأ، وتعليم لفقه الاعتذار، وتدريب على الاعتراف بالذنب والتوبة,لقد كان الاعتراف بالذنب صريحاّ واضحاّ، بل لقد سمى

آدم نفسه ظالماّ، فحين شعر بنيران الذنب بين جنبيه، انبعثت إرادته للنهوض وتدارك رحمة الله, فاعترف بالذنب وندم عليه

وطلب الصفح من الله،فموسى عليه السلام لما وكز الرجل وقتله، لم يتغن ببطولته، ولم يبرر عمله، بل اعترف بظلمه لنفسه وقال

في ضراعة(هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين,قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم)إذا

أخطأ الرجل أو المسئول في الغرب استحيا وربما اعتذر، واستقال من منصبه،أما رجل الشرق فهو الذي يمكث 20 عاما،

يقول فلا يخطئ، فلم نر شرقيا احمر وجهه واعترف بذنبه، أو مسئولا استقال من منصبه وقال,لقد قصرت، أنا لا أصلح لهذا

العمل،إن الإعتراف بالخطأ دليل على نبل في النفس، ونضج في العقل، وسماحة في الخلق،لكن مع الاستكبار والاستغلاق عن

الفهم، تنتهي بصاحبها الذي تأخذه العزة بالإثم، فلا يفكر في اعتراف ولا اعتذار,وحين يخطئ يظن أن اعترافه بالذنب إهانة

للذات،ويأتي مرض جنون العظمة,فهو جبل شامخ والناس في سفحه مجرد رمال,فيجادل بالباطل لإبعاد النقص عن نفسه

والإنسان الذي لايحاسب نفسه ولا يعتذر عن خطئه,يمثل خطراّ فادحاّ, خاصة إذا فشا هذا الصنف وانتشرت عاداته في شعب

الحياة,نعم إن العمل السيئ يذهب بمكانة الرجل ومحامده، لكن الاعتراف بالخطأ والخجل منه، يزيد في مكانة الرجل

ومكارمه,فالوالد الذي لا يعتذر لأولاده عن خطئه، يعلمهم

الدروس الأولى في الكِبر وعدم الاعتراف بالخطأ، ولو اعتذر الوالد لأولاده,عن عدم وفائه بوعده لهم مثلاّ,لتعلموا منه ذلك

الفقه الجميل، فقه الاعتذار, والتبرير والجدال قد يكون محدود الخطر إذا صدر عن واحد من عوام الناس، أما أن يصدر التبرير

عن إنسان معروف، أو قائد مرموق، أو مصلح مشهور، فهنا تكون الكارثة, لأن الناس هنا تتعلم المراوغة،وعلى الشخص

معرفته بالخطأ، وفحص سلوكه ،وهذا ما يسمى بالمحاسبة,فإن الغرور بالذات يعمي عن الحق,إذا كان التواضع نبل نفس،

ونضج عقل، وسماحة خلق، فإن المكابرة تعني رعونة نفس، وسوء طبع، وفساد فطرة ,والتأكيد على أهمية نشر

أخلاق التواضع والاعتراف بالأخطاء والاعتذار منها، وتدريب النشء على فقه الاعتذار ليكون لهم خلقا وعادة,وعدم الاعتذار

صفة الأنانية والكبرياء والعزة بالنفس, ومن فضائل الاعتذار كسب حب ومودة الآخرين,وإنها من مكارم الأخلاق,

ومن عواقبها تفكك المجتمع وانتشار الكذب والحقد والكراهية وعدم الثقة بين أفراد المجتمع,والاعتراف بالخطأ والاعتذار قد

يكون سببا في نجاحك بان تكبر في أعين الناس ويزيد حبهم لك بصدقك وأمانتك وسمو أخلاقك العالية ولا يغرك الكبرياء ولا

تكون ممن يتصفون بصفة اللامبالاة,ولا يهتم بالاعتراف له لأن تفكيره يملي عليه بان الاعتراف بالخطأ يقلل من الهيبة و قوة

الشخصية,وهي تندرج تحت أسباب الجهل والكبر والغرور,وممكن أن يكون الخط الذي ترتكبه أن يكون سببا في

جرح شخص آخر و عدم اعتذارك عمدا سيكون سببا في كسبك للخطيئة لكن بالمقابل لو قمت بالاعتذار ستبرئ هذا الجرح و

تكسب الأجر و الحسنات و أيضا تكسب المودة ,وعدم الاعتذار يكون مردودة عكسي على المخطئ بان تكثر أخطاؤه بسبب عدم

المبالاة,إن الاعتذار يرفع من قدر المعتذر وتعلى مكانته لاهتمامه بمشاعر الآخرين و حسن خلقه,وخير الخطاؤن التوابون.


اللهم إنا نعوذ بك من الإستكبار,ومن ذنب بلا استغفار.
7
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عفوك وعافيتك
عفوك وعافيتك
جزاج الله خير
*شمس الصباح*
*شمس الصباح*
جزاك الله خير
قلب منكسر
قلب منكسر
جزاك الله خيرا
الاميرة الشهري
نفع الله بك الأمه ....
وجزآك الله خيرآ وكثر الله من امثالك ...
لاتحرمينا من هذه المواضيع النافعه ..
كل الشكر لك.......
وأسعدك الله في الدارين....
قلبْ الفرَحْ..||
~

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته‘

جزيتِ الجنان‘
وهنأك الله برضوانه وعفوه‘
ورزقكِ الله من حيث لا تحتسبين ‘

استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ‘


وصلوات ربي وسلامه على رسول الله خاتم النبيين والمرسلين..‘

دعواتكِ‘

ودي~